أول لجنة مصالحات نسائية بالصعيد.. مبادرة من وحي الألم
قنا - عبدالرحمن القرشي:
"أماني أبوسحلي" امرأة ذاقت مرارة الثأر حين فقدت ابنها الأكبر في خصومة ثأرية شهيرة بمحافظة قنا، ورغم حجم الألم، قررت العفو ورفضت الأخذ بالثأر، رغم مكانة عائلتها وعائلة زوجها وقدرتهم على ذلك، ولما عانته من ألم بمقتل فلذة كبدها الذي كان طالبا بالصف الأول الثانوي، قررت تشكيل أول لجنة مصالحات ثأرية نسائية في تاريخ صعيد مصر.
المرأة المحرض الأول
وقالت السيدة أماني أبوسحلي لـ"مصراوي" إن المرأة في صعيد مصر هي المحرض والمحرك الأول للأخذ بالثأر بأغلب الخصومات الثأرية، وقالت إنه فور مقتل نجلها تجمع بعض شباب عائلتها وسألوها كم رأسًا ترغبين في قتلهم ثأرا لمقتل ابنك، فرفضت أن تراق أي دماء وقالت احتسبته شهيدا عند الله.
وأشارت إلى أن ابنها قتل بشكل وحشي فبعد أن كان عائدا من مدرسته الثانوية برفقة أصدقائه مستقلا إحدي السيارات، حاصرته 4 دراجات نارية تحمل مسلحين بالبنادق الآلية وأطلقوا وابلا من الرصاص مزق جسده وأغرقت الدماء السيارة والكتب المدرسية التي كانوا يحملها، ومع ذلك قررت السفر إلى مكة المكرمة لأداء عمرة له برفقة زوجها.
وأضافت أن الأم والزوجة هي من تحرض رجال العائلة على الأخذ بالثأر ومع ذلك أغلب المصالحات تقصي المرأة من أي دور، ولذلك كثيرا من الأحيان سرعات ما تنقض المصالحات وتتجدد الصراعات الثأرية.
مبادرة نسائية من وحي المرارة
ذكرت السيدة أماني أن فكرة تشكيل لجنة مصالحات ثأرية نسائية لاقت استحسانا كبيرا من قبل الجميع، كما أنها اختارت أفضل 9 رموز نسائية بقنا من أصحاب التأثير ليكن نواة اللجنة، لافتة إلى أن اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا وافق على فكرة اللجنة من حيث المضمون، وفي انتظار اعتماد أعضاء الجنة بعد إجراء المراجعة الأمنية لهن من قبل مديرية أمن قنا.
وأفادت "أبوسحلي" بأن المبادرة نابعة من "وحي المرارة" نتاج تجربة شخصية أدعو الله ألا تعيشها أي أم أو زوجة أو ابنة ففقدان الحبيب موت قبل الموت ولكن على قيد الحياة".
خطوات نافذة
وأكدت أماني أبوسحلي أن اللجنة ستهتم أولا بجرد الخصومات الثأرية التي تحتاج لمصالحات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وستبدأ بحملات طرق أبواب للأطراف الخصومات الثأرية لتقريب وجهات النظر بمحاضر عرفية، للإنهاء الخصومات بين سيدات المشاكل الثأرية قبل الرجال، لتمهيد الطريق للصلح، مشيرة إلى أن القضاء على الخصومات بات ضرورة حتمية لما يمثله الثأر والخصومات من مخاطر على المجتمع وأهالي عموما وأهالي الصعيد خصوصا، فيوميا يسقط المزيد من الضحايا والأبرياء جراء الإيمان بهذه العادة الملعونة التي يرفضها الدين والقانون والعقل.
فيديو قد يعجبك: