"المركب لازم تطلع من تحت".. تعذر الوصول لجثامين صيادي الزهري الغارقة و"البيجا" هي الحل
السويس - حسام الدين أحمد:
أسفرت عملية الغوص الاستكشافية وفحص مركب الصيد " ياسين الزهري" الغارقة بخليج السويس، عن فشل انتشال الجثامين، بسبب شباك الصيد والغزل التي تحاصر المركب.
فريق غطاسين
وقال مصدر ملاحي مسؤول إن القاطرة البحرية وصلت من الإسكندرية، أمس الأول الأحد، لمنطقة بلوفت الوزة، حيث المركب الغارقة بقاع خليج السويس، وباشر المهندسين وفريق البحارة عملهم في تجهيز القاطرة، والمعدات اللازمة لمعاونة فريق الغطاسين خلال الغوص واستكشاف غرف وعنابر المركب، باستخدام أجهزة متطورة.
وأضاف المصدر الذي رفض نشر اسمه، أن الفريق الذي ضم 4 غطاسين محترفين ومتخصصين في تلك الأعمال وفحص الأجسام بالأعماقن نزل صباح اليوم الثلاثاء، وأكد صعوبة الوصول لأبواب الغرف والعنابر بسبب الشباك.
الشباك تحاصر المركب
" المركب لازم تطلع" يخبرنا المصدر بما قاله الغطاسين لمسؤولي القوات البحرية في السويس، والذين كانوا على متن لنش بحري بموقع المركب الغارقة، تحت الماء منذ 45 يوما، حيث تعرضت للغرق في 30 نوفمبر الماضي.
وكشف المصدر، أن فريق الغطاسين استمر تواجدهم تحت الماء قرابة ساعة، عندما خرجوا قدموا تقرير شفهي بوضع المركب التي استقرت على عمق 70 مترا، وافادوا ان الشباك وحبال غزل الصيد تحاصرها، وستعيق أي محاولة للوصول الى أبواب العنابر، ويصعب ازالتها سواء كانت محاولة بشرية باستخدام القواطع أو باستخدام روبوت.
كما ان الشباك ستؤثر بشكل كبير على دقه عملية التصوير باستخدام الأشعة والموجات الصوتية لمعرفة ما بداخل العنابر، والذي سيحدد ما إذا كان الصيادين الغرقى داخلها أم لا.
وأشار المصدر الى ان فكرة قطع الشباك والغزل باستخدام أي أداه، غير مجدية بسبب العمق الذي يمثل ضغط على الرئة والذي يزداد الضعف كلما غاص الغطاس 10 أمتار أكثر، ما يجعل العمل تحت الماء صعبا للغاية، فضلا عن غزارة الشباك الجر الذي يمتد طوله ما يزيد عن 2000 متر، وهو ملتف حول المركب، وسوف يستغرق عدة أيام وأكثر من فريق إذا ما أرادوا قطعها.
وفي أعقاب ذلك أبحرت القاطرة وعلى متنها الغطاسين عائدة الى الإسكندرية، بعد فشل جهود انتشال طاقم المركب الغارق وعددهم 13 صياد، عثر البحارة على جثة لشخص قبل أسبوعين رجحوا أنها لأحد أفراد الطاقم.
بالونات "البيجا"
ومن جهته قال مرسي بدير وكيل مراكب صيد، أن عملية انتشال المركب الغارقة سوف تستلزم حضور سفينة أو قاطرة تستخدم أوناش تعمل بتقنية " البيجا"، حتى تتمكن من انتشال جسم بأبعاد ووزن المركب الغارقة، والتي تعد غير مجهزة للرفع سواء بأوتار الشيمات أو الطرق العادية.
أوضح مرسي بدير أن البيجا، تشبه التقنية المستخدمة في الغواصات، وذلك باستخدام وسائد ومستوعبات مطاطية ضخمة موصولة بأنابيب وخراطيم ويتم ربطها بجانبي ومقدمة ومؤخرة المركب أو الجسم المراد رفعه من الماء، ثم يضخ فيها الهواء الساخن من القاطرة، وهو أقل كثافة من الهواء العادي، لترفع الجسم إلى سطح الماء.
وذكر وكيل مراكب الصيد، أن تكلفة انتشال المركب باستخدام ذلك الأسلوب سوف يتكلف ما يزيد عن 1.3 مليون جنيه، وهي تمثل نصف قيمة المركب الجاهزة للصيد، ولا يملك صاحب المركب أو أسر الصيادين المفقودين ذلك المبلغ.
دليل التصادم
وأشار الى أن انتشال المركب سيمكن المحققين من الكشف عن أدلة مادية لغرقها بعد اصطدامها بسفينة تجارية، ضمن قوافل الشمال بعد خروجها من المجرى الملاحي للقناة.
وأضاف "بدير" ان حادث التصادم هو السيناريو المرجح لتفسير غرق المركب، بعد استبعاد فكرة تعطل المحرك، وإلا لكان طاقمها إشارة استغاثة، كما استبعد المحقين فكرة حدوث حريق واشتعال المركب، فقطع الحطام التي عثروا عليها، لا توجد عليها اثار حريق او تفحم في أي جزء جشبي عثروا عليه.
وفي السياق ناشد أهالي الصيادين الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بالدفع بقاطرة أو سفينة مجهزة لانتشال المركب الغارقة لاستخراج جثامين الصيادين، ليتنسى لهم نقلهم الى مثواهم الأخير بمقابر عائلاتهم في دمياط.
وكانت احدى الشركات العاملة بحقل ظهر شمال شرق بورسعيد دفعت بالقاطرة، والتي كان من المنتظر وصولها قبل 10 أيام، إلا ان سوء الأحوال الجوية على المسطح المائي بالبحرين المتوسط والاحمر تسببت في تأخر وصولها 10 أيام، حتى وصلت الأحد الماضي.
وكان الصيادون في السويس حددوا قبل 3 اسابيع مكان رجحوا انه للمركب الغارق عقب العثور على شباك وغزل عالقة بطبالي الصيد التي تزن الواحدة منها 130 كيلو بمنطقة بلوفت الوزة.
وأرسلت شركة بترول بلاعيم قبل أسبوعين قاطرة بحرية دفعت بروبوت غاطس صور أجزاء من المركب وأسمها للدلالة على أنها المركب المنشود، إلا أن التيارات المائية ووجود المركب في وضع الصيد وفتح الشباك خلال غرقها، أدى إلى التفاف الشباك والغزل حولها فأعاق دخول الروبوت للمركب لتحديد مكان الصيادين.
وقال مصدر مسؤول بقطاع الصيد في السويس، إن الصيادين المفقودين والمسجلة أسمائهم في دفتر "السروح"، هم: "كرم الله محمد سعد، والنبوي أحمد أحمد، وفهمي عيد وعبده أبو المعاطي، وهشام بدر، ومصطفى محمد أحمد، وشعبان السيد محمد، وحسن إبراهيم محمد، ورشدي فوزي، وناجي محمد وعماد مسعد شلبي، وحازم محمد محمد، ويحيى زكريا عبد المجيد".
فيديو قد يعجبك: