إعلان

بـ"الدم اللي على ورقهم سال".. شهود "بحر البقر" يسترجعون تفاصيل المجزرة

01:28 م الإثنين 08 أبريل 2019

الشرقية - فاطمة الديب:

"الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللى على ورقهم سال.. في قصر الأمم المتحدة.. مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك فى البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزي.. دي لطفلة مصرية وسمرا كانت من أشطر تلاميذي".. بهذه الكلمات خلَّد الشاعر الراحل صلاح جاهين المجزرة، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في 8 أبريل من العام 1970 بحق أطفال مدرسة "بحر البقر الابتدائية المشتركة"، راح ضحيتها 30 طالبًا وطالبة، وأصيب عشرات آخرين.

طابق وحيد وثلاثة فصول، ونُصب تِذكاري، ومتحف رغم زجاج معروضاته تتفجر الذكريات مع مقتنياته التي ضمت أقلامًا وكُتبًا ودفاتر مدرسية وألعابًا اختلطت رائحة دماء أصحابها الزكية بمكوناتها، راسمة مشهدًا يختطفك إلى ما عاشته مصر قبل 49 عامًا.

يقول الحاج السيد عبدالرحمن حسن، 58 عامًا، أحد مصابي المجزرة وشاهد عيان على ما حدث: "يومها كنت في تانية ابتدائي وكنا بناخد حصة الحساب وفاتحين الكتاب على الدرس، فجأة ما لقيناش مدرس ولا سبورة ولا سقف ولا عمدان وبقينا تحت الأنقاض، وقتها البلد اتقلبت وحاولوا يطلعوا اللي لسة فيه نفس وشوفت منظر لا يمكن يتمحي من ذاكرتي أبدًا.. زمايلي اللي كنا لسة داخلين الفصول مع بعض متقطعين وغرقانين في دمهم".

"خدونا وروحنا على مستشفى الحسينية، وشوية مننا راحوا على مستشفى الزقازيق، وأنا فضلت وقتها 50 يوم في المستشفى لغاية ما خرجت"، يضيف حسن لـ "مصراوي": "بعد خروجي من المستشفى جاتلي عقدة من المدرسة وما روحتهاش تاني.. أنا وكل زمايلي وقتها طلعنا ومكملناش تعليم".

حسن استكمل حديثه موضحًا أن وزارة التضامن الاجتماعي وقتها وعدت أهالي المصابين بوظائف وشقق سكنية ومعاش، إلا أن أيٍ من ذلك لم يحدث حتى الآن، مناشدًا الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتدخل لعمل معاش شهري له؛ خاصةً وأنه أصيب في المجزرة بكسر في الجمجمة، ويعيش حاليًا بمفرده بعد زواج أبنائه الثلاثة ووفاة زوجته.

"فاكر اللي حصل وقتها زي ما يكون إمبارح".. قالها محمد السيد، أحد شهود العيان على المجزرة لـ"مصراوي"، قبل أن يتابع: "كنا يوم الأربعاء وكان عندي 22 سنة وقاعد في البلد مع صحابي، لكن فجأة سمعنا صوت الانفجار جاي من ناحية المدرسة، وجرينا على هناك".

تبدلت ملامح الرجل وهو يتذكر دماء التلاميذ والمشهد الذي كان ينتظره وأهل القرية في المدرسة: "لقيناها كوم تراب والمنظر كان بشع لا يمكن حد يتحمله.. أشلاء وجثث في كل مكان ونقلنا المصابين بالجرارات الزراعية للمستشفى، ومعرفناش اللي حصل بعدها إيه غير من الراديو".

أحد تلاميذ المدرسة وقت المجزرة، ويُدعى سامي عبدالمجيد، 56 عامًا، استرجع تفاصيل الواقعة في حديثه لـ"مصراوي"، موضحًا أنه "كنت أنا وابن خالتي مع بعض في المدرسة وكنا في حصة العربي.. وقتها فجأة لقينا صوت صواريخ وإحنا تحت المدرسة، ولما أهل البلد طلعونا جالنا ذهول من المشهد اللي شوفناه.. مين كان يصدق زمايلنا اللي معانا في الفصل نلاقي أطرافهم طايرة غير اللي مبقاش منه إلا أشلاء".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان