"دور قناة السويس فى الاستراتيجيات العالمية".. رسالة دكتوراه في جامعة بورسعيد
حصل محمد التهامي صالح الباحث بكلية التجارة بجامعة بورسعيد على درجة الدكتوراه في الرسالة التي قدمها بعنوان "دور قناة السويس فى الاستراتيجيات العالمية والدور الاقليمي لمصر".
وجرى مناقشة الرسالة بقسم العلوم السياسية والادارة العامة، وأشرف عليها الدكتور جمال زهران استاذ العلوم السياسية المتفرغ بالكلية ورئيس قسم الأسبق رئيسا ومشرفا على الرسالة، والدكتور محمد عز الدين عبد المنعم استاذ العلوم السياسية المتفرغ بكلية التجارة بجامعة بورسعيد مشرفا على الرسالة، الدكتور محمد بهاء الدين الغمري استاذ العلوم السياسية المتفرغ بالجامعة_ عضوا، والدكتور محمد سلمان طايع استاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد بجامعة القاهرة.
ويقول الباحث محمد التهامي إن الاستراتيجيات العالمية حاولت تحجيم محاولات مصر في تطوير قناة السويس، وفي النهاية نرى ما قاله المفكر الراحل جمال حمدان "ليس أمام مصر خيار بدعوى تكلفة الدور الخارجي، لأن خسائر الانكفاء داخليًا أكبر بكثير من تكلفة الدور الخارجي" فهي تعتبر قلب العالم، وملتقى القارات الثلاث، وممر البترول الرئيسي.
وفي تلك اللحظة الراهنة التي تقدمت فيها موانئ دبي وسنغافورة، فإن قناة السويس قادرة على منافسة سنغافورة وموانئ دبي وكل مشاريع البحرية التنافسية.
وبدأت مصر دخول المنافسة والتطوير، وذلك بالإجراءات التي اتخذتها مصر مؤخراً بإنشاء القناة الجديدة ٍ، مما يقلل وقت النقل بالإضافة إلى قرار إنشاء هيئة موازية تعمل على ضفاف قناة السويس.
وأضاف أن قناة السويس قادرة على المنافسة العالمية خلال السنوات القادمة، فالممرات المائية والموانئ إذا ما أرادت الدول تمنيتها وتطويرها فعليها أن تولي العناية الكافية لشبكات النقل البري والنهري والسكة الحديد والنقل الجوي.
وذلك ما حدث في السنوات القليلة الماضية، إذ شهدت مصر أكبر حركة تطوير لشبكات النقل، فضلا عما شهدته قناة السويس السنوات الأخيرة والتي كانت بمثابة أكبر عملية تطوير في تاريخها.
وتابع الباحث التهامي في تصريحات صحفية أن تقسيم الدراسة فى أهدافها والتساؤلات الرئيسية والفرعية، وإطارها الزمني والموضوعي، وإطارها المنهجي، والدراسات السابقة تأتي بتلك الصورة إذ يركز الفصل الأول على قرار تأميم قناة السويس وتصاعد الدور المصري على المستوى الإقليمي والدولي، حيث ساهم استقلال القناة والتأميم في تصاعد الدور المصري، وكان تأثير قرار التأميم واضحا على دور مصر فى قيادة الدول العربية والإفريقية ودول العالم الثالث بشكل عام.
وتابع أن مصر عملت حينها على دعم استقلال الدول ومحاربة الاستعمار وزيادة قدرة الدول على إدارة مواردها، وكان قرار التأميم نقطة فاصلة فى ذلك الطريق وكذلك حرب السويس 1956م التي أدت إلي نهاية حقبة دول الاستعمار القديم، ويتم تناول ذلك من خلال ثلاث مباحث ثورة يوليو 1952م وقناة السويس، والعدوان الثلاثي والاستراتيجية المصرية لنهج الاستقلال الوطني، وصعود الدور المصري بعد تأميم قناة السويس عام 1956 م.
ويجيب الفصل الأول على تساؤل الدراسة الخاص باستثمار الرئيس جمال عبد الناصر قناة السويس بإصدار قرار التأميم عام 1956م، وتأكيد الاستقلال الوطني لمصر وثورتها في 23 يوليو 1952م.
ويتناول الفصل الثاني قناة السويس بين حربي 1967 م و1973م، وذلك من خلال أربع مباحث، يدور المبحث الأول عن وضع قناة السويس بين أزمة خليج العقبة وقمة الخرطوم، وهي تلك الفترة تبدأ بإغلاق خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية، وانتهت تلك المرحلة لقمة الخرطوم بشعارها الشهير المعروف باسم "مؤتمر اللاءات الثلاث" لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض.
وجاء ذلك ردا على النكسة، بينما تناول المبحث الثاني قناة السويس بين حرب الاستنزاف ومبادرة (روجرز)، حيث خاضت مصر حربا شرسا بعد النكسة مباشرا، وكما عملت على إعادة بناء الجيش، مما دفع الولايات المتحدة إلى تقديم مبادرة "روجرز" التى تقدم السلام مقابل التراجع الإسرائيلي.
بينما يتناول المبحث الثالث حرب أكتوبر وإعادة فتح قناة السويس عام 1975م ، حيث كان إعادة فتح القناة يعتبر الحدث الأهم بالنسبة للتجارة الدولية والاقتصاد العالمي، مما شكل دعما لمصر في قضيتها خاصا بعد استخدام سلاح البترول العربي واتفاقية فك الاشتباك الثانية1975م.
وأخيرا يركز المبحث الرابع على وضع قناة السويس في ظل اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978م، ويجيب عن تساؤل الدراسة الخاص، كيف غيرت قناة السويس شكل الجغرافيا السياسية للمنطقة العربية.
ويدور الفصل الثالث عن الاستراتيجيات العالمية التي حاولت السيطرة على قناة السويس أو تحجيم دورها، حيث يستكمل ذلك الفصل محاولات الولايات المتحدة لتحجيم قناة السويس بعد اتفاقيات كامب ديفيد، وذلك من خلال استراتيجية مربع السويس، بالإضافة إلى أثر حركة البترول وانعكاساتها على القناة، وكما يتناول المشاريع المنافسة التي تهدف إلى تحجيم القناة والتقليل من شأنها ى، وذلك من خلال ثلاث مباحث هي قناة السويس ومرور البارجات الأمريكية في الحرب على العراق عام 2003م، ويركز ذلك المبحث على الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة وسماح مصر لها بمرور البارجات الأمريكية والبريطانية أثناء حرب احتلال العراق، وكان ذلك مخالفا لميثاق الدفاع العربي المشترك، والعديد من المواثيق الدولية، لأن الحرب كانت قرار فردي وليس قرارا تحت مظلة الأمم المتحدة ويوضح المبحث ذلك.
بينما يهتم المبحث الثاني بالعلاقة بين الاستراتيجيات الإقليمية وقناة السويس، يتناول المبحث الأخير مخاطر المشروعات البديلة عن قناة السويس، ويجيب الفصل بشكل عام عن تساؤل الدراسة الخاص بالتغيرات والظروف الدولية التي أثرت على الوضع السياسي والاستراتيجي لقناة السويس.
ويدور الفصل الرابع حول الدور الإقليمي المصري ومستقبل قناة السويس من خلال ثلاث مباحث وهي أبعاد الدور الإقليمي لمصر في ضوء مرفق قناة السويس، ويركز المبحث الأول على تعريف الدور ودوائر مصر الإقليمية، ودور قناة السويس في تلك الدوائر الإقليمية.
ويهتم المبحث الثاني بتقديم رؤية مقارنة بين صناع القرار حول قناة السويس والدور المصري إذ اختلف الدور المصري طبقا لاختلاف الظروف السياسية والاقتصادية ومن يتولى السلطة، لذلك سنجد اختلاف واضح بين الدور المصري في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بين فترة الرئيس أنور السادات ففي الأخيرة حدثت المقاطعة العربية.
بينما اهتمت فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك بالتركيز على الجانب الاقتصادي للقناة، وأخيرا مستقبل قناة السويس في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية ويجيب ذلك الفصل على تساؤل الدراسة عن مدى ارتباط الدور الإقليمي لمصر وقناة السويس، ودور قناة السويس في السياسة الداخلية والخارجية، وأخيرا مستقبل قناة السويس فى وسط العديد من المتغيرات الدولية، ثم اختتمت الدراسة بعرض نتائجها والتوصيات.
فيديو قد يعجبك: