حفرة وسرداب على طريقة القدماء.. قصة عصابة للتنقيب عن الآثار في سوهاج

سوهاج – عمار عبد الواحد:

"أنفورة فرعونية من الفخار طولها يصل إلى حوالي 60 سم، وحفرة دائرية عمقها 8 أمتار تنتهي بسرداب يمتد إلى 6 أمتار في منزل بمدينة أخميم ينقب عن الأثار به 8 عمال يواصلون الليل بالنهار ليصلوا إلى الكنز".. واقعة كشفت تفاصيلها مباحث السياحة والآثار بمحافظة سوهاج، بدأت بالتنقيب عن الآثار وانتهت في قبضة الأمن.

"مصراوي" رصد التفاصيل منذ البداية، وحتى الوصول إلى الكشف الأثري الهام، ونقلها في السطور التالية.

البداية كانت بـ8 أفراد يتزعمهم عامل وشقيقه، للبحث والتنقيب عن الآثار بمحافظة سوهاج وذاع صيتهم وانتشر لما يقومون به من أعمال ينفذونها ظهرت خلال عملياتهم السابقة، تحمي أرواحهم من الموت تحت الرمال والأتربة الناتجة عن الحفر.

ما تداوله الأهالي أن هؤلاء الأشخاص يقومون بالحفر والبناء الحلزوني بسرعة لمنع انهيار الحفر عليهم خاصة أنهم عمال بناء ونجارة، ولا يكتفون ببناء الحفرة فقط بل يدعمونها بما يشبه درج السِلم سواء من الطوب أو الحديد أو الخشب للصعود والنزول من خلاله وكذلك قبو السرداب على طريقة البناء القديم للوصول إلى الكنز أو ما يسمونه "اللقية" حسب ما يحددها لهم الشخص الذي يطلق على نفسه "شيخ" يعلم أين يوجد الكنز.

بداية النهاية لهؤلاء الأشخاص كانت بورود معلومات للواء مدحت منتصر، مدير مباحث السياحة والآثار، أكدتها التحريات السرية التي أشرف عليها العميد أحمد رفعت، مفتش مباحث السياحة والآثار لمنطقة وسط الصعيد، حول قيام عصابة بالبحث والتنقيب عن الآثار داخل منزل في أخميم وبحيازتهم أنفورة من الفخار بطول 60 سنتيمترا ترجع للعصر الفرعوني.

أجهزة الأمن بدأت في تتبع المعلومات وجمع التحريات، واستهدفت حملة شارك فيها العقيد أحمد إيهاب مقلد، رئيس مباحث السياحة والآثار بسوهاج المنزل محل التحري، وجرى ضبط مالك المنزل "أحمد. ع" 45 عامًا عامل، وشقيقه "كرم" 34 عامًا عامل، "محمد. ص" 25 عامًا سباك، "عطا. ع" 25 عامًا نقاش، "رفاعي. م" 40 عامًا صاحب مطعم، "إسماعيل. خ" 32 عامًا عامل، "أحمد. ح" 25 عامًا عامل.

المعاينة الأولية لمكان الواقعة "المنزل" أشارت إلى وجود حفرة مبنية بشكل دائري بعرض حوالي متر ونصف المتر وعمق 8 أمتار ونصف تنتهي بسرداب يمتد حوالي 6 أمتار، وعُثر بحيازتهم على أنفورة من الفخار بطول حوالي 60 سنتيمتر، كما جرى ضبط أدوات الحفر.

اعترافات المتهمين في تحقيقات النيابة كشفت العديد من التفاصيل، حيث قالوا إنهم عثروا على الأنفورة على عمق 8 أمتار، وشرعوا في حفر السرداب للمشي تحت الأرض للوصول إلى مكان "اللقية الكبرى" خاصة أنهم عثروا على جدار مسطح أملس من الحجر.

وأكد المتهمون في اعترافاتهم، أنهم اكتسبوا خبرات من وقائع الحفر السابقة، وكذلك التي تتم بالمحافظة والمحافظات المجاورة والتي يسمعون بها وتصل إليهم أخبارها سواء بالنجاح أو الفشل بموت عمال الحفر بانهيار الأتربة والرمال عليهم.