"جلسة عرفية لقاتل نيرة أشرف".. ماذا قالت المحكمة في حيثيات الحكم؟
الدقهلية - رامي محمود:
أصدرت محكمة جنايات الدقهلية - الدائرة الرابعة - حيثيات الحكم في قضية مقتل الطاللبة نيرة أشرف علي يد زميلها ذبحًا أمام باب جامعة المنصورة.
وجاء في حيثيات: "في الرد على الجلسة العرفية يقول الحكم، عُقدت جلسة عُـرفية تَـعهد فيها المتهم بعدم مُضايقة المجني عليها، وقال عن تلك الجلسة نصًا بالصحيفـة الحادية عشرة من التحقيقات: "عملولي قَـعدة عَشان أنا كنت بَـعَتْ الشتايم اللي بيني وبينها والرسايل لأهلها والناس اللي أعرفهم، وفي القعدة دي حَـكموا إن أنا أمسح الصور اللي معايا، وإنْ أنا أمضي على إيصال أمانة عشان ما أتعرضش لبنتهم تاني ولا أجيب سيرتها، وأنا عملت كده بالفعل ومَـسحت الصور والمحادثات). وفي موضع آخر - الصحيفة الرابعة عشرة - قال نَـصًا عن ملابسات تلك الجلسة العرفية: "هما كلموني وقالولي عايزين نِخـلَّص الموضوع إللي بينك وبين بنتنا، ولما رُوحت لقيت ناس كثير وكلهم عرفوا الموضوع وحكموا عليَّ إن أنا أمسح الصُور والمحادثات اللي معايا على تليفوني، ومَضُّوني على إيصال أمانه وتعهُـد بعدم التعرض لها" ولما سُـئل عن تَعرضه لإكراه إبان تلك الجلسة العرفية أجاب: "لا .. احنا كنا قاعدين وكانت قَعدة حَـق، بس كان كلامهم شديد معايا ومَحدش كان مقدر اللي أنا عملته مع نيرة". وأضاف أنه تَـظاهر بامتثاله لما انتهت إليه هذه الجلسة، وقال عن ذلك نصًا يُجيب عن سؤال من المحقق بالصحيفة الخامسة عشرة: هل قُمت بالتعرض لها عقب تلك الجلسة العرفية؟ أجاب: "أنا كـنت ساكت وخلاص ولكن كان في دماغي إني آخـد حقي منها". وفي موضع آخر بالصحيفة السابعة عشرة قال: "أنا في نُـص شهر رمضان اللي فات، لقيت ناس جاية تقولِّي إبعد عن البنت وملكش دعوة بيها وكفاية اللي حصل، علشان ميكونش فيه مشاكل". ولما سأله المحقق وهل استجبت الي طلبهم بالابتعاد عن المجني عليها وعدم تتبعك لها بالأذى والتعرض لها، أجاب: "لا، لكن أنا سايرتهم لحد ما أتمكن منها في الامتحانات وأخلَّص عليها" "وأنا في رمضان اللي فات قررت إن أنا أخلَصْ منها وأشوف حد للموضوع ده، وأنا أخــدت قرار بيني وبين نفسي إنْ أنا هنـتـقـم لنفسي وأخلَّصْ عليها، واستـنـيت الامتحانات بتاعة الترم الثاني علشان أعمل اللي في دماغي وانتقم لنفسي".
وتضمنت حيثيات الحكم طلب هيئة المحكمة من المشرع إصدار تعديل يتيح نشر وإذاعة علمية تنفيذ حكم الإعدام، ولو جزء من بداية التنفيذ.
والمَحكمةُ في نهاية حُكمها، تُـنَـوِّه بمناسبة هذه الدعوى، بأنه لمَّا كان قــد شَاعَ في المُجتمع - مُـؤخرًا - ذبحُ الضحايا بغَـير ذَنبٍ جَهارًا نهارًا والمَهوسُـونَ بالمِـيديا يـَبثُون الجُـرمَ على المَلأ فيرتاع الآمنونَ خَوفًا وهَـــلعًا، وما يَـلبَث المُجتمع أن يُفجَــعْ بمثلِ ذاتِ الجُـرم من جديد، فمِـن هذا المُنطلَـقِ، ألَـمْ يأنِ للمُـشرع أنْ يَجعلَ تنفيذ العقابِ بالحَق مَشهودًا، مِثلما الدمُ المَسفوحُ بغير الحَـقِّ صَار مَشهودًا.
الأمر الذي مَعه تُـهيبُ المَحكمةُ بالمشرع، أنْ يَـتَـناولَ بالتعديلِ نَصَ المادةِ الخامسةِ والستين، من قانونِ تنظيمِ مَراكز الإصلاح والتأهيل المُجتمَعي المُنظمةِ لتنفيذِ عُـقوبةِ الإعدام؛ لِتُجـيزَ إذاعةَ تنفيذ أحكام الإعدام مُصَورةً على الهواءِ، ولو في جُــزءٍ يَسيرٍ من بَـدءِ إجراءاتِ هذا التنفيذ، فقد يكونُ في ذلكَ، ما يُحَـقــقُ الــرَّدعَ العامَ المُبتَـغَى الذي لم يَتحَقـق - بَعـد - بإذاعة مَنطوق الأحكام وَحــدَه. ﴿ويَشفِ صُدورَ قـومٍ مُؤمنين ويُذهِـبْ غيظَ قلوبهم﴾.
ونظرت المحكمة برئاسة المستشار بهاء الدين خيرت المري، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين: سعيد السمادوني، ومحمد الشرنوبي، وهشام غيث، وسكرتارية محمد جمال، ومحمود عبدالرازق، محاكمة المتهم نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة وقضت بإعدامه.
كان المستشار محمد لبيب، المحامي العام الأول لنيابة جنوب المنصورة الكلية، أحال المتهم "محمد.ع.ع" إلى محكمة الجنايات المختصة في القضية رقم 1409 لسنة 2022 جنح أول المنصورة لأنه في يوم 20/6/2022 بدائرة قسم أول المنصورة – محافظة الدقهلية، قتل المجني عليها نيرة أشرف عبدالقادر – عمدا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها انتقاما منها لرفضها الارتباط به وإخفاق محاولاته المتعددة لارغامها على ذلك.
وتضمن أمر الإحالة أن المتهم وضع مخططا لقتلها حدد فيه ميقات أدائها اختبارات نهاية العام الدراسي بجامعة المنصورة موعدا لارتكاب جريمته ليقينه من تواجدها بها وعين يومئذ الحافلة التي تستقلها وركبها معها مخفيا سكينا بين طيات ملابسه وتتبعها حتى وصلت أمام الجامعة باغتها من ورائها بعدة طعنات سقطت أرضا على أثرها فتابع الاعتداء عليها بالطعنات ونحر عنقها قاصدا إزهاق روحها خلال محاولات البعض الذود عنها وتهديده إياهم محدثا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتها".
فيديو قد يعجبك: