إعلان

القتل مقابل الزواج والمال.. "صبري" ضحية الزوجة وابنتها والنصابون الثلاثة

10:18 م الأربعاء 21 أغسطس 2019

جثة

السويس - حسام الدين أحمد:

لم يكن الرجل الستيني، صاحب السمعة الطيبة، يعلم أن رفضه لسلوكيات ابنته وشقيقيها ونصحهم دومًا بالابتعاد عن طريق الخطأ والعودة إلى رشدهم، سينتهي بمقتله على يد جاره وبمساعدة 3 من أبناءه وأمهم، في قرية شمال محافظة السويس.

قبل عقود حط "صبري" مع زوجته، رحالهما في رحاب القرية الهادئة، بحثًا عن آفاق جديدة للحياة، وحصل على قطعة أرض يزرعها، فأنبتت وكذلك زوجته التي ولدت 5 من الذكور 3 من الفتيات.

كمثل زرعه اهتم "صبري" بتربية أبناءه الثمانية محاولًا أن يغرس فيهم القيم النبيلة، وأن يكونوا سندًا وعونًا له ولبعضهم البعض، لكنهم كانوا كالأرض تنبت الطيب والخبيث.

ضارة هي تلك الحشائش التي تنبت في أرض الفلاح فتفسد عليهم زرعه، وخبيث هو صديق السوء الذي أفسد على صبري 3 من الأبناء، فسلك اثنان منهم طريق النصب والسرقة، بينما تحاشى الجيران التعامل مع واحدة من الأبناء لسوء سلوكها.

ليلة عاصفة جاءت على منزل الفلاح الستيني الأحد الماضي، بعد بلاغ تلقاه المقدم محمد العسكري رئيس مباحث قسم الجناين، من الأم والأبناء، بالعثور على الأب مقتولًا في منزله، لينتقل رفقة ضباط مباحث القسم إلى القرية منزل القتيل محل البلاغ.

نقاشات رجال الشرطة، بدأت مع الأم والأبناء الثلاثة الذين من المفترض تواجدهم داخل المنزل، فأكدوا جميعًا أنهم كانوا بالخارج وعادوا إلى منزلهم فوجدوا الأب على ذلك الحال، غارقًا في بركة من الدماء على فراشه.

اللواء عامر محمود عامر، مدير إدارة البحث الجنائي، بحث القضية وأمر بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الحادث، أشرف عليه العميد أيمن عبد الحميد، رئيس إدارة البحث الجنائي، وقاده المقدم محمد العسكري.

عقبات كثيرة واجهتها تحريات أجهزة الأمن، التي أكدت أن المجني عليه يتمتع بسمعة طيبة، وتربطه علاقات ودية بين سكان القرية، ما جعل الأمر يزداد صعوبة في تحديد قاتل لم يترك وراءه أثر، ولا يتبين له دافع حتى الآن.

طرف خيط الحل كان في إفادة جيران المزارع، الذين أكدوا أن الأب كان دائم الشجار مع أبناءه "تهامي" و"أحمد" وشقيقتهما "تيسير"، المقيمين معه بالمنزل، وذلك بسبب سلوكهم السيئ، والاعتماد على مصادر غير مشروعة في توفير المال، بينما كانت زوجته تقف في صف الأبناء وتدافع عنهم أمام والدهم على الدوام.

وأكدت التحريات الأمنية، أن الخلافات كانت دائمة ومستمرة بين المجني عليه، وزوجته والأبناء، وأن ابنيه ترددا عدة مرات على "حسين" جارهم في القرية عدة مرات قبل الواقعة، وتبين أنه شارك الأبناء في وقائع نصب سابقة.

خيوط الحل بدأت تتشابك مع ورود تقرير المعمل الجنائي، الذي أفاد أن المجني عليه قُتل باستخدام عصا تلقى بها عدة ضربات على رأسه، لتعود المعاينة الميدانية لموقع الجريمة داخل منزل الأسرة، وتبين أن المتوفي مصاب بضربات في الرأس تسببت في وفاته وأنه يعيش بمنزله مع زوجته وابنته واثنين من أبنائه الشباب، وأنهم غابوا عن المنزل ليلة قتله.

بمناقشة "هـ.ع" زوجة المجني عليه ربة المنزل، ومواجهتها بما تجمع من دلائل اعترفت أن أبناءها اتفقوا مع جارهم في القرية على منحه مبلغًا ماليًا والموافقة على زواجه من شقيقتهم، مقابل قتل والدهم.

وأضافت في اعترافها، أنهم غادروا المنزل ليلة تنفيذ الجريمة، لقضاء سهرة في أحد الأماكن بالمدينة، بينما تسلل القاتل للمنزل في موعد نوم الأب، وأجهز عليه مستخدمًا عصا خشبية "كوريك حفر".

وأقرت الابنة المتهمة، أنها كانت تربطها علاقة بقاتل والدها، وتركت ووالدتها وشقيقيها المنزل بالاتفاق مع القاتل، لإبعاد الشبهات عنهم، ولتبدوا الجريمة كأنها واقعة سرقة مقترنة بالقتل.

ومع توالي الاعترافات، وأمام اعتراف الأم وابنتها، أقر "حسين" بقتل المجني عليه، بالاتفاق مع الأبناء ليتخلصوا من والدهم، فتحرر المحضر اللازم وأحيل إلى النيابة العامة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان