"مصر لن تركع يا حروري هذا العصر".. رئيس جنايات المنصورة للمدانين بالانضمام لـ"داعش"
الدقهلية - رامي محمود:
وجه المستشار بهاء الدين المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة، رسالة قوية إلى المتهمين بالتواصل مع أعضاء التنظيم الدولي الإرهابي "داعش"، وتأسيس خلية عنقودية لاستهداف ضباط بقطاع الأمن الوطني ومؤسسات عسكرية، ذلك قبل النطق بالحكم عليهم.
قال رئيس المحكمة للمتهمين: "بمناسبةِ هذا الحكمِ وقبل النطقِ بهِ تُوجهُ المَحكمةُ للمُتهمينَ الحاضِرينَ، ولسَائرِ الحَرُوريينَ من أشياعِهم وغيرهم، عِدَّة رسائل: واهِمٌ مَن يَتصَوَّرُ، أنَّ إرهابًا كائنًا ما كانَ سَيُخِيفُ هذا البلدَ وشَعبَه، فيَجعلَهُ لا يَرى طريقَهُ إلى التقدمِ، إلاَّ من فُوَّهَةِ مُسدسٍ، أو من وَراءِ دُخَانِ.
لن تَخضعَ مِصرُ ولن تَركعَ، ومِصرُ عَصيةٌ على التركيع. اسألوا الهكسوسَ، وآشورَ، والفُرسَ، واليونانَ، والعاشرِ من رمضانَ؛ إن كنتُم لا تعلمون وما أفكارُكُم، وما تُرجفُونَ، إلاَّ سَفاهَاتِ عُقول، وبِدَعًا ابتدعتُموها أنتُمُ وآباؤكم الإرهابيون.
مَن قالَ لكم، إنَّ القتلَ بلا جَريرةٍ جهاد؟ مَن قالَ لكم إنَّ دَمَ المَسيحيَّ مُستَباح؟ بأيِّ دينٍ مِن الأديانِ تَدينون؟ تَقولونَ إنكم مُسلمونَ!
إن كنتُم كما قُلتُم، أفَلا تَعلمونَ غَضْبةَ النَبيِّ صَلى الله عليه وسلمَ، إذ قتَلَت خُزاعةُ يومَ الفتح رَجَلاً -مِن هُذَيلٍ- كان مُشركًا؟ أما أنتم -فَوا عَجَبًا- تَقتلونَ المُسلمينَ لا المُشركين!
إنْ كُنتُم كما قُلتم، ألَم تَسمعوا أحاديثَهُ الشريفةَ: إذا فُتِحَت مِصرُ فاستوصُوا بالقَبَطِ خيرًا، فإنَّ لهم ذِمةً ورَحِمًا. (يقصدُ هاجَرَ عليها السلام)، وفي روايةٍ: ذِمةً وصِهرًا. (يقصدُ -زَوجَهُ- ماريةَ القبطية عليها السلام)".
إنَّ مِصرَ، ليسَت -كما قال أحدُ آلهةِ الإرهابِ- حِفنةٌ من تُراب، مِصرُ وطنٌ وعِرضْ، ذَكرَها في كتابه فاطرُ السَمواتِ والأرض، تَجلَّى سُبحانه لأرضِهِا، وزكَّى رَسولُه -صَلى اللهُ عليه وسَلمَ- جُندَها، احتَضنَت يوسُفَ، وموسَى، وعيسى، وآلَ البَيتِ آوتَهم، واستجابَ دعوتَهم، فنصرها، وجعلَ لها من كلِّ ضِيقٍ مَخرجَا،لا تألفُ -بفِطرَتها- إلا أطهارَا، ولا تَذَرُ على أرضِها مِن المُخادِعينَ دَيَّارَا، تلكَ ثوابتُ، لا يُدركُها سِوَى مَن قرأ التاريخَ جيدًا ووَعَى دُروسَه، ولكنَكم، لا تقرأونَ ولا تتعلمون.فمَن ذا الذي يَنزعُ الوطنَ من البَدَنْ؟!
حَسِبتم وقد جَمَحَ الغُرور برؤوسكم؛ أن يَهونَ في نَظركم كلُّ كبير، ويُحقَّرَ كلُّ عظيم، ويُباحُ المَمنوع، ويُمنَعَ المُباح، كي تحققوا أهدافًا سياسيةً خاطئةً من طريق الإجرام، فاستَحلتُم نارًا لا تَصلحُ إلا للإحراق، وسُمًا لا يَنفعُ إلا في القتل، ومَعاولَ لا تتحركُ إلا للهدم والتخريب.
ما كان لأحدٍ من المِصريين أن يَستغفرَ لكم، من بعد أن تَبين لهم، أنكُم مُشركون في حقِّ الوطن.
يا حَرُوريِّ هذا العَصر، مَهمَا وصَلَت أيديكم إلى مُسدسَاتٍ، أو قَبضَت أكفُّكم على قَنابلَ، أو انضَمَّت جُيوبُكم على خَناجرَ، لن تَتمَلَّكُوا - أبدًا -رقابَ العِباد، لن تَتحكموا -يومًا- في الدِّماء، فإنَّ في مِصرَ قَضَاء.
- قَضاءٌ، لم يَعرفْ شِيعًا ولا أحزابًا، وإنما عَرَفَ مِصريينَ، يُقيمُ بينهم العدلَ، ويَرفعُ مَنارَه، ويَنشُرُ لواءَ القانونِ، ويُعلي جِدارَه، فكانَ للمِصريينَ في ليل الحوادثِ واضطرابها المَلجأَ الأمينْ، والمَنارَ الهَادي.
- وإلى عُموم الشباب نَقول:
- أَعمِلوا عُقولَكم ولا تَنساقوا.
- اسْتفتوا قُلوبَكم ولا تنقادوا.
- أَحبُّوا وطنَكم فإنه الباقي.
- ولا يَسَعُ المَحكمةُ في مَوقفها هذا، إلاَّ أنْ تكونَ لسانَ الحقِّ، ومَنطقَ العَدالةِ، بعيدًا عن أغوارِ السياسةِ ودُرُوبها، وتُنوهُ بأنها لا تُعاقبُ إلاَّ عن وقائعَ جِنائية، وإنْ اختلطَت بأحداثٍ سياسية.
- من أجل هذا، ولِما ثَبُتَ للمَحكمةِ على وجه القَطع واليَقين، أنَّ المُتهمينَ اعتنقوا الفِكرَ الدَّاعِشيَّ الإرهابيَّ.
- يُكفرون المُجتمعَ ويستحلون الدماء والممتلكات تحت زعم وهم الخلافة.
- أسَّسَ أولُهم، وأدارَ، وتَولَّى قيادةَ جماعةً إرهابيةً من أعضائها الثاني والثالث بقصد ارتكاب جرائم إرهابية ضد الجيش والشرطة ودور العبادة والمواطنين.
- وخططوا من خلال التخابر مع داعش خارج البلاد لاقتحام اللواء 182 مظلات بأنشاص، بغية سرقةِ أسلحته وذخائره لنقلها إلى بئر سَبعِ في سَيناء، وضبط بحوزتهم رسمًا توضيحيًا لهذا الموقع العسكري ولنقاط المراقبة ومواقع إقامة قياداته ومخازن الأسلحة والذخائر.
- وجمعوا معلومات عن ضابط بالأمن الوطني لاغتياله، وضبط بمساكنهم أختامًا تحمل شعار داعش، وعلى حواسيبهم الآلية وهواتفهم النقالة على صور لمعدات عسكرية وضباط من اللواء سالف الذكر، ومَلفاتٍ نَصِّيةٍ ومَرئيةٍ وصَوتيةٍ لفِكر التنظيم، وأخرى توضح كيفية اقتحام المُنشآت الشُرَطيةِ، وصناعةِ المُتفجرات، وكيفية استخدام الهواتفِ النَقالةِ في تَفجير الأهداف.
فقد قضت المحكمة عليهم بالسجن المؤبد والمراقبة لمدة خمس سنوات وشمل الحكم "إسماعيل.ر.م"،27 سنة، واسمه الحركي أبوعبدالله المدني، و"عمار.ج.م" 26 سنة، واسمه الحركي أبومعاذ، و"السيد.م.ع"، 22 سنة، والحركي أبوحمزة، والمقبوض عليهم بمعرفة قطاع الأمن الوطني.
كان المستشار خالد ضياء، المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا رئيس الاستئناف، أحال القضية رقم 2341 لسنة 2020 والمقيدة برقم 268 لسنة 2020 كلي جنوب المنصورة والمقيدة برقم حصر أمن الدولة العليا 429 السنة 2016 ورقم 381 لسنة 2020 جنايات أمن الدولة العليا لمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ بمحكمة استئناف المنصورة.
وتضمن أمر الإحالة اتهام المتهم الأول بإدارة وتولي قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام وتعطيل تطبيق أحكام الدستور والقوانين منع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر وإزاء الأفراد إلقاء الرعب بينهم وتعريض حياتهم وأمنهم للخطر والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي واعتناق أفكار تنظيم "داعش" الإرهابي لتغيير نظام الحكم بالقوة.
كما أسندت نيابة أمن الدولة العليا للمتهم الثاني والثالث الانضمام لجماعة إرهابية وقيامهم جميعًا بجمع معلومات عن ضابط بقطاع الأمن الوطني وحددوا محل إقامته وعمله ومواعيد غدوه ورواحه ورقم هاتفه المحمول واسمه الحركي بهدف إلحاق الأذى به بـ"قتله"وكلف المتهم الثاني برصد اللواء 182 مظلات في أنشاص بمحافظة الشرقية لسابق أدائه الخدمة العسكرية فيه، وأعد رسمًا كروكيًا لأماكن الأسلحة والذخيرة، وأماكن إقامة الضباط، ومداخل ومخارج الوحدة وأقسامها من الداخل، ونقلها لتنظيم داعش عبر شبكة المعلومات الدولية؛ لاستهدافها، وكلفهم التنظيم برصد ارتكاز أمني بنطاق محافظة الجيزة، وضابط أمن وطني بمدينة نصر.
وبتفتيش مسكن المتهم عثر ضباط الأمن الوطني على هواتف نقالة ووحدات تخزين تحوي خرائط توضيحية لمعسكر قيادة اللواء 182 مظلات، وأختامًا لتنظيم داعش، وملفات نصية توضح كيفية اقتحام المنشآت الشرطية وإعداد المفرقعات والقنابل، واستخدام الهواتف النقالة في تفجير الأهداف، وملفات صوتية ومرئية لإصدارات داعش، وتدريبات اللواء 182 مظلات وصور لقيادات عسكرية داخل مقار وحداتهم العسكرية.
فيديو قد يعجبك: