صدفة أنقذته من الهدم.. منزل "الميزوني" جوهرة رشيد المعمارية- صور
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
البحيرة - أحمد نصرة:
يعد منزل الميزوني أحد أهم منازل رشيد الأثرية، لقيمته المعمارية وتصميمه المميز من ناحية، و لأهميته التاريخية وارتباطه بشخصيات وأحداث وقعت فيه من ناحية أخرى، بيد أن هذه القيمة الكبيرة كادت تتحول لأنقاض وأطلال ولم ينقذها من ذلك المصير سوى الصدفة.
يروي المؤرخ البحراوي علي حميد، تفاصيل هذه القصة استنادًا إلى تقرير ماكس هيرتس، عن آثار رشيد المحرر فى فبراير عام 1896م: "هذا المنزل كان تابعًا لوقف العرابي والجروي، وأرادت هيئة الأوقاف أن تهدمه لوجود خلل به نتيجة عوامل التعرية، ولكن ماكس هيرتس أحد أعضاء لجنة حفظ الآثار العربية والإسلامية آنذاك، أجل هدمه نتيجة وجود غرفة فريدة بالمنزل تحتوى على الإيوان ودولاب الأغاني المطعم بالعاج والصدف".
ويكمل حميد: "أراد هيرتس أن ينقل محتويات هذه الغرفة كاملة إلى الأنتيكخانة العربية بالقاهرة - المتحف الاسلامي حاليًا- وتركيبها كما هي، ولذلك خاطب هيئة أوقاف رشيد والإسكندرية، لتأجيل قرار الهدم، وفعلا جرى نقل الغرفة كاملة إلى القاهرة، وكان الإرجاء سببًا في عدول هيئة الأوقاف عن قرار الهدم بعد ذلك لينجو هذا المعلم التاريخي.
ويقول محمد التهامي مدير آثار رشيد: "هذا المنزل واحد من أجمل وأفخم منازل بناه عبد الرحمن البواب الميزوني عام ١١٥٣ ه/ ١٧٤٠م ويعكس روعة الطابع الإسلامي في العصر العثماني، ويضم المنزل عددًا من المشربيات الرائعة والدواليب الخشبية المزخرفة بالنقوش الدقيقة والشقوف المزينة بالأرابيسك، أما واجهته فمغطاه بالطوب المنجور ذي اللونين الأسود والطوبي تزينها بلاطات من القيشاني".
ويصف الآثاري محمود الحشاش المنزل: "يتكون من 4 طوابق الدور الأرضي وكالة ومخازن، والأول علوي السلاملك خاص باستقبال التجار في العصر العثماني، والدور الثاني علوي هو الحرملك الخاص بنساء المنزل، والدور الثالث به حجرات لها شبابيك من الخرط وحجرة الأغاني وبها دواليب خشبية ومنور مربع، وبه بالإضافة لوجود حمام يعلوه قبه يتخللها نواريز أو فتحات مغطاة بالزجاج الملون تعطي جو من الهدوء والسكينة عند الاستحمام، ويوجد بالمنزل مدخنة مخروطية الشكل لتصريف الدخان الناتج عن عمليه الطبخ".
وإلى جانب الأهمية المعمارية لمنزل الميزوني، يحظى المنزل بأهمية تاريخية كونه شهد نشأة زبيدة، التي وقع اختيار مينو قائد الحملة الفرنسية عليها ليتزوجها، ويوجد في متحف رشيد وثيقة هذا الزواج الذي عقد في 25 رمضان 1213هـ .
يقول سعيد رخا – مدير متحف رشيد: "اكتشف العلامّة علي بك بهجت وثيقة زواج مينو من زبيدة في دفتر خانة محكمة رشيد الشرعية، وهي محفوظة الآن بدار الوثائق، ويوجد منها نسخة بمتحف رشيد، وبحسب ما جاء بالوثيقة عقد القران بحضور عدد من الأعيان، ونقيب الأشراف، وأئمة عن المذاهب الثلاثة الشافعي والمالكي والحنبلي، ونطق مينو بالشهادتين أمامهم ليدخل الإسلام، وتغير اسمه إلى عبدالله مينو، وتضمنت شروط العقد أن يمنح مينو زوجته 100 دينار ذهب كمقدم للصداق، و2000 ريال مؤخر".
فيديو قد يعجبك: