"خليكوا جنبي".. ننشر آخر رسالة لـ"شهد" ضحية "الطلقة الطائشة" في القليوبية
القليوبية – أسامة علاء الدين:
رفيع جدًا ذلك الخيط الفاصل بين لحظات الفرح والحزن، والموت والحياة، فكثيرًا ما يظهر النقيضان متلازمين أمام أعيينا ولا نأخذ منه العبرة والعظة، ولعل ما حدث لـ"شهد" في منطقة الشدية بمدينة بنها محافظة القليوبية خير دليل حين خرجت لتحتفل مع جيرانها بحفل زفاف لتتلقى طلقة طائشة حولت الفرح إلى مأتم.
18 عامًا كانت هي كل كتب لـ"شهد" أن تعيشه لتكتب بنهايتها فيه سطرًا جديدًا يحذر من عادات سيئة لا تزال تتوارث في ربوع مصر، وتجسد به ذلك الخيط الرفيع بين الموت والحياة.
البداية فرح
البداية كانت في منزل "شهد" التي خرجت إلى شرفة منزلها برفقة شقيقتها "إيمان" 25 سنة، لمشاهدة حفل زفاف لدى جيرانهما، ومرت اللحظات طبيعية قبل أن تنطلق "طلقة طائشة" من بندقية "خرطوش" لتستقر في وجهي الشقيقتين.
جرى نقل المصابتين إلى مستشفى بنها الجامعي، قبل أن تلفظ الشقيقة الصغرى "شهد" أنفاسها الأخيرة في المستشفى متأثرة بإصابتها بانفجار في الجمجمة، وتصاب الكبرى "إيمان" بالعمى.
"خليكوا دايما جنبي"
"متسيبونيش وخليكوا دايمًا جنبي".. آخر كلمة سمعتها "ريهام" صديقة الضحية منها قبل الوفاة، حسبما قالت لـ"مصراوي"، مؤكدة أن صديقتها كانت دائمًا تبدو أكبر من سنها في الكلام والتصرفات.
وتابعت "ريهام" بصوت اختلطت فيه الكلمات بالبكاء قائلة: "شهد كانت متدينة ومواظبة على آداء الصلاة ودائمًا ما تشجع زميلاتها على الاجتهاد والمذاكرة وكانت تحلم بأن تصبح طبيبة".
وأضافت: "والد شهد وإيمان توفي منذ سنوات، ولا يوجد لهما أشقاء، ووالدتهما هي التي تولت رعايتهما" قائلةً: "شهد كانت تخبرنا دائمًا بتضحيات والدتها من أجلها وشقيقتها وكانت تحفظ صنيعها وتحاول البر بها".
ضبط الجاني
وفي سياق متصل أكد مصدر أمني أن ضباط مباحث قسم أول بنها تمكن من ضبط مُطلق العيار الناري "ا.م.خ" 21 عاما، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة وأرشد عن السلاح الناري المستخدم "بندقية خرطوش"، وتولت النيابة التحقيق.
فيديو قد يعجبك: