صانعة السعادة.. "سعاد الواحاتية" حققت ذاتها بـ 400 جنيه (فيديو وصور)

الوادي الجديد - محمد الباريسي:

الحياة تحد كبير أدركته سعاد أحمد، وهي من سكان واحة الخارجة في محافظة الوادي الجديد، قررت ألا تقف مكتوفة الأيدي، فحاولت مساعدة زوجها في مواجهة غلاء المعيشة، بمشروع بدأت فيه برأس مال لم يتجاوز 400 جنيه.

لم تنجح "سعاد" الحاصلة على دبلوم تجارة العام 2007، في الحصول على وظيفة حكومية، وزوجها عامل باليومية لا يجني الكثير من المال، ما دفعها إلى صانعة المخبوزات وحلوى المولد، التي قررت ترويجها عبر "فيسبوك"، أملاً في تحقيق بعض عائد ماضي يعينهم على الحياة.

"بدأت منذ عامين بعد تشجيع تلقيته من عمي، وكنت أبيع ما أصنع من المخبوزات لجيراني والأصدقاء" تقول "سعاد"، وتحكي لمصراوي، كيف تلقت الدعم من زوجها " أعطاني 400 جنيه، وقال لي إنه يثق في قدرتي ويقدر محاولتي مساعدته فمنحني طاقة كبيرة للبدء في مشروعي وشجعتني أيضًا والدتي وشقيقاتي".

كانت بداية "سعاد" بحلوى المولد البسيطة المصنوعة من الفول السوداني والحمص والسمسم، ومخبوزات الكعك والبيتي فور والبسكويت "بعد مرور عامين بدأ مشروعي يكبر وينمو حتى بدأت أصنع وجبات (عشاء العروسة) و(غدا العريس)".

وجبة الزواج عادة يُحرص عليها أهالي الواحات، وتُقدم لأصدقاء العريس في مناسبات الزواج.

تُعد "سعاد" وجبة "غداء العريس"، بسعر 35 جنيهًا للوجبة الواحدة؛ تشمل اللحوم أو الدواجن والأرز والخضار. وقد راج بيع تلك الوجبات معها وحققت لها عائدًا ماديًا كبيرًا، كما تقول. "جعلني الأمر أفكر في تنمية المشروع فبدأت بصنع الفطير المشلتت والفايش، والشريك، وكعك السعادة".

تسعى "سعاد" إلى دراسة السوق الذي تعمل لخدمته جيدًا، فتبيع ما يرتبط من منتجات بعادات أهلها، ومنها "كعك السعادة"؛ الذي يقدمه أهل العروس للأطفال والجيران والأصدقاء في ثاني أيام الزفاف (الصباحية).

تعلمت "سعاد" صناعة المخبوزات من والدتها "أنا مدينة لها بما وصلت إليه من شهرة في منطقتي... الحمد لله منتجاتي نالت استحسانًا كبيرًا من الناس".

هذا الأمر دفع "سعاد" إلى إنشاء جروب خاص على موقع التواصل "فيسبوك" تحتح عنوان "أم الغايب للمخبوزات"، وصفحة "صمتي حكايتي للمخبوزات".

"نجحت بشكل كبير واستطعت تحقيق دخل شهري متوسطه من 1500 - 2000 جنيه شهريًا" تقول "سعاد" التي تضيف: "هناك كثير مثلي يبحثون عن تحقيق الذات ونيل دخل مادي يضيف إلى حياتهم قيمة، لذا فكرت في تأسيس قناة على "يوتيوب"، أسميتها (دبري ووفري مع سعاد)، لتعليم الفتيات والشابات طرق صناعة المخبوزات وحلوى المولد النبوي".

تتمنى "سعاد" التوسع في مشروعها، وتحلم بإقامة محل تجاري في مدينتها الخارجة؛ تستطيع من خلاله بيع المنتجات التي تصنعها "أوجه حديثي لكل ربة منزل وفتاة وشابة، لا تنتظري الوظيفة الحكومية، بل ابحثي عن ذاتك ومواهبك وفكري في كيفية استغلالها بما يحقق لك مكسبًا ماديًا ومعنويًا... المهم هو إثبات الذات... اسعي على رزقك، وروجي لنفسك حتى تجدي مكانًا في سوق العمل الخاص".