"قتل أم انتحار؟".. السؤال اللغز في قصة المهندس أحمد عاطف بعد العثور على جثته
الدقهلية - رامي محمود:
قتل أم انتحار؟.. لغز تحاول الأجهزة الأمنية في الدقهلية حله وذلك بعد العثور على جثة المهندس أحمد عاطف والذي خرج للحصول على أموال قبل ولادة زوجته بعدة ساعات واتصل بها ليخبرها أنه في طريق العودة ولكنه اختفى بعدها "وفقا لرواية أسرته" حتى جرى العثور على جثته في النيل أسفل كوبرى الجامعة، بكامل ملابسه، بعد 11 يوماً من الغياب عن أسرته والبحث عنه في كل مكان.
الاختفاء الغامض:
في الأول من شهر سبتمبر الجاري تلقي اللواء سيد سلطان، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من اللواء إيهاب عطية، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ للعقيد أحمد الجميلي، مأمور مركز شرطة طلخا، بحضور أسرة المهندس أحمد عاطف، معيد بإحدى معاهد الهندسة الخاصة، البلاغ باختفائه وذلك بعد إبلاغه زوجته بخروجه لتجهيز المبالغ المالية اللازمة لعملية الولادة وذلك لاقتراب موعد وضعها.
جرى تشكيل فريق بحث من ضباط وحدة مباحث مركز شرطة طلخا تحت إشراف رئيس المباحث الجنائية، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام لكشف ملابسات الواقعة.
البداية كانت بسؤال زوجته والتي أكدت تواصل زوجها معها منذ فترة قبل إغلاق هاتفه المحمول وتأكيده بأنه بنطاق منطقة الجامعة ولكن تعطلت السيارة وفور انتهائه من إصلاحها سيعود للإطمئنان عليها خلال عملية الوضع.
الزوجة تضع مولودها في غياب الأب:
مع استمرار البحث عن المهندس احمد عاطف وضعت السيدة دعاء عبدالعزيز، زوجة المهندس أحمد عاطف، مولودها الثاني "سليم"بعد أن دخلت المستشفى نتيجة تدهور حالتها ورفضها إجراء عملية الولادة لثلاث أيام متتالية انتظارا لعودة زوجها ليشاركها فرحتها بالمولود واضطر الأطباء إلى توليدها.
وكتبت الزوجة عقب إجراء عملية الوضع عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك :"أنا كان نفسي انتظر في الولادة لحين عودتك يا أحمد لكن الأطباء قالوا في خطر على البيبى أرجوك ارجع بقى علشان سليم مبيرضعش نكد وهم وحزن بسبب بكائى على غياب ليل نهار".
شكوك حول أحد أصدقائه:
مع استمرار اختفاء المهندس بدأت الأجهزة الأمنية فى استدعاء المقربين من المبلغ باختفائه من بينهم أحد الأشخاص يدعى "محمد.ا"، والذي يعد شريك المختفي فى بعض المعاملات التجارية والمالية من بينها الحصول على أموال من المواطنين مقابل تشغيلها وتحقيق أرباح الأمر الذي أثار الغموض والشكوك حول اختفاء المهندس أحمد عاطف.
صدمة بعد العثور على الجثمان:
في اليوم الحادي عشر من اختفاء المهندس أحمد عاطف، أعلنت الأجهزة الأمنية العثور على جثته بمياه نهر النيل أسفل كوبري الجامعة، وانتقلت النيابة العامة إلى مكان العثور على الجثمان ليتبين وجود المجني عليه بملابسه كاملة وهاتفه المحمول ما استدعى أخذ عينة من الأمعاء لبيان تناوله مادة سامة أو مخدرة والتشريح لبيان ما إذا كان هناك قبل الوفاة اشتباك وتدافع مع أحد أو ان المجني عليه ألقى بنفسه ومات منتحرًا.
النيابة تنتقل لمعاينة الجثمان وندب الطبيب الشرعي :
انتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان العثور على الجثة لمناظرتها وتبين أنه بكامل ملابسه ويحمل بطاقته وهاتفه المحمول في جيوبه ولا يوجد آثار عنف أو اعتداء على الجثمان وقررت النيابة العامة انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة لبيان أسباب الوفاة.
وأكد التقرير المبدئي أن الجثة لا يوجد بها آثار عنف أو اعتداء على الجثمان وحصل الطبيب الشرعى على عينات من أمعاء جثة المهندس الشاب لتحليلها لبيان ما إذا كان تناول مواد سامة أو مخدرة من عدمه، وقررت النيابة العامة التصريح بدفن الجثة وتسليمها لذويها .
تشييع الجثمان ومناشدات بسرعة كشف ملابسات الحادث:
مساء أمس السبت شيع الألاف من أهالي قرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا جثمان المهندس الشاب، في جنازة مهيبة من أمام مسجد الجمعية الشرعية بالقرية وسط هتافات "لا إله إلا الله"، وصرخات والده وهو يقول "يا ولدي، يا ولدي".
ودخل أصدقاء وأسرة المهندس الشاب في حالة من البكاء الهستيري أثناء تشييع الجنازة حزنا على فقده مطالبين بسرعة كشف غموض الحادث والوصول إلى خيوط تساعد في حل لغز الاختفاء والعثور على الجثة، بينما تسائل البعض أن السؤال لا يزال مطروحًا، هل قُتل المهندس أحمد عاطف أم انتحر أم أن هناك ملابسات أخرى لم تكتشف حتى الآن.
فيديو قد يعجبك: