إعلان

أشجار السلام وحكاية الألف عام في دير سانت كاترين (صور)

08:31 م الأحد 14 نوفمبر 2021

جنوب سيناء - رضا السيد:

كأنما الزمن يحكي قصته في أغصانها والجذور الممتدة في التاريخ لما يزيد عن الألف عام. هكذا تضفي أشجار الزيتون على الدير سلامًا فوق السلام، وخيرًا لمن اختاروا جوار الرب زهدًا، وعطايا لمن أقبلوا زائرينا.

من المأثور عن أشجار الزيتون العتيقة في دير سانت كاترين أن لا مثيل لها إلا في القدس وإسبانيا. وكما يوضح الدكتور محمود عثمان، مفتش آثار سانت كاترين، فإن لها قيمة تاريخية كبيرة لما تعنيه من رمز للسلام والمحبة والتعايش بين بدو المدينة ورهبان الدير على مر العصور.

يُصنف دير سانت كاترين أو (دير الله المقدس لجبل سيناء) كأحد أقدم الأديرة العاملة في العالم. وقد تم بناؤه بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول (527-565 م) في 548-565 ميلادي، لإيواء الرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء منذ القرن الرابع الميلادي.

بينما يعود اسمه إلى القديسة كاترين التي استشهدت في أوائل القرن الرابع الميلادي، واكتشف جسدها بالقرب من جبل سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي، حيث "تم وضعه من قبل الملائكة بعد استشهادها"، بحسب المعتقد المسيحي.

وعن أشجار الزيتون التي يضمها الدير، يقول مفتش آثار سانت كاترين إنها من تراث الدير وليست مسجلة ضمن آثاره، لكنه يشير إلى إقبال السياح على زيارتها من مختلف جنسيات العالم، لقدمها التاريخي وشكل جذورها التي تشبه الصخور الجبلية.

وتروى هذه الأشجار بمياه الأمطار فقط، بينما يمتاز إنتاجها بالجودة العالية، ويستخرج منها أنقى أنواع الزيتون، بعد عصر محصولها داخل معصرة خاصة تابعة للدير.

تكفي كميات الزيت المنتجة من هذه الأشجار احتياجات خدام ورهبان الدير، ومنها أيضًا تمنح الهدايا والعطايا للشخصيات العامة التي تزوره، وبدو مدينة سانت كاترين لدورهم في حراسة هذا المكان المقدس.

يضم دير سانت كاترين هياكل متعددة، أهمها كنيسة تجلي السيد المسيح، وتضم تسع كنائس أصغر. إحدى هذه الكنائس هي الكنيسة المحترقة التي تكلم عندها الله مع النبي موسى. كما يشتمل أيضًا على عشر كنائس أخرى، وأماكن إقامة الرهبان، وقاعة طعام، إلى جانب مكبس الزيتون، وصناديق عظام الموتى، ومسجد فاطمي من القرن الثاني عشر الميلادي، ومكتبة تضم كتبًا نادرة و6000 مخطوطة أثرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان