إعلان

"سعيد ميلانو".. ساحر الجلود يُعيد الحياة إلى جواكتك القديمة فى الزقازيق -فيديو وصور

09:51 م الجمعة 31 يناير 2025

الشرقية -ياسمين عزت:

احترف "سعيد قاسم" صنعة تصليح الجلود ودباغتها منذ صباه، وأصبح من رواد حرفة الماكينج القلائل بمدينة الزقازيق، وكان الشغف هو السر وراء تميزه، واستطاع بعد مرور السنوات، أن يصنع لنفسه علامة فارقة في عالم تصليح الجواكت الجلد الطبيعي منها والصناعي، فضلا عن صيانة حقائب السفر، بأجر زهيد مقابل التكلفة الباهظة حال شرائها جديدة.

التقى "مصراوي" بالشاب الأربعيني "سعيد قاسم" أو "ميلانو"، كما يشتهر بمدينة الزقازيق، وكشف أنه رغم كونه موظفا بأحد الجهات الحكومية، إلا أنه يعمل منذ طفولته بصناعة الجلود ودباغتها، مشيرا إلى أنه عن طريق الصدفة دخل مجال العمل، إذ استطاع ودون تعلم من أحد تصميم حزام جلد أمريكي كان لمحه في مجلة موضة وأزياء وقتئذ.

وتابع قائلا: "أخذت صورة الحزام وذهبت به لصانع الجلود "اسطى ماكينجي" وبتواجدي معه تناولت قطعة جلد طبيعي، وبدأت تصميمه ونجحت بالفعل في الانتهاء منه كما لو كان النسخة الحقيقية تماما، في الوقت نفسه انبهر الصنايعي مالك المحل وأثنى علي، وطلب منى أن اتخذ تلك الصنعة حرفته إلى جانب دراسته بالمدرسة".

في البداية اعترضت أسرة "سعيد"، وأشدهم اعتراضا كان والده الذي وصف اعتراضه بأن نجله الصغير سيفشل وما هي إلا مجرد حب اللهو والبعد عن المنزل، كان "سعيد" في وضع شغف وحب للحرفة وخوض التجربة، يسمح له بتحدي رؤية والده بل والإصرار على الاستمرار، وانطلق الطفل في العمل مع الصنايعي، وقتها وافق والده وخضع لرغبته أمام إصراره.

كشف "سعيد ميلانو" عن رحلة الدعم التي عاشها مع الصنايعي الذي علمه الصنعة وفتح له كل الأبواب ليتشربها دون نقصان معلومة أو نصيحة، ومع مرور السنوات أراد سعيد افتتاح محله الخاص، وكان على استحياء من اتخاذ هذه الخطوة، إلا أنه فوجيء بمعلمه يشد أزره ويؤكد عليه افتتاح محله الخاص لخوض تجربة عمل مستقلة بعد أكثر من عقد من العمل بورشة معلمه الخاصة.

انطلق سعيد قاسم بتجربته وافتتح محلا بمدينة الزقازيق بشارع المكاتب باركه له معلمه، وأوضح أنه تعلم الصنعة على أصولها في الزقازيق والإسكندرية خاصة أنهم يشتهرون بها، وأصبح له بصمة وعلامة مميزة بصناعته وعمله المميز الذي أحبه العملاء المترددين عليه، فهو يستطيع تصليح الجواكت الجلد التي يصيب ألوانها التغيير بفعل عوامل الزمن أو التعامل السيئ معها من قبل الأشخاص.

وأضاف، أنه يستطيع تصليح الجواكت الجلد الطبيعي بإعادة ألوانها الطبيعية بصبغة مستوردة يجهزها بمقادير خاصة في ورشته كما يصلح الجواكت الجلد الصناعي بإعادة تفصيلها من جديد فهو يستطيع القص والتفصيل من جديد.

يشعر "سعيد" بالسعادة الغامرة عندما يثني زبائنه عليه بعد صيانة الجواكت والجلود في مقابل أجر زهيد لا يصل ربع التكلفة لشراء مثيلاتها الجديدة من الأسواق والمحلات التجارية فضلا عن تصليح الحقائب المختلفة منها حقائب السفر أو الشخصية.

يختتم سعيد في حديثه لـ"مصراوي"، أن الصنعة أصبح العاملون بها قلائل و المقبلون على تعلمها نادرون، مشيرا إلى ترحابه بكل من رغب فى تعلم الصنعة راغبا في عدم اندثارها، مؤكدا أنه يعلم أبنائه الصنعة لتستمر وتمتد لبضعة سنوات في عائلته، لافتا إلى أن الموظف يستطيع تعلمها إذا وفق بين ساعات العمل والصنعة، أو حتى يتعلمها هاو أو متفرغ لها فهي في النهاية مصدر رزق حلال وصنعة سند لصاحبها، كما أنها مصدر سعادة للزبائن بعودة ملابس عزيزة على قلوبهم وغالية الثمن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان