الزراعة في مصر القديمة.. قطع أثرية داخل معرض خاص بمتحف شرم الشيخ – صور

جنوب سيناء- رضا السيد:

يضم متحف شرم الشيخ معرضًا خاصًا بالقطع الأثرية التي تعكس أهمية الزراعة عند القدماء المصريين، وكيف كانوا يقدسون أله الزراعة، لكونها كانت مصدر الحياء والرخاء بالنسبة لهم.

قال أحمد حسنين، مدير متحف شرم الشيخ، إن الزراعة في مصر لعبت الدور الرئيسي في تشكيل الحضارة المصرية، والتي قامت على الاستقرار في وادي النيل وارتباط المصري بأرضه، لذا أقام حضارة عظيمة أساسها الزراعة، ويضم المتحف بعض من هذه القطع التي تعكس كيف اهتم المصرين بالزراعة.

وأكد مدير المتحف في تصريح لـ"مصراوي" اليوم، أن المصري القديم عرف الزراعة حين استقر على ضفاف النيل، والتي فرضت عليه بحكم ظروف الوادي الذي تكتنفه الصحراء على الحياة المصرية، وكد المصريين وكافحوا لحماية الأرض واستخلاصها من عدوان الصحراء وحماية القرى والأراضي الزراعية من خلال إقامة السدود من مياه الفيضان ،وري الأراضي العالية بمد قنوات إليها .

وأوضح أن المصريين قسموا السنة إلى 3 فصول هي "فصل الفضيان، وفصل البذر، وفصل الحصاد"، فإذا انحسرت مياه الفيضان وبرزت الأرض وتماسكت حتى أصبحت صالحة لزراعتها، وكان المصريون يزرعون من الحبوب "القمح، الشعير، العدس، الفول، والحمص، والبازلاء، والحلبة"، ومن الخضر "الخص، البصل، الثوم، الكرات، القيثاء، الخروع، الكتان"، وكان يقوم بتقسيم الحقول إلى أحواض وريها بالشادوف، وكذلك عمل على زراعة أنواع كثيرة من الأشجار بثمارها وخشبها وظلها، إضافة إلى زراعة الفواكه بأنواعها من أشهرها الجميز والتين والعنب والزيتون والرمان، بل ونقل إلى مصر أنواع مختلفة من الأشجار من آسيا وأفريقيا.

وأشار إلى أنه كانت لحياة الزراعة في نفس المصري ما وجهه إلى تقديس الآلهة المختلفة، فعبد الاله "حابى" رب النيل، و"أوزير" رب الخضرة والثمار، والإلهة "سخمت" ربة الحقول، والآلهة "رننوت " ربه الصوامع للغلال، و"سوكر" و"مين" للإنتاج والوفرة.

ولفت إلى أنه كان للزراعة أيضا دورًا في تكوين الأخلاق للمصريين، وكان خرق هذه الأخلاق تعد من كبائر الآثام التي يتبرأ منها يوم الحساب، إذ يشفع له عند الآلهة أنه لم يقلل مساحة الأرض الزراعية، ولم يحجز ماء عن أرض زراعية، أو تجنى على حقوق جيرانه من الفلاحين، مؤكدًا أنه لم يقتصر العمل في الحقل على الرجال فقط بل شارك فيه أيضًا السيدات جنبًا إلى جنب أزواجهن وأفراد أسرهن خاصة أيام الحصاد.