في الطريق إلى ديوان الإسكندرية.. 8 تحديات تنتظر المحافظ الجديد - صور
الإسكندرية – محمد عامر:
بين عهد مضى وآخر قادم.. ينتظر محافظ الإسكندرية الجديد إرثا ثقيلًا من الأزمات والمشاكل التي تحتاج إلى حلول عاجلة وجذرية تعيد للمدينة العريقة مجدها المفقود كمركز حضاري على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ومع إعلان حركة المحافظين، وتعيين اللواء محمد الشريف محافظًا للإسكندرية، تجددت آمال وطموحات 5 ملايين مواطن من أبناء الإسكندرية في تحريك المياه الراكدة بملفات لم تجد لها حظًا خلال الفترة الماضية.
"مصراوي" يستعرض بالأرقام 8 ملفات شائكة تنتظر المحافظ رقم 74 في تاريخ الإسكندرية، منذ عرفت الحكم الإداري عام 1798.
غابة إسمنتية
يتصدر ملف العقارات المخالفة والتي حولت المدينة العريقة إلى غابة إسمنتية، قائمة الأزمات التي تنتظر المحافظ الجديد، لإنقاذ ما تبقى من سحر وجمال عروس البحر المتوسط.
وحول عدد العقارات المخالفة، قال الدكتور عبد العزيز قنصوه، محافظ الإسكندرية السابق، إنه يوجد 112 ألف مخالفة بناء في الوقت الذي لا تتعدى فيه نسبة الإزالة 4.5% فقط، كون المباني مأهولة بالسكان.
ووفقا للدكتور محمد عوض رئيس لجنة الحفاظ على التراث السابق، تحوي شوارع الإسكندرية 1135 عقارًا مدرجًا على قائمة حفظ التراث، تخسر منها المدينة سنويا ما يقرب من 10%.
مدينة آيلة للسقوط
تضم الإسكندرية نوعًا آخر من العقارات، والتي يطلق عليها مصيدة الموت، والتي تحصد أرواح عشرات المواطنين سنويا، وهي العقارات الآيلة للسقوط التي عجزت المحافظة عن وضع حلول جذرية لها.
وتشير خريطة العقارات الآيلة للسقوط إلى وجود 5 آلاف عقار يقترب عمرها من الـ 100 عام، يتركز معظمها في الأحياء القديمة، أبرزها "أبو قير" بحي المنتزه ثان، و"بحري، والسيالة، والعطارين، واللبان" بحي الجمرك، و"كرموز، ومينا البصل" بحي غرب، و"كليوباترا وزنانيري" بحي شرق.
وحول سبب انهيار عقارات الإسكندرية، قالت المهندسة سحر شعبان، رئيس حي شرق، إن قاطني تلك العقارات عادة ما يرفضون أو يتباطؤون في تنفيذ قرارات الترميم أو الإزالة، ويقررون الإقامة على مسئوليتهم الشخصية.
شبكة صرف الأمطار
يحتاج الملف الثالث، وهو شبكة صرف مياه الأمطار والسيول التي تغرق المدينة الساحلية شتاءً، إلى تدخل عاجل كون المدينة تتعرض لنوات شديدة بالمقارنة بباقي محافظات الجمهورية.
ويقول اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، إن الطاقة الاستيعابية لشبكة الصرف الصحي بالمدينة تبلغ 1.8 مليون متر مكعب يوميًا، يستغل منها حوالي 50% تقريبا في الظروف العادية أي نحو 900 ألف متر مكعب.
وأضاف أن كمية الأمطار التي سقطت على المدينة خلال النوة الأخيرة قدرت نحو 2.5 مليون متر مكعب، ما يعني وجود نحو 1.6 مليون متر مكعب لم تقدر الشبكة على استيعابها.
منظومة النظافة
4500 طن قمامة تنتجها الإسكندرية يوميًا، تزداد خلال شهور الصيف إلى 5500 طن، تتحمل شركة نهضة مصر للخدمات البيئية إلى جانب الأحياء عبء جمعها والتخلص منها.
وإلى جانب احتياج المدينة إلى منظومة حديثة لجمع ونقل القمامة بدلًا من تراكمها في الشوارع والميادين، تعد مشروعات إعادة تدوير القمامة بدلًا من دفنها الجزء الأهم في المنظومة حفاظا على البيئة.
وبحسب الدكتور عبد العزيز قنصوه، محافظ الإسكندرية السابق يجري من 70 إلى 80% من قمامة الإسكندرية مباشرة إلى المدفن الصحي بمدينة الحمام، والجزء المتبقي ينقل إلى مصانع تدوير المخلفات التي تديرها شركة نهضة مصر.
الموجة الـ14
ويعد ملف تقنين واسترداد أراضي أملاك الدولة، الأكثر أهمية على مكتب اللواء محمد الشريف، كونه يلقى اهتماما بالغا من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتتحمل أجهزة المحافظة عبء آخر، يتعلق بتنفيذ الموجة الـ 14 لاسترداد أراضي الدولة، والتي تشمل جميع الأراضي التي لا يجوز تقنينها والحالات التي تقدمت بطلبات تقنين ولم تسدد رسوم الفحص أو المعاينة.
بحيرة مريوط
"تعديات وتلوث وجفاف".. هكذا انقضت المخاطر واحدة تلو الأخرى على بحيرة مريوط خلال السنوات الماضية، ما يهدد باختفاء البحيرة التي ظلت رئة طبيعية ومصدر رزق لنحو 10 آلاف صياد في الإسكندرية.
وينتظر من المحافظ الجديد استكمال خطة إنقاذ البحيرة التي تقلصت تدريجيًا على مدار الـ20 عامًا الماضية، حتى وصلت حاليا إلى نحو 13 ألف فدان فقط.
المشروعات القومية
"يا نهار أبيض، هو أنت لسه هتدرس؟".. كلمات وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي للمحافظ السابق الدكتور عبد العزيز قنصوه، عندما سأله عن إزالة سوق ووكالة الحضرة الذي يمثل أحد العقبات أمام استكمال مشروع تنمية محور المحمودية "شريان الأمل".
وبوصول "الشريف" لديوان عام محافظة الإسكندرية، سيكون عليه إزالة أي معوقات لاستكمال المشروعات القومية مثل "شريان المحمودية" و"بشائر الخير3" و"مترو الإسكندرية" وغيرها.
أبناء المحافظة
أحد الملفات الهامة أمام "الشريف" هي المشكلات التي تواجه المواطن بشكل يومي، مثل وسائل النقل العام، ورصف الشوارع والطرق الداخلية، وارتفاع الأسعار، وانتشار التوك توك، ونظافة الشواطئ..
فيديو قد يعجبك: