حاول ابتلاع لسانه.. مُعلم وطبيبة ينقذان حياة شاب في الشارع بالمنوفية (صور)
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
المنوفية- أحمد الباهي:
كانت عقارب الساعة تشير للحادية عشر وعشرون دقيقة، ظهر اليوم الأربعاء، بينما الهدوء يخيم على منطقة محور الخدمات الثاني قبل حي الزيتون بمدينة السادات في المنوفية، تعرضت سيارة ملاكي زرقاء لانقلابات متتالية أحدثت صخبًا تسبب في حالة فزع للمارة، في ذلك الوقت كان مُعلمًا يجري تدريبًا عمليًا مع تلاميذه أمام إحدى المدارس الخاصة والتي وقع أمامها الحادث على مسافة 150 مترًا، وفور سماعه صوت انفجار إطار السيارة انتبه لها لترصد عيناه مشهدًا لن يراه إلا على مقعد داخل إحدى قاعات السينما.
توجه المُعلم الشاب مُسرعًا وبدأ يسترجع بذاكرته طريقة الإسعافات الأولية التي تعلمها بكلية التربية الرياضية، وأثناء انشغاله بإسعاف المُصاب الغارق في دماءه، لحقت به "مها" طبيبة المدرسة، ونفذت على الفور إنعاشًا للقلب بالضغط على صدر الحالة التي كانت شبه فاقدة للنبض، وبينها وبين الموت لحظات.
"مؤمن غراب" الشاب الذي ساعد في إنقاذ الحالة، قال لـ"مصراوي"، إن الحادث وقع أمام مدرسة خاصة يعمل بها بالقرب من حي الزيتون في مدينة السادات، وقائد السيارة كان يسير أقصى يمين الطريق بشكل طبيعي، وفجأة انفجر إطار السيارة فاتجهت إجباريًا بسرعة كبيرة إلى منتصف الطريق دون قدرة من السائق على التحكم بها، وارتطمت بالبلدورات الفاصلة بين الاتجاهين، مما أدى لانقلابها 6 مرات، وفي المرة الرابعة خرج جسد الشاب من بين زجاج السيارة الأمامي المُتهشم، ليسقط برأسه على الأسفلت.
وأضاف: "جريت أول ما شوفت الحادث ولما لحقته لقيت فيه نزيف من الأنف، دليل إن حصل نزيف بالمخ، فاتصلنا بالإسعاف، وعملت له إسعافات أولية، عن طريق وضع منديل على فمه وضخ الهواء إليه بالنفخ، ثم غيرت وضع رأسه علشان الدم اللي بينزل من الأنف ميرجعش في رأسه".
وتابع: "في الوقت دا، وصلت الدكتورة مها الطبيبة الخاصة بالمدرسة، وبدأت تعمل إسعافات وإنعاش قلب وتنفس، لأن النبض كان وقف، وكل دا بدون أجهزة بسبب تدهور الحالة ومفيش وقت، ورجع النبض تاني الحمد لله بس كان ضعيف، ولقينا الإسعاف وصلت بعد 18 دقيقة ونقلته إلى مستشفى السادات العام".
"مصراوي" تواصل مع الطبيبة "مها فراج" البطلة الثانية في إنقاذ الشاب، وتحدثت عن الموقف موضحة أن أمن المدرسة التي تعمل بها أبلغها بوقوع حادث، وفور وصولها للمكان شاهدت شاب مُستلقى على الأرض والنبض متوقف، وبمساعدة زميلها المُعلم أجروا إنعاشًا رئويًا، وأخبرت زميل آخر لها بإحضار جلوكوز ومحلول، وأثناء عودته لها فوجئت أن المُصاب يحاول ابتلاع لسانه، فوضعت خافض خشبي بالفم منع بلع لسانه وساعده في استمرار عملية التنفس بشكل طبيعي.
واستطرت حديثها: "الحمدلله لحقناه في وقت صعب جدًا، وربنا اللي رتب الأحداث كدا، وأي حد في مكاني لازم كان هيساعده ويقدم اللي يقدر عليه، وأتمنى يقوم بالسلامة لأهله، في النهاية كلنا ماشيين على طريق وورانا ناس مسؤولة مننا ورزقهم مرتبط بينا".
وصرح الدكتور حنفي خروب، مدير مستشفى السادات العام لـ"مصراوي"، بأن شابًا وصل لطوارئ المستشفى عقب ظهر اليوم، سجلها موظف الاستقبال أنه تعرض لحادث انقلاب سيارة ملاكي، وبالكشف تبين أن المُصاب يعاني من اضطراب في الوعي واشتباه نزيف بالمخ، وتقرر تحويله إلى المستشفى الجامعي بشبين الكوم للعرض على طبيب مخ وأعصاب، مُضيفًا "ما فعلته الطبيبة والمُعلم ساهم في إنقاذ حياة المصاب قبل وفاته، إذ ساعدا في وصول الأكسجين للمخ ومنعاه من ابتلاع لسانه".
في ذات السياق، قال مصدر مسؤول بالمستشفى الجامعي، إن الشاب المُصاب يدعى أكرم عبدالغني زكريا، 35 عامًا، من قرية الكوادي التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، وأنه جرى احتجازه داخل غرفة العناية المركزة بالمستشفى الجامعي بشبين الكوم، مؤكدًا أن الأطباء يستعدون لإجراء عملية له، داعيًا الله أن يتم شفاءه ويعود سالمًا إلى منزله وأسرته.
فيديو قد يعجبك: