"رفض العزل بالمستشفى".. مدير إدارة المعامل بجنوب سيناء يروي قصته مع "كورونا"

جنوب سيناء- رضا السيد:

التحديات التي تواجه القطاع الطبي بسبب فيروس كورونا، دفعت ياسر محمد الهادي، أخصائي تكنولوجيا المختبرات الطبية، مدير إدارة المعامل بمديرية الشئون الصحية بجنوب سيناء، إلى تحمل المرض، وعزل نفسه داخل المعمل مقر عمله، عقب علمه بإصابته بفيروس كورونا المستجد.

وقال "ياسر"، لـ"مصراوي" إنه يستقبل العينات من حالات الاشتباه بالإصابة بكورونا داخل معمل "pcr" الذي خصصته وزارة الصحة بمستشفى الطور العام لإجراء تحليل الفيروس، وأحيانًا يساهم في أخذ المسحة بنفسه من الحالات المشتبه في إصابتها، وذلك في حال وجود ضغط على زملاءه.

وأكد الأخصائي، أنه يجري التحليل لجميع الأطقم الطبية كل فترة، وخاصة الذين يتعاملون بشكل مباشر مع حالات المصابين بالفيروس أو حالات الاشتباه، قائلًا: "تفاجأت بإيجابية إصابتي بالفيروس على الرغم من كوني لم أشعر بأعراض، كما أظهرت نتيجة التحاليل إيجابية إصابة زميلي بالفيروس".

وتابع: "لم نتعامل مع الموقف بتوتر، خاصة وأن العامل النفسي مهم في العلاج، إضافة إلى أننا في حالة خضوعنا للعزل داخل قسم العزل التابع للمستشفى، سوف يتأثر العمل بدرجة كبيرة، وذلك في ظل الأزمة التي تعاني منها المستشفى من نقص في فني المعامل، لذلك قررنا عزل أنفسنا بالمعمل كلٌ منا في حجرته، حتى لا يتأثر سير العمل".

وأضاف ياسر: "قسمنا فريق العمل داخل المعمل إلى فريقين، الفريق المصاب (أنا وزميلي) لمباشرة العمل وتحليل العينات كلً منا في حجرة على جهاز، والفريق الثاني يضم الذين جاءت نتائج تحاليلهم سلبية، ودورهم التعامل المباشر مع المواطنين، وتسجيل أسمائهم، وسحب العينات منهم، ووضعها على باب غرفة التحليل، والاتصال بي على الهاتف لإبلاغي بوجود عينة، ويحدث الأمر ذاته مع زميلي، وبذلك لا يحدث أي خلل في العمل.

وأضاف أخصائي التحاليل: "الحمد لله كانت أعراض المرض خفيفة، ويمكن ربنا عايز كده عشان مصالح الناس تمشي، وتناولت علاجي داخل المعمل، مع مباشرة وملاحظة طبية على مدار 24 ساعة، حتى جاءت المسحة الأولى سلبية، وفي انتظار المسحة الثانية".

وأوضح فني المعمل، أن العامل النفسي وتقبل المرض، والتعامل معه على أنه ظرف طارئ، أو مرض مثل أي مرض، إلى جانب الانشغال بالعمل يساهم بدرجة كبيرة في الشفاء.

وناشد مدير إدارة المعامل بمديرية الشئون الصحية، المواطنين، باتباع الإجراءات الاحترازية، لعدم إصابتهم ونقل العدوى لذويهم.