"جثة وكنز وخطة شيطانية".. تفاصيل جريمة "قربان الجن" في سوهاج
سوهاج – عمار عبد الواحد:
الشمس في كبد السماء، والرجال يستعدون لصلاة الجمعة، والنساء ينهين أعمالهن المنزلية، والشارع خلا من المارة وقت الظهيرة، والأب يعمل نجارًا في إحدى القرى المجاورة وزوجته خرجت من منزلها للحصول على مساعدة من إحدى الجمعيات الخيرية بذات الناحية، لتعود إلى منزلها بنجع الشيخ إسماعيل التابع لقرية الصوامعة شرق بأخميم في محافظة سوهاج، لتتفاجئ بعدم وجود ابنتها الطفلة "شيماء" البالغة من العمر 10 أعوام "المعاقة ذهنيًا وحركيًا في المكان التي تركتها فيه بالمنزل.
الأم ذات الـ35 ربيعًا ظنت من الوهلة الأولى أن ابنتها شُفيت بفضل دعائها المستمر لها من مرضها، الذي أقعدها عن الحركة وجعلها طريحة الفِراش لا تقوى على فعل أبسط الأشياء أو التعبير عن احتياجاتها، وأخذت تبحث عنها في منزل الأسرة الذي يقبع تحت سفح سلاسل جبال البحر الأحمر، مرددة "يا شيماء، يا شيماء فينك، يا بنتي فينك".
خرجت المرأة التي أفقدت أعصابها وانفطر قلبها على ابنتها الطفلة المعاقة من منزلها مُسرعة إلى الشارع المار أمام المنزل والعمودي على سلاسل جبال البحر الأحمر تبحث وتنادي على ابنتها، وأخذت تسأل جيرانها في المنزل وأهالي المنطقة الصحراوية التي تقيم فيها الجميع لم يعرف عن طفلتها شيئًا، طرقت الأم على باب عم ابنتها "أحمد" الذي يعمل سائق توك توك لعله يفيدها بأي كلمة قد تهدئ من روعها، ليؤكد لها أنه لا يعلم مكانها.
"أرزاق" أم الطفلة المتغيبة أخبرت زوجها هاتفيًا بالواقعة، ليترك عمله ويحضر على جناح السرعة، للبحث مع زوجته وأهالي المنطقة عن فلذة كبده "الطفلة المعاقة"، ليجد الجميع قلقين مفزوعين على تغيب الطفلة التي يعلمون أنها طريحة الفراش في منزل والدها منذ ولادتها.
الزوجة حررت محضرًا في نقطة شرطة الصوامعة شرق الذي تبعد بضع كيلو مترات عن منزلها، وعادت تبحث عن ابنتها مع أهالي المنطقة، وامتدت عمليات البحث لتشمل الشوارع والمناطق المجاورة، بل ومقابر القرية المتاخمة لمنازلهم والتي تقل تحت سفح الجبل مباشرة، لكن دون جدوى.
عم الطفلة "أحمد" 39 عامًا سائق توك توك والجار الملاصق لمنزل أسرة الطفلة المتغيبة أخذ يبحث معهم عن ابنة شقيقه، وأثناء عمليات البحث يذكر لشقيقه الذي كاد أن يفقد صوابه على ابنته أنه شاهد أربع سيدات متسولات منذ قليل بالمنطقة، ليوهم الجميع أن المتسولات هم من قمن بخطفها من المنزل خاصة عدم تواجد زوجة شقيقه بالمنزل.
حضرت قوات الشرطة لمنزل الطفلة المُبلغ باختفائها وأخذت تفحص البلاغ وتعاين منزل أسرتها والمنازل المجاورة، ليفاجئ الجميع أن الطفلة المعاقة جثة هامدة ترتدي كامل ملابسها وملفوف حول رقبتها إيشارب أسفل كمية من الرمال والأجولة المعبئة بالملابس القديمة بحوش ملحق بمنزل عمها الذي كان يبحث معهم عنها.
أخطرت قوات الشرطة النيابة العامة التي قررت نقل جثة الطفلة لمشرحة مستشفى أخميم المركزي، وتحفظت مباحث أخميم على عم الطفلة وزوجته وأجرت معهم تحقيقات موسعة، للوصول إلى ملابسات الواقعة.
اعترف العم أنه أرسل زوجته لإحضار الطفلة المجني عليها من منزلها، وأخفوها بمسكنه تمهيدًا للاتصال بمن اتفق معهم بذبحها أعلى حفر لاستخراج أثار من باطن الأرض، وأنه لدى استشعاره بقدوم قوات الشرطة لفحص بلاغ والدة المجني عليها وخشية افتضاح أمره خنقها بإيشارب ودفنها بالحوش الملحق بمنزله وأخفاها بكمية من الرمال وشكائر بداخلها ملابس قديمة.
وأضاف العم أنه ارتكب الواقعة تنفيذًا لتعليمات أحد الدجالين والمشعوذين بضرورة ذبح طفلة لم تبلغ الحُلم للمساعدة في استخراج الكنز من باطن الأرض، وتابع "عاوز أطلِع آثار علشان أبقى غني وده حلم حياتي من زمان، وأي حد عنده حلم بيعمل أي حاجة علشان يوصله".
البداية كانت بتلقي اللواء محمد شرباش، مدير أمن سوهاج إخطارًا من مركز شرطة أخميم بورود بلاغًا من "أرزاق. ف" 35 عامًا ربة منزل وتقيم نجع الشيخ إسماعيل بناحية قرية الصوامعة شرق دائرة المركز، بأنه عقب خروجها من منزلها مساء الجمعة وحال عودتها للمنزل اكتشفت عدم تواجد ابنتها الطفلة "شيماء.ح" 10 أعوام "معاقة ذهنيًا وحركيًا" وتعاني ضمورًا بخلايا المخ.
انتقل إلى مكان البلاغ قيادات مديرية أمن سوهاج ومأمور وضباط مركز أخميم، وبالفحص وأثناء السير في إجراءات البحث عن الطفلة ومعاينة منزل المُبلغة والمنازل المجاورة عُثر على جثة الطفلة المذكورة بحوش ملحق بمنزل ملك عمها المدعو "أحمد. ح" 39 عامًا سائق ويقيم بذات الناحية "منزل ملاصق لمنزل المُبلغة" مدفونة أسفل كمية من الرمال ترتدي كامل ملابسها ملفوف حول رقبتها إيشارب أبيض اللون.
جرى إخطار النيابة العامة والتي قررت نقل الجثة لمشرحة مستشفى أخميم المركزي، وحُرر بالواقعة المحضر رقم 3375 إداري مركز أخميم لسنة 2021، وباشرت النيابة العامة التحقيقات.
جرى تشكيل فريق بحث بالتنسيق مع فرع الأمن العام بسوهاج ووضع خطة بحث لكشف غموض الواقعة، وتوصلت جهود فريق البحث إلى أن وراء ارتكاب كل من "أحمد. ح" 39 عامًا سائق توك توك "عم المجني عليها"، وزوجته المدعوة "نورا. م" 27 عامًا ربة منزل، ويقيمان بذات الناحية.
جرى ضبط المتهمين، وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات أقرا بارتكاب الواقعة تفصيليًا، إذ اتفق المتهم الأول مع آخرين "جاري تحديدهم وضبطهم" على إحضار طفلة لذبحها اعتقادًا منهم بمساعدة ذلك على استخراج الآثار فاستغل خروج زوجة شقيقه "والدة المجني عليها" من المنزل وعمل وشقيقه "والد المجني عليها" نجار مسلح في إحدى القرى المجاورة، وأرسل زوجته لإحضار الطفلة المجني عليها من منزلها، وأخفوها بمسكنه تمهيدًا للاتصال بمن اتفق معهم بذبحها ولدى استشعاره قدوم قوات الشرطة لفحص بلاغ والدة المجني عليها وخشية افتضاح أمره خنقها بإيشارب ودفنها بالحوش الملحق بمنزله وتغطيتها بكمية من الرمال وشكائر بداخلها ملابس قديمة، وقررت زوجته بمضمون ذلك.
ضبطت الأجهزة الأمنية بسوهاج 3 أشخاص بينهم الدجال ومساعده، أكدت تحريات مباحث سوهاج أنه جرى تورطهم واتفاقهم مع المتهم الرئيسي في واقعة قتل الطفلة شيماء المعروفة إعلاميًا بـ"قربان الجن"، على ارتكاب الجريمة وذبح الطفلة أعلى الحفر لاستخراج الكنز، بناحية قرية الصوامعة شرق دائرة مركز شرطة أخميم.
وتبين من التحريات أن المتهمين جرى التوصل إليهم بعد انتهاء التحقيقات الموسعة مع المتهم الرئيسي "أحمد" وزوجته "نورا" والتي استمرت حوالي 72 ساعة، وأنهم كل من "خ. م" 47 عامًا عامل ويقيم بناحية قرية الصوامعة شرق والسابق اتهامه في القضية رقم 846 جنح قسم 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة لسنة 1993 "مشاجرة وضرب"، "م. ا" 52 عامًا عامل "الدجال"، "ش. ص" 46 عامًا عامل "مساعد الدجال"، ويقيمان بندر المنشاة دائرة مركز شرطة المنشاة.
اقرأ أيضًا:
"قربان الكنز".. "العم وزوجته" قتلا طفلة شقيقه المعاقة لتقديمها للجن في سوهاج - التفاصيل الكاملة
هنا قتلت "شيماء قربانًا للجن".. تفاصيل اتهام العم وزوجته بقتل ابنة شقيقه في سوهاج - فيديو
النيابة العامة تصرح بدفن الطفلة شيماء "قربان الجن" في سوهاج
قدمها قربانًا للجن.. حبس سائق وزوجته بتهمة قتل ابنة شقيقه في سوهاج
فيديو قد يعجبك: