إعلان

هيلا هيلا صلي على النبي .. الصيد في بورسعيد "شطارة مش فهلوة" (صور)

08:32 م الخميس 21 نوفمبر 2019

بورسعيد - طارق الرفاعي:

"هيلا هيلا صلي على النبي.. هيلا هيلا والخير يارب تزيدو".. كلمات أغنية تراثية يرددها صيادون على شاطيء محافظة بورسعيد، وهم يرتدون ملابس شتوية ثقيلة تحميهم من برودة الطقس، أثناء جمعهم للشباك من مياه البحر، في انتظار مصيرهم المجهول وسط تلك الشباك التي تخفي أمواج البحر معالمها وما تحتويه، وعيونهم تنظر للشباك تارة وتارة أخرى ينظرون إلى السماء يدعون الله بأن يرزقهم داخلها بخير يعودون به إلى منازلهم ليرسموا البسمة على وجوه أبنائهم.

شبكة وطاولة خشبية

"عم السيد" الشهير بـ"السيد أبو العربي"، رجل عجوز تجاوز عمره الـ60 عامًا، يرتدي قبعة بيضاء، رفض الانتظار على الشاطيء ونزل إلى المياه لجمع الشباك، وإذا به يصيح من وسط الأمواج قائلًا "الخير جانا صلي على النبي" في إشارة منه أن الشباك مليئة بالأسماك، ليهلل خلفه الصيادين على الشاطيء مرددين "الله أكبر..الله أكبر"، ويسرعوا في جمع الشباك وتجيهز الطاولات الخشبية التي سيجمعون ويفرزون فيها الأسماك، دقائق وتظهر الأسماك وهي تقفز من الشباك وكأنها معادن نفيثة تلمع وسطها، ويبدأ كبار الصيادين في فرز الأسماك فور وصولها الشاطيء حسب نوعها وحجمها، ثم يضعونها طاولات خشبية.

أسماك طازجة

يرسل الصيادين الطاولات بالأسماك إلى الأسواق والمطاعم، بينما يحتفظون بكمية من الأسماك لأنفسهم لتكون وجبة غذاء لأسرهم، أما المارة على الشاطيء فلهم بالطبع نصيب من الأسماك الطازجة التي يشترونها من الصيادين قبل فرزها بنصف ثمنها في الأسواق، فتحصل على حقيبة بلاستيكية بها حوالي 2 كيلو من الأسماك المتنوعة لا يتجاوز سعرها 100 جنيه، في الوقت الذي تشتريها من السوق مقابل 200 جنيه وأكثر.

يوم شاق

"مصطفى" أصغر المشاركين في جمع الشباك، تحدث إلينا بابتسامة أرهقها جهد ساعات طويلة قائلًا "أنا عندي 17 عامًا، وأدرس دبلوم صنايع، والحمد لله أعمل مع جدي ووالدي تقريبًا يوميًا، ما عدا أيام الامتحانات لأساعد أهلي في استكمال دراستي، كذلك أتعلم المهنة التي يمارسها أبي وأجدادي وتواراثوها فيما بينهم"، مضيفًا "إحنا بنفضل نسحب الشباك أكثر من 3 ساعات يوميًا، أحيانًا تكون شبه خالية وأحيانًا تكون ممتلئة وبها خير كثير.. الرزق بتاع ربنا حضرتك واحنا برنضى بالقليل".

يومية الصياد

الحديث عن يومية الصياد أمر مزعج بالنسبة لهم، فهم يرونه رزق وليس مرتبًا ثابتًا ويتغير حسب كمية الأسماك ونوعها وجودتها، وحول ذلك تحدث "عم محمد"، أكبر الصيادين سنًا على الشاطيء، الذي قال:"إحنا مش موظفين أو صنايعية علشان يبقى لينا مرتب أو يومية ثابتة، إحنا بننزل كل يوم وساعات برجع بـ100 جنيه وساعات 30 جنيه أو أقل وساعات مبرجعش بفلوس خالص، ده حسب الرزق"، مضيفًا "ساعات بنرمي أكثر من طرحة وبرده مبنجمعش وساعات ربنا بيرزقنا من أول طرحة".

الصيد شطارة

"الصيد مش فهلوة ده شطارة ورزق من عند ربنا".. هكذا تحدث الحاج عاطف، 55 عامًا، مضيفًا "إحنا بنتعب وبنستفيد من كبار الصيادين وبنتعلم من أفكار الشباب أيضًا، وده عن طريق حجم فتحات الشباك حسب كل موسم، وأيضًا مكان طرحها وطريقة تجميعها، فكل ده شطارة والأهم رزق ربنا أولًا وأخيرًا".

مساعدة

أحد الشاب يدعى خالد مصطفى، كان يساعد الصيادين في جمع الشباك وهو يرتدي ملابس ليس لها علاقة بعمل وملابس الصيد، وبحديثنا معه أكد على أنه مر بالصدفة فوجدهم يجمعون الشباك، فقرر مساعدتهم، مشيرًا إلى أنهم عرضوا عليه حقيبة من الأسماك لكنه رفض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان