عادة عمرها 166 عامًا.. "البط قبل الفانوس" في بورسعيد أول أيام رمضان

بورسعيد - طارق الرفاعي:

عادة توارثها أبناء محافظة بورسعيد طوال 166 عامًا حل فيها "البط" ضيفًا رئيسيًا على مائدة إفطار أبناء المدينة الباسلة أول أيام شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي تقدر أعداد البط التي جرى سحبها من أسواق بورسعيد خلال الأيام الماضية بحوالي 215 ألف بطة.

وعن تاريخ تلك العادة وأسبابها، يقول خالد فوزي، مؤرخ بورسعيدي، إن تلك العادة عمرها حوالي 166 عامًا، وترجع إلى بدء العمال الأجانب والمصريين في التوافد بأعداد كبيرة على بورسعيد للانضمام للعمل في حفر القناة، بالتزامن مع ضرب أول معول لشق قناة السويس، وجلس وقتها العمال الأجانب في منطقة بنطاق حي الشرق تسمى الحي الأفرنجي، بينما أقام العمال المصريون في حي العرب.

وأضاف المؤرخ البورسعيدي أن العمال الأجانب كانوا يطبخون ديك رومي في عيد الميلاد كونه بالنسبة لهم في هذا التوقيت أغلى أنواع الطيور، فقرر المصريون منافستهم بطبخ البط أول أيام شهر رمضان، والذي كانت تربيه معظم ربات البيوت، وكان وقتها هو الأغلى بين الطيور بالنسبة للمصريين، مؤكدًا على أن تلك العادة ما تزال تتناقلها الأجيال حتى اليوم.

ويتوافد أبناء بورسعيد على محال الدواجن والأسواق التجارية الشهيرة قبل شهر رمضان بحوالي 10 أيام لشراء البط الذي يشهد ارتفاعًا كبيرًا في سعره بتلك الفترة، ويقول محمد رجب، صاحب محل دواجن في حي العرب، إن أبناء بورسعيد يفضلون البط المرجان، وهناك من يقومون بحجزه قبل رمضان بأكثر من شهر".

وتابع: "سعر كيلو البط المرجان ارتفع خلال الشهر الماضي بسبب الإقبال الكبير من المواطنين على الشراء، لافتًا إلى أن الزبائن يفضلون البطة التي يتراوح وزنها مابين 3 إلى 5 كيلو جرام.

اتفق معه فهمي سعيد، عامل بمحل دواجن مجاور له، مشيرًا إلى أن سعر كيلو البط المرجان ارتفع من 58 جنيه للكيلو إلى 70 جنيه، بينما ارتفع البط البلدي الأبيض والمسكوفي عدة جنيهات فقط، ووصل سعر كيلو البط المسكوفي إلى 57 جنيه، بينما البط البلدي الأبيض إلى 35 جنيه.

"البط قبل الفانوس والياميش"..هكذا تحدث مصطفى محمد، موظف في إحدى شركات القطاع الخاص قائلًا: "احنا بنشتري البط قبل الفانوس والياميش.. وأول يوم رمضان من غير بط ملوش طعم.. دي عادة توارثناها عن أجدادنا ونورثها لأبنائنا وأحفادنا، ونعشق تناولها مع الأممة التي تصنع من الجلاش واللحم المفروم".