إعلان

مقر تتويج أوزيريس وقصة الفلاح الفصيح.. أهناسيا مدينة فرعونية حكمت مصر أكثر من 500 عام (صور)

09:29 م الإثنين 20 يناير 2025

بني سويف - حمدي سليمان:

بمجرد أن تطأ قدمك أرض مدينة اهناسيا غربي بني سويف، فإنك تستنشق عبق الحضارة الذي يفوح من بين جنباتها. فقد كانت عاصمة الإقليم العشرين قبل توحيد القطرين، وعاصمة لمصر في عصر الأسرتين التاسعة عشرة والعاشرة الفرعونيتين.

ومن بين جدران معابدها خرجت العديد من الأساطير الدينية القديمة، ففيها تدخل الهواء ليفصل بين السماء والأرض في أسطورة خلق الدنيا، وفيها توج الإله أوزيريس ملكًا على الدنيا، وفيها هبطت ربة الفتك "سخمت" لتفتك بالبشرية في أسطورة خلاص البشر. ومنها خرجت قصة "الفلاح الفصيح" التي تعتبر درة الأدب المصري القديم.

يقول الدكتور محمد إبراهيم، مدير عام آثار بني سويف: "عرفت مدينة اهناسيا قديمًا باسم "نن سوت" أي مدينة الطفل الملكي، وكان الإله المحلي لها هو "حري شوف" ويعني "الذي هو فوق بحيرته". وعندما دخل اليونانيون مصر، شبّهوا هذا الإله بهرقل، لذا أطلقوا على المدينة اسم "هيراكليوبوليس" أي مدينة الإله هرقل.

وورد اسم إهناسيا على حجر (بالرمو) منذ الأسرة الأولى، واستمرت إهناسيا تلعب دورًا مهمًا حتى نهاية العصر الروماني. وقد ظلت طوال العصور الفرعونية مشهورة بالعديد من القصص والأساطير المصرية، ولعل أشهرها تلك التي تتحدث عن هلاك البشر وأخرى تفيد بأن الشمس قد ظهرت لأول مرة في إهناسيا".

وأضاف: "كشفت البرديات أن 19 ملكًا حكموا إهناسيا في الأسرة التاسعة لمدة 409 سنوات، والتي بدأت عندما استأثر الملك مرى ايب رع خيتى بالسلطة، ووصل نفوذه إلى أبيدوس في الجنوب.

كما ذكرت البردية تورين أن 19 ملكًا حكموا مصر في الأسرة العاشرة لمدة 185 عامًا. وقد كان ملوك إهناسيا يخشون ترك مقر حكمهم لفترة طويلة، ولهذا تقلصت سيطرة البيت الإهناسي إلى مملكة صغيرة في شمال الصعيد. ولم يُعثر حتى الآن على أي مقبرة من مقابر هؤلاء الملوك".

وتابع: "كانت إهناسيا أيضًا مركزًا للقادة ورؤساء السفن في عصر الأسرة السادسة والعشرين، كما جاء في بردية ريلاندس التي أشارت إلى أن أهم القادة هم "عنخ شاشنق، وبادي ايست، وتف نخت"، وجميعهم سكنوا إهناسيا، ولقب كل منهم بلقب قائد السفن.

وفي عام 1891، جرى اكتشاف معبد "حري شف"، وبعدها بـ 13 عامًا، اكتُشف فناء المعبد، والصالة المستعرضة، وقدس الأقداس، وعدد من المنازل الرومانية بالقرب من المعبد.

وقد مثل الإله "حري شف" على هيئة آدمية برأس كبش، كما عثر على تمثال صغير له من الذهب في المعبد، فضلاً عن تمثالين من الجرانيت لثالوث يمثل رمسيس الثاني، واقفًا وسط الإله بتاح، والإلهة سخمت، وجرى نقل هذين التمثالين إلى المتحف المصري الكبير".

وأشار إلى "اشتعال الحرب بين طيبة وإهناسيا، التي انتهت بانتصار طيبة وتوحيد البلاد على يد الملك نب حبت رع في الأسرة 11، لافتًا إلى أن البعثات ما زالت تكتشف حتى اليوم الكثير من القصص والروايات عن مدينة إهناسيا وآثارها وتاريخها القديم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان