إعلان

"الشيخة تحية".. رحلة 58 عامًا في تحفيظ القرآن بكفر الشيخ- صور

04:44 م الثلاثاء 21 يناير 2025

كفر الشيخ - إسلام عمار:

مكان بسيط داخل إحدى قرى مركز كفر الشيخ تقوده سيدة في منتصف العقد السابع من العمر لتحفيظ القرآن الكريم، أنشأته منذ بداية اعتزامها التحفيظ واستمر كما هو طوال رحلة رسالتها التي اشتهرت بها على مدار تلك السنوات.

تحية عبدالفتاح محمد الفقي، أو كما ينادونها ويطلقون عليها "الشيخة تحية" تبلغ من العمر 75 عامًا، تقيم بقرية دقلت التابعة لمركز كفر الشيخ، فقيدة البصر، بدأت رحلتها مع القرآن الكريم عندما بلغت من العمر 4 أعوام واتمت حفظه على مدار 5 أعوام عندما بلغت 9 أعوام على يد محفظين في القرية كعادة أهل الريف قديمًا عندما يكون التعليم الأساسي عندهم هو حفظ القرآن الكريم.

الشيخة تحية وهبت حياتها لتحفيظ أطفال القرية القرآن الكريم عندما اتمت عمر الـ 17 عامًا من خلال إنشاء مكتب بسيط مخصص داخل تلك القرية البسيطة تتخذه مقرًا لتحفيظ القرآن الكريم فيما يعرف بـ"الكُتاب" وسط حالة من الفرحة بانتشار الأطفال حولها يمينًا ويسارًا وأمامها ممسكين بالمصاحف وتلاوة ما تلقوه منها.

وبعد نجاحها في مهمتها اتجهت الشيخة تحية للحصول على ترخيص لـ"الكُتاب" من الأزهر الشريف فنالت ما سعت إليه محاولة منها لإتمام رسالتها في تحفيظ القرآن الكريم بشكل رسمي ووفق ذلك جرى ترخيص "الكُتاب" بمسمى مكتب تحفيظ القرآن مسجل برقم 70 لعام 1983 وبإشراف مباشر من الأزهر الشريف.

اشتهرت محفظة القرآن الكريم بين أوساط أبناء الأزهر الشريف والتعليم الأزهري في محافظة كفر الشيخ، والقرى والمراكز المجاورة التي تتبع المحافظة ومحافظة الغربية القريبة من قرى مركز كفر الشيخ بنجاحها في تحفيظها للتلاميذ والطلاب القرآن وامتد صيتها بشأن ذلك إلى خارج مصر وخصوصًا في بعض دول الخليج.

عبد العزيز الفقي، ابن شقيق الشيخة فتيحة كشف لـ"مصراوي" عن عمته تلقت عروضًا لتحفيظ القرآن الكريم في دول الخليج مقابل حصولها على أموال طائلة كان أبرزهم عرضًا خياليًا من دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن تحفيظها القرآن الكريم للطلاب في أحد مراكز التعليم الكبرى في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

أكد أن هناك العديد من الشخصيات المرموقة وأصحاب المناصب القضائية، والشرطية، والطبية، والمحاماة تخرجوا من كُتابها بعد إتقان حفظ القرآن جيدًا كما أن هناك أحد الأطباء نال حفظ القرآن الكريم على يدها فوجئ بها ترغب بتوقيع الفحص الطبي عليها داخل المستشفى فترك كل ما لديه وخصص جهوده وقتها لرعايتها طبيًا ردًا لما ناله من حفظ القرآن على يدها.

ولفت إلى أن هناك أساتذة من جامعة الأزهر، منهم من تولوا مناصب قيادية في كليات تابعة لجامعة الأزهر الشريف، وآخرون متخصصون حاليًا في الإشراف على الرسائل البحثية في كليات الأزهر نالوا تحفيظ القرآن الكريم من خلالها، ودائمًا ما يتحدثون بفضل الشيخة تحية عليهم حول حفظهم القرآن الكريم في كُتابها.

وقال:"الشيخة تحية لم تترك كبيرًا أو صغيرًا بين أفراد الأسرة دون تحفيظه القرآن الكريم مستمرة في تقديم عملها في تحفيظ القرآن الكريم رغم كبر سنها وقالت لنا :"انا هفضل احفظ القرآن لحد ما اموت".

ويضيف المهندس محمد عبدالخالق من أبناء قرية دقلت التابعة لمركز كفر الشيخ إنه أحد أبناء القرية الذي كان يحفظ القرآن الكريم في كُتاب الشيخة تحية والذي شهد أعداد كبيرة من أصحاب المناصب والمهن المختلفة والتي لها طريقتها الخاصة في تحفيظ القرآن دون استعمالها أي وسيلة من وسائل العنف أو الضرب في مهمتها من الراغبين في حفظ القرآن الكريم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان