إعلان

البسايسة.. حكاية أول قرية في مصر تكتفي ذاتيًا من الطاقة (صور)

07:29 م الجمعة 05 يوليه 2024


محافظات - على عبد المنعم:

فى سنة 1973، صعد أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية الدكتور صلاح عرفة، منبر مسجد قرية البسايسة التابعة لمحافظة الشرقية، تلك القرية التى وُلد فيها وعاش سنواته الأولى يتردد بين منازلها وحقولها، ليكشف عن رغبته فى إقامة مشروع تنموي داخل القرية كنوع من رد الجميل.

بحث عرفة مع أهل القرية سبل التنمية والاستفادة من الطبيعة بكل الطرق، فكانت مشكلة البسايسة الأولى هي توفير الكهرباء، لذا جرى التفكير فى إنشاء أول وحدة لتوليد الطاقة الشمسية، لتصبح أول قرية تعتمد في حياتها على الطاقة الشمسية وتكتفي ذاتياً من الطاقة.

لإقناع الأهالي بإقامة مشروع تنموي، بدأ عرفة فى زيارة القرية كل يوم جمعة، بصفة مستمرة، وجلس مع الأهالي على الحصير البلاستيك وكان عددهم فى تلك الفترة 650 فردًا موزعين على 65 منزلًا، وبدأ فى تطبيق فكرة المشاركة والحوار، والسماع لأهالى القرية وكانت الأولويات منحصرة على "المياه والكهرباء والصرف الصحى"، وجاءت الفكرة من بين الأهالى أنفسهم بإستخدام الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء.

في البداية لم يفهم أغلب السكان الفكرة، ولتسهيل الأمر عرض أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية، نماذج صغيرة لإيصال المعلومة إلى الأهالي الذين شاركوا برغم عدم وعيهم الكامل بأهمية استخدام الطاقة الشمسية فقط من أجل توفير فاتورة الكهرباء.

وبحسب تصريحات إعلامية سابقة، للدكتور صلاح عرفة، فإن محطة الطاقة الشمسية بقرية البسايسة، عبارة عن خلية مكونة من إلكترون سالب، وأيون موجب يمتصان الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية، وتُخزن في بطاريات حتى يتمكنوا من استخدام الكهرباء ليلا في عدم وجود أشعة الشمس لتشغيل الأجهزة والإنارة، ومع مرور الوقت جري تسخين المياه بأشعة الشمس للاستغناء عن الغاز والكهرباء في سخانات المياه، وتوصل عرفة وفريق عمله من إيجاد طرقا لتسخين الطعام وطهيه باستخدام طاقة الشمس المتجددة أيضا.

وحتى يظهر هذا المشروع إلى النور كان لابد من توفير التمويل اللازم له، وكان الحل المناسب لتوفير الأموال هو إنشاء جمعية تنموية لإدارة التنمية والطاقة داخل القرية، بحيث تدفع كل المنازل حصتها من التكلفة، ومن لم يستطع يدفع اشتراكا رمزيا شهريا، ويعمل في المشروع مجانا سواء صيانة أو أعمال تنمية موازية قائمة على الطاقة.

ومع مرور السنوات أوجدت الأجيال الجديدة من أبناء القرية أفكارًا أكثر للتنمية من خلال الطاقة المتجددة، ونقلوا مع الدكتور صلاح عرفة فكرة القرية بعد أكثر من 20 عاما إلى قرية البسايسة الجديدة في صحراء سيناء التي تقع على بعد 200 كيلومتر من البسايسة القديمة، وهي مشروع خاص بمجتمع صحراوي في مدينة رأس سدر التابعة لمحافظة جنوب سينا، وتعتمد بصورة أساسية على الزراعة وتستغل حوالي 750 فدانا، وأدخل أبناء القرية القديمة تقنيات متطورة إلى القرية الجديدة، مثل إعادة تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج الغاز واستخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء والحرارة واستغلالها في أغراض التدفئة، ومن الموارد الطبيعية قاموا باستخدام بدائل للأعلاف لتغذية الحيوانات.

ومن رحم قرية البسايسة القديمة خرج إلى النور مشروع البسايسة الجديدة بسيناء، ومشروع جنة الوادى بالوادى الجديد بمساحة 1250 فدانا، بالإضافة إلى ذلك قضت القرية على الأمية والبطالة، ورفعت المستوى الاقتصادي للمرأة المعيلة من خلال إنشاء ورش خياطة وتريكو ونجارة وحدادة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان