إعلان

بعد مرض زوجها.. قصة كفاح الحاجة سعيدة مع 4 أبناء حصلوا على مؤهلات عليا في كفر الشيخ

07:26 م السبت 19 مارس 2022

كفر الشيخ - إسلام عمار:

لازم زوجها المرض وترك لها 4 أبناء، فلم تجد الحاجة سعيدة أمامها إلا قيادة الأسرة لتكمل مشوار الأسرة، فعملت بائعة في السوق، حتى أوصلت الأبناء إلى مراحل تعليمية متقدمة وحصلوا على مؤهلات عليا.

"مستعدة اضحي بروحي عشان خاطر عيالي..ربنا كرمني في تربيتي ليهم بأنهم أصحاب مؤهلات عليا"، هكذا كانت كلمات سعيدة حسن السوداني، ربة منزل، في منتصف العقد الخامس من عمرها، وإحدى سيدات قرية جماجمون التابعة لمركز دسوق في كفر الشيخ، لـ"مصراوي" ترصد قصة كفاحها طوال 30 عامًا مضت، والمستمرة حتى الآن.

تبدأ قصة كفاح الأم عندما مرض زوجها الذي كان يعمل في مجال الفلاحة، منذ 30 عامًا مضت، كما تروي لنا، وأصبح جليس الفراش لا يستطيع العمل نظرًا لمعاناته المرضية، فقررت عدم التخلي عنه، ومواصلة مشواره نحو تربية الأبناء الأربعة، وتوجهت للعمل باليومية كعاملة في الحقول الزراعية، بحثًا عن لقمة العيش بالحلال لتلبي احتياجات أسرتها، وأبنائها.

واجهت الحاجة سعيدة العديد من المتاعب خلال عملها طوال تلك الأعوام، فكانت تستيقظ لحظة آذان فجر كل يوم تؤدي الفريضة، وتتوجه للحقل قبل طلوع النهار متحدية كل عوامل الشقاء خلال فترات أحوال الطقس في البرد القارس خلال فصل الشتاء، ودرجات الحرارة خلال فصل الصيف، وتنتهي من عملها مع غروب شمس كل يوم.

ومع مرور الأعوام، ووصول أبنائها لمراحل عمرية أكبر، تزايدت معها الأعباء المعيشية، ووفق ذلك تمكنت تجاوز كل تلك الأمور فبجانب عملها في الحقول الزراعية استطاعت زيادة فترة عملها من خلال توفير فواكه تتجول بها في قرى خط الساحل المجاورة لمسقط رأسها قرية جماجمون من أجل تلبية كل احتياجات أبنائها.

تمر الأيام وما زرعته بالحلال حصدته فيما سعت إليه بتعليم أبنائها فحصلت الابنة الكبرى "هبة"، 33 عامًا، على بكالوريوس نظم ومعلومات من جامعة كفر الشيخ، وليسانس تربية خاصة من جامعة الإسكندرية، ودبلومة خاصة في التخاطب من جامعة عين شمس.

أما الابن الثاني "محمد"، 31 عامًا، وحصل على بكالوريوس تكنولوجيا ومعلومات بجامعة الأزهر بمدينة تفهنا الأشراف التابعة لمحافظة الشرقية، وحاليًا يعمل بالخارج، كما يعمل ثالث الأبناء "بهاء"، 29 عامًا، طبيب تحاليل، ويعمل بأحد المستشفيات الكبرى بالقاهرة، ورابع الأبناء "غادة"، 22 عامًا، فاكتفت بمؤهل متوسط، وقررت التفرغ لحياتها الزوجية.

وعرضت مؤخرًا تلك الأم المكافحة إلى حالة مرضية في عظام إحدى قدميهًا اضطرتها لتركيب طرف صناعي، وبالرغم من حالتها الحالية فترفض الجلوس في المنزل، وما تزال تواصل كفاحها ببيع ملابس الأطفال متجولة في القرى، والمدن المجاورة بحثًا عن لقمة العيش.

وقالت في ختام حديثها لـ"مصراوي"،:"الحمد لله طول ما أنا بصحتي هشتغل وهفضل أكافح.. مش هبطل شغل إلا لما احس إني أنهيت رسالتي مع عيالي.. وأجوزهم وأفرح بيهم وعيالهم يبقوا حوالين مني.. ونفسي أزور النبي عليه السلام وتكون معايا هبة بنتي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان