وحيدة ومعاشها 250 جنيهًا.. حكاية "نرجس الحدادة" و27 عامًا في مهنة الأشداء فقط - فيديو وصور
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
المنوفية - أحمد الباهي:
ربما لا تطيق سواعد بعض الرجال الضرب بالمطرقة على الحديد لساعات طويلة والجلوس أمام النار المشتعلة دائمًا، لكن نرجس - أو كما اشتهرت باسم الحاجة صباح - قررت فعل ذلك بالعمل في مهنة "الحِدادة"، التي لم تجد مهنة تعرفها غيرها بعدما تشّربت الصنعة من والدها وأجبرتها الظروف على الخروج للعمل.
"نرجس عبد المنصف همام" 56 عامًا، الجميع يعرفها في مركز أشمون إذ يجدها الأهالي تعمل يوميًا في ورشتها الصغيرة على طريق القاهرة، حيث ورثت منزلاً صغيرًا مساحته 21 مترًا من "غرفة واحدة"، جعلت منه الطابق الأول ورشتها والثاني للمعيشة.
تقول "نرجس" في حديثها لـ"مصراوي": تعلمت الحِدادة في صِبايا من والدي حين بلغت سن الخامسة، وبعدما تزوجت وأنجبت طفلتي نورا ومرّ عامان، فُجعت بوفاة زوجي وسندي في الدنيا لكني لم أتزوج وفضّلت تربية ابنتي.
وتابعت: عملت في البداية بمهنة الحياكة حتى وجدت ضعف عائدها واضطررت لعدم تكملة تعليم ابنتي وخرجت من المدرسة في المرحلة الابتدائية، ومن وقتها قررت العمل في مهنة الحِدادة، لكون الفلاحين يحتاجونها لإصلاح الفؤوس والمعاول.
أضافت "نرجس" أنها تصنع أيضًا الساطور واحتياجات الفرن البلدي مثل "الطّلاعية، الصبّانية"، لافتة إلى أن تلك المهنة الشاقة جعلت منها أكثر صِحة وخلال السنوات الماضية كانت تنطلق إلى محافظة الغربية وتحديدًا إلى مدينة طنطا لشراء الحديد والفحم اللذين تستخدمهما في عملها اليومي، ومع الوقت وكِبر سنها بات زوج ابنتها يساعدها في جلب الحديد والفحم.
أكدت "نرجس" أنها تحصل على معاش هزيل قدره "250 جنيه" فقط، وتابعت بالقول: "أنا مشتغلتش الشغلانة دي إلا من ضيقة الحال، بس السنين الأخيرة الفلاحين بدأوا يعتمدوا على الآلات واللي جاي يدوب بيكفي، بس الحمد لله مستورة وبقول الحمدلله".
وعن أمنيتها أوضحت أنها تعيش بمفردها في تلك الغرفة وأملها فقط في أداء مناسك العُمرة، فالعمر يمر وينقضي وتريد أن تزور بيت الله.
فيديو قد يعجبك: