"الحقي يا دكتورة بناتك".. كيف أنهى القاتل الصامت حياة "مريم وروضة" في أسيوط؟

أسيوط ـ محمود عجمي:

"مريم وجويرية وروضة".. 3 وردات تفتَّحت بمنزل عائلتهن فملأنه بضحكاتهن التي رسمت البهجة والسعادة في قلب الأب والأم برؤيتهن يكبرن يومًا بعد الآخر.. إلا أن القدر كان له شأن أخر لتتوقف عقارب الزمن مع ابتسامتهن بسبب القاتل الصامت الذي قطف زهرتين منهما فيما ترقد الثالثة داخل العناية المركزة بمستشفى أسيوط في محاولة الأطباء لإنقاذها.

أمس الأربعاء، وفور انتهاء اليوم الدراسي وعودة الشقيقات الثلاثة من مدارسهن إلى منزل العائلة، بدأت والدتهن الطبيبة التي تعمل مديرًا لإدارة الطب الوقائي بالإدارة الصحية بمركز أسيوط في طهي الطعام لصغيراتها قبل أن تذهب إلى اجتماع مسائي طارئ لقيادات مديرية الصحة بأسيوط لمتابعة الحملة القومية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال، كما خرج الأب إلى عمله.

وصلت الأم إلى اجتماع قيادات مديرية الصحة بأسيوط، وتمضي الساعات حتى تتلقى مكالمة هاتفيه عند الساعة السابعة مساءً من إحدى جيرانها تحدثها قائله: "دكتورة الحقي بناتك ماتوا".. لتنهار الأم في البكاء وتخرج مسرعة برفقتها بعض من زملائها إلى منزلها.. وعند فتح باب الشقة تجد رائحة غاز البوتاجاز تملأ المكان وتجد نجلتيها "مريم" 4 أعوام، و"روضة" 7 أعوام تلفظُ أنفاسها الأخيرة لتخرج روحهما إلى بارئها؛ فيما تجد الطفلة "جويرية" 9 أعوام، في ملقاة على الأرض في غيبوبة تامة، ليتم نقلها بسيارة الإسعاف إلى العناية المركزة بالمستشفى في محاولة من الأطباء لإنقاذها".

وتلقت مديرية الأمن بأسيوط، إخطارًا من مأمور مركز شرطة أسيوط يفيد ورود بلاغ من الأهالى بمصرع طفلين وإصابة آخر إثر تعرضهم للاختناق بسبب تسرب غاز من أسطوانة البوتاجاز أثناء نومهم بمنزلهم بالقرية.

على الفور انتقل إلى موقع الحادث ضباط المركز والإسعاف وتبين من المعاينة والفحص تسرب غاز من أسطوانة البوتاجاز بمنزل "حسن. ع " مما أسفر عن وفاة ابنتيه وإصابة شقيقتهما باختناق.

جرى نقل الجثتين إلى مشرحة مستشفى الإيمان العام ونقل المصابة إلى العناية المركزة لتلقي العلاج ، تحرر محضر بالواقعة وجاري العرض على النيابة .