من محافظة المنوفية.. قصة مصري وصل للنهائيات بمسابقة الاتحاد الدولي للرياضيات
كتبت-دعاء الفولي:
طالما كان أحمد الرفاعي شغوفا بالرياضيات، لم تُزعجه صعوبة المسائل، لمس فيها جانبا ممتعا، انكب على عشرات منها بالساعات ليجد لذة الوصول للحل في النهاية، ذلك الاهتمام بدأ قبل الجامعة وامتد حتى الالتحاق بقسم الرياضيات بكلية العلوم جامعة المنوفية، وظل مستمرا بعد أن أصبح مُدرسا مُساعدا بالكلية، لكن حُب الرياضيات تضاعف بعد مشاركته بمسابقة الاتحاد الدولي للرياضيات قبل عدة أسابيع.
في سبتمبر من كل عام، يعقد الاتحاد الدولي للرياضيات -الذي يجمع علماء من 80 دولة- مسابقة يشارك فيها الشباب حول العالم من سن الثامنة عشر وحتى الثلاثين، حيث يمر المتسابقون بثلاث مراحل أساسية عبر الإنترنت، تشمل اختبارات رياضية تتصاعد وتيرة صعوبتها وصولا للنهائيات، فيما تصبح شروط المسابقة أكثر تعقيدا.
صُدفة بحتة عرّفت أحمد على المسابقة الدولية، كان الأمر مقترن بتحدي الذات "اتضح لي إننا نقدر نخترق مشاكل كتير بس لما بنتحط جوة الموقف"، بدأ التحدي في سبتمبر الماضي وانتهى قبل يومين "في كل مرحلة كان الاختبار شكله مختلف"، فمثلا في المرحلة الثانية طُرح على المتسابقين عدة أسئلة وكان أمامهم أسبوع لحلها "ومسموح لينا نستخدم الآلة الحاسبة وممكن أستعين بالانترنت أو بالكتب الرياضية عشان تساعدني"، فيما تغير ذلك في المرحلة الأخيرة.
عندما تأهل أحمد للمرحلة النهائية، تعين عليه اختيار مُشرف وهو الدكتور محمد أبو شادي أستاذ الرياضيات التطبيقية بكلية العلوم جامعة المنوفية "بيكون المشرف بتاعي عنده أكونت على موقع المسابقة وهو اللي بيرفع ورقة الاختبار عليه عشان تتصحح"، إذ أن الاختبار الأخير لا يتم إجراءه عبر الإنترنت "بيكون في ورق ومدته ساعة واحدة لحل 40 مسألة بدون استخدام آلة حاسبة أو استعانة بأي مصدر خارجي".
ثمة آلية في الاتحاد الرياضيات الدولي لتحجيم الغش خاصة في المرحلة الأخيرة، يقول الأستاذ المساعد بكلية العلوم إن الامتحان الأخير "كان صعب بالدرجة إنه لو حد حتى عايز مساعدة مش هيلاقي"، فالمشرف على أحمد لم يكن يعرف الأسئلة، كما أن واضعي الاختبار كرروا بعض الأسئلة من المرحلتين الأولى والثانية "عشان يتأكدوا إني أنا اللي بحل".
أجاب أحمد على 33 سؤالا من أربعين "أسئلة مرتبطة بتطبيقات الرياضة.. والنظريات.. والتفاضل وفروع تانية كتيرة"، في تلك المرحلة لم يطمح للفوز "كان كفاية إني وصلت للنهائيات"، لكنه حصل على "الوسام الفضي" في فئة الدراسات العُليا، حيث يتنافس المشاركون في عدة فئات ضمنها فئة الطُلاب.
تعلم الأستاذ المساعد الكثير، قابل طُرقا جديدا لعرض المسائل غير التي اعتادها هُنا، واكتشف جوانب أخرى من النظريات التي درسها "وبقى عندي علاقات أوسع بدارسي الرياضيات في العالم"، حتى أنه تلقّى دعوة من الاتحاد لحضور حفل تكريم للمصريين المشاركين، في مدينة شرم الشيخ منتصف ديسمبر الجاري.
فيديو قد يعجبك: