إعلان

جبل المدورة بالفيوم.. تحفة الطبيعة التي تروي حكاية ملايين السنين -صور

06:10 م السبت 18 يناير 2025

الفيوم- حسين فتحى

في قلب محمية وادي الريان الساحرة، يتربع جبل المدورة شامخاً كأنه تاج يزين هذه المحمية الطبيعية الفريدة.

يشكل هذا الجبل، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 30 متراً، لوحة فنية خلابة تتكون من قمتين متجاورتين تفصل بينهما ممر رملي ضيق، مما يضفي عليه رونقاً خاصاً يجذب إليه آلاف الزوار كل عام.

يعتبر جبل المدورة قبلة للسياح من مختلف الأعمار، خاصة الشباب والطلاب الذين يتوافدون إليه للاستمتاع بطبيعته الخلابة وجوه الفيوم الدافئ، خاصة خلال فصل الشتاء، كما يقصده العديد من المصورين المحترفين وهواة التصوير لالتقاط أجمل اللقطات في هذا المكان الساحر، حيث يقدم خلفيات طبيعية فريدة من نوعها لأي عمل فني.

ولم يقتصر الأمر على السياح، بل استقطب جبل المدورة العديد من صناع السينما الذين وجدوا فيه المكان المثالي لتصوير العديد من المشاهد التاريخية والدرامية، مستغلين جمال الطبيعة وعراقة المكان التي تعود إلى 35 مليون عام.

يحمل جبل المدورة قصة جيولوجية فريدة، حيث يعتبر من أقدم التكوينات الجيولوجية في المنطقة، مما أكسبه لقب "جد البحر الأبيض المتوسط"، وفقا لتصريح المهندس أيمن الواحى مدير عام محمية وادى الريان.

أوضح الواحى، أن جبل المدورة يلعب دوراً حيوياً في الأبحاث الفلكية في مصر، فبفضل ظروفه الطبيعية المميزة، يستخدمه علماء الفلك من معهد البحوث الفلكية كمرصد طبيعي لرصد حركة النجوم والمجرات وتحديد بدايات الشهور الهجرية بدقة عالية، مما يساهم في تطوير المعرفة الفلكية في البلاد.

وأضاف أن جبل المدورة يعود بنا إلى عصور جيولوجية سحيقة، حيث كان جزءًا لا يتجزأ من بحر التيثي الشاسع قبل حوالي 35 مليون سنة، وتشكل هذا الجبل الفريد من نوعه بمرور الزمن نتيجة لتراكم الرواسب البحرية، مما أدى إلى تكوين الصخور الجيرية الإيوسينية التي تتميز بها المنطقة، ويعتبر جبل بين النهدين، الواقع في قلب الجبل، شاهداً على هذه الحقبة الجيولوجية، مما يجعله من أهم المعالم الجيولوجية والسياحية في مصر.

وأشار إلى أن الصخور الجيرية بجبل المدورة تخفي كنوزًا حقيقية، فهي تحتوي على حفريات متنوعة لكائنات بحرية عاشت في عصر الإيوسين المتوسط، مما يجعلها نافذة على عالم ما قبل التاريخ، وتُعد هذه الحفريات دليلاً حياً على التغيرات البيئية التي شهدتها المنطقة على مر العصور، كما أن عوامل التعرية والكثبان الرملية قد ساهمت في تشكيل معالم الجبل الحالي، وكشفت عن هذه الكنوز الدفينة.

وذكر أن المنطقة المحيطة بجبل المدورة تزخر بكنوز طبيعية فريدة، حيث توجد ما يعرف بـ 'قروش الملاك' وهي عبارة عن أحافير بحرية تشبه العملات المعدنية المتحجرة، هذه الأحافير، التي يطلق عليها البعض 'البيتكوين المصرية'، تحمل قيمة علمية كبيرة حيث تساهم في دراسة الحياة البحرية في العصور القديمة، كما أنها تعد عامل جذب سياحي مهم، حيث تجذب هواة جمع الأحافير وعلماء الجيولوجيا من مختلف أنحاء العالم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان