في سوق الفسيخ.. "عم أحمد" يبحث عن معاشه المتوقف بـ"البصل والليمون" (صور)

الإسكندرية – محمد البدري:

أمام محال بيع الفسيخ والأسماك المملحة بالإسكندرية، وجد "أحمد محمد" 63 سنة، مكانًا مناسبًا يعرض فيه كمية محدودة من الليمون والبصل أملًا في كسب القليل من المال يعينه على المعيشة، عقب انقطاع مصدر معاشه الوحيد.

على مدار أكثر 30 عاما، عمل "عم أحمد" – كما يلقبونه- في حرفة النقاشة، وبات يكسب قوته يوما بيوم في مهنة غير مضمونة، ارتضى بها منذ سنوات شبابه لعدم تمكنه من الحصول على عمل ثابت، وخلال تلك السنوات شهد له الجميع بالكفاءة من زبائنه، واستقر في مسكن متواضع بمنطقة محرم بك، إلا أن ضيق ذات اليد، حال أن ينال فرصته في الزواج وتكوين أسرة خلال سنوات شبابه.

مع مرور الزمن وتقدمه في العمر، باتت طبيعة العمل شاقة على الرجل الذي تجاوز عامه الستين، لاسيما مع تعرضه لأزمة صحية قيدت حركته ومكنت التعب من جسده، ليبدأ بعدها رحلته في البحث عن معاش شهري يعينه على معيشته.

300 جنيه أو يزيد قليلًا كانت قيمة معاش الضمان الاجتماعي الذي يتحصل عليه شهريًا، خلال العامين الماضيين إلا أن المعاش توقف قبل شهرين لأسباب تتعلق بتحديث البيانات والإجراءات الروتينية، والتي منها ضرورة إعادة عرضه على لجنة طبية لتشخيص حالته، ليبدأ رحلة شاقة جديدة في محاولة لإعادة صرف المعاش.

ويقول الرجل الستيني لـ"مصراوي" إنه لم يجد أمامه بديلًا للحصول على قوت يومه خلال الأشهر الماضية فنظرًا لسنه ووضعه الصحي بات الأمر مستحيلًا أمامه، ليبدأ في تلقي بعض الإعانات من أهالي المنطقة التي كان يعمل نقاشًا في نطاقها.

رغم امتنان "عم أحمد" لموقف أهالي المنطقة في مساعدته على العيش، إلا أن طبيعته الرافضة لتلقي الإعانات، دفعته لاستغلال فرصة موسم شم النسيم لبيع كميات قليلة من البصل والليمون أملًا في كسب رزقه لحين تمكنه من استعادة صرف المعاش.