تجوب المحافظات منذ 21 عامًا.. قصة "مشردة" احترفت "الكروشيه" في كفر الشيخ

كفر الشيخ - إسلام عمار:

عاشت السيدة العجوز، مشردة أمام مسجد العارف بالله إبراهيم الدسوقي، بمدينة دسوق في كفر الشيخ، منذ قدومها من مسقط رأسها بمحافظة الشرقية، قبل أن تنجح حملة خيرية في إنقاذها من التشرد في الشوارع وتوفير إقامة لها في دار رعاية، لتتحول إلى سيدة تحترف صناعة الكورشيه بعد 21 عامًا من التجول بين المحافظات.

محمود أبوالحسن، منسق عام حملة "مجتمع بلا مشردين"، التي جرى تدشينها حديثًا، قال لـ"مصراوي"، إن فريق الحملة رصد سيدة تقيم في الميدان الإبراهيمي بمدينة دسوق، ومعها متعلقاتها، وتتحدث بشكل طبيعي، دون ظهور أية علامات تدل على احتياجها للتعامل معها من نوع خاص.

وأضاف منسق عام الحملة أنه بعد التحدث معها، وفحص بياناتها تبين أنها تدعى "ر.ا"، تبلغ من العمر 62 عامًا، وتقيم بمحافظة الشرقية، تركت منزلها في الشرقية، منذ 21 عامًا، بعد تعدي زوجها الثاني عليها بالضرب والإهانة، فتحولت إلى مشردة، بينما تبين عدم وجود محل إقامة لها، لوجود الأبناء في مكان معيشة آخر أدى إلى استحالة الإقامة معهم.

ولفت إلى أن تلك السيدة أصبحت تتجول بين محافظات مصر التي بها أضرحة الأولياء، وتعود إلى مسقط رأسها بمحافظة الشرقية، على فترات متباعدة خلال تلك الأعوام التي كانت تتجول فيها في المحافظات المصرية.

وأكد سامح النويشي، مشرف الحملة، أن تلك السيدة، بالرغم من تشردها كانت تعتمد على نفسها في بعض الأمور مثل بيعها مناديل ورقية، ووفق ذلك جرى التنسيق مع هيام الطباخ، مساعد محافظ كفر الشيخ السابقة، وعضوة حاليًا بمجلس النواب، ونرمين القصري، رئيس وحدة التدخل السريع في كفر الشيخ، وجرى التدخل سريعًا لإنقاذها من حالة التشرد في الشارع.

أوضحت ميادة مصطفى، مشرف الحملة، أنه بعد التنسيق مع بعض الجهات المعنية، جرى توفير مكان في دار رعاية بمحافظة الجيزة، لإقامة تلك السيدة فيها، وخلال فترة وجيزة من انتقالها للإقامة في تلك الدار، احترفت صناعة الكوروشيه، ووصل بها الحال لتعليم من يقيم معها في تلك الدار.