إعلان

فيديو وصور- التحطيب على أصوله.. شباب وشيوخ في نزالات بالعصا على قرع الطبول في المنيا

03:06 م الجمعة 16 سبتمبر 2022


المنيا- جمال محمد:

في الثامنة من صباح كل يوم جمعة، يستيقظ العشرات من الشباب والشيوخ بصحبتهم أطفالهم الصغار، يقصدون كورنيش النيل بمدينة المنيا، ليس من أجل النزهة ولكن لممارسة لعبتهم المفضلة "التحطيب" التي تعلموها أبًا عن جد، إذ عشقوها منذ الصغر وباتت هوايتهم المفضلة رغم بلوغ بعضهم لسن الثمانين.

"مصراوي" أجرى بثاً مباشراً بموقع تجمع المحطبين العاشقين لتلك اللعبة أثناء تجمعهم على كورنيش النيل، مفترشون الأرض، وفي يد كل منهم عصاه التي يتخطى عمر بعضها الثلاثون عاماً، وعلى صوت الطبل البلدي يحرصون على تعليم أبنائهم فنون التحطيب مثلما تعلموها عن آبائهم حتى لا تندثر.

يقول يحيى شعبان، صاحب الـ 65 عامًا، وأحد أقدم المنظمين للقاء التحطيب كل يوم جمعة، إنه يحرص منذ أن كان طفلاً على اللعب بالعصا مثلما شاهد والده وأشقائه يفعلون، فهي رياضة تحرك جميع أعضاء الجسم، وتزيد من اللياقة البدنية نظراً لتحركك طوال اللعبة، غير أنها تحتاج لدقة وسرعة بديهة وذكاء إلا وكلفك غير ذلك إصابتك، مؤكداً أنه يأتي من قريته التابعة لمركز المنيا كل جمعة منذ أكثر من 30 عاماً للعب في نفس المكان دون ملل.

يضيف شعبان: "أنا لفيت جميع أنحاء الجمهورية علشان ألعب العصا.. فلم أترك مهرجان تابع لقصور الثقافة أو ملتقيات شبابية إلا وشاركت فيها، وبشهادة الجميع أبناء المنيا محترفين في الحطيب"

وتمنى الرجل الذي قارب عمره من السبعين أن تقوم الدولة بتنمية هذا التراث الشعبي، الذي معروف عنه وجوده منذ القدماء المصريين، فاللعبة حالياً تعاني قلة المهتمين بها، ولكن بالجهود الشخصية يحاول أبناء القرى أن يحافظوا عليها من خلال لعبها في الأعياد، والأفراح والمناسبات الاجتماعية المختلفة.

فيما قال حمدي محمد، يبلغ من العمر 82 عاماً، وهو أحد المحكمين للعبة، إنه حتى الآن يمارس التحطيب وكأنه شاب في الخامسة عشر من عمره، وهي لعبة شعبية عرفها منذ طفولته في أربعينات القرن الماضي وتعلمها على يد والده الذي كان معروف عنه مهارته فيها في قرى مراكز المنيا.

وأضف محكم التحطيب، أنه مع التقدم في العمر، بدأ يكتفي بالتحكيم بين اللاعبين، وفي حالة تعرض أحد منهم للإصابة أو ضربة عصا قوية، فإنه بقوم بالصلح بينهما منعاً للمشاحنات فيما بعد، مؤكداً أن العصا هي لعبة قوية تعبر عن عزة وغية الرجال، وهي رمز للصعيد الذي يُعرف عنه موروثاته الثقافية التي دائما ما يحافظ عليها أبنائه.

ويشهد لقاء المحطبين بكورنيش المنيا تجمع العديد من السيدات والفتيات للمشاهدة، وسط التصفيق وإطلاق الزغاريد من بعضهن عن فوز شخص على آخر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان