إعلان

مهمة إسعافية خطرة.. 4 ساعات حاسمة أنقذت شابًا بعد سقوط مروع من قمة الجلالة (صور)

08:55 م الخميس 20 فبراير 2025

السويس - حسام الدين أحمد:

وحيدًا وسط الصخور والحجارة، جروح رأسه أغرقت وجهه بالدماء، لا يقوى على تحريك أطرافه. كانت الدقائق تمر، بينما بالكاد يحرك عينيه، ينظر إلى ذلك المكان المرتفع الذي يبعد عنه مئات الأمتار، هناك كان يقف يلتقط صورًا حيث تجاوز حاجز الطريق فوق جبل الجلالة.

مشهد ساحر

من مكان يرتفع أكثر من 700 متر فوق سطح البحر، شاهد "لؤي" تلك الإطلالة الساحرة على خليج السويس. مزج الطبيعة بين الجبل، تتلألأ منه خيوط قرمزية في أشعة الشمس، ومياه البحر الزرقاء الصافية. مشهد أسر عقله حتى اقترب من نقطة الخطر المفاجئ عند حافة الجبل، خانته قدماه فانزلقت، لتدفعه الجاذبية إلى أسفل المنحدر الجبلي، حيث استقر جسده.

الإسعاف وصلت

كان رفيقه أكثر منه حرصًا، سيطر على أعصابه واتصل بالإسعاف، حيث وجه الدكتور مينا فوزي، مدير فرع هيئة الإسعاف بالسويس، سيارة من أقرب نقطة تمركز.

استغرق الإسعاف أقل من 10 دقائق للوصول إلى مكان البلاغ، لكن مهمة النقل إلى المستشفى ستستغرق عدة ساعات.

منحدر خطر

وصل رجال الإسعاف فشاهدوا المنحدر الشديد إلى أسفل الجبل. بحسبة بسيطة للاحتمالات، أدركوا أن نزولهم للمنحدر هكذا دون معدات ووسائل أمان يعني أن مصيرهم سيكون إلى جوار الشاب.

جرى التواصل مع مدير الإسعاف بالسويس، فنسّق مع الحماية المدنية وشرطة النجدة والمرور والجهات المعنية لانتشال الشاب من المنحدر.

حبال للتثبيت

استعان فريق الإنقاذ البري من الحماية المدنية بمعدات وحبال لنزولهم والمسعفين إلى الشاب المصاب.

يتلقى هؤلاء الرجال تدريبات مستمرة لمواجهة مواقف كهذه، فضلًا عن مواجهة الحرائق المختلفة، بينما تدريبات المسعفين تتعلق بالإجراءات الطبية وتثبيت المصاب. ولم يلتحق أحدٌ منهم بدورة لتسلق الجبال أو استخدام الحبال لنزول المنحدرات.

مجازفة

جازف رجال الإسعاف بحياتهم، إذ أن مهمة تحريك المصاب وتثبيته بطرق تضمن سلامته وعلاجه لاحقًا تعتمد على حمله ووضعه على النقالة ورفعه ونقله إلى سيارة الإسعاف، وإلا فقد يصاب بالعجز بقية حياته.

خط مستقيم

وقف رجلان من الحماية المدنية وشرحا للمسعفين ما سيجري حتى ينزلوا بأمان ويصعدوا بالمصاب.

ارتدى رجال الإنقاذ البري والإسعاف الأحزمة التي تشبه "صديري"، وارتدوا قفازات مخصصة للإمساك بالحبال المثبتة أعلى الجبل. نزلوا في خط مستقيم، يتقدمهم من الخلف أحد رجال الإنقاذ، كمن ينزل الدرج بظهره، يتبع المسعفون التعليمات قدمًا بقدم، وخطوة بخطوة.

حذر

بعد أقل من نصف ساعة، وصلوا للمصاب، تحدثوا إليه وطمأنوه، أخبروه بما سيحدث حتى يصل إلى سيارة الإسعاف بسلام. ثم يدًا بيدٍ يغلفها الحذر، رفعوه إلى النقالة دون أي حركة للأطراف السفلية أو العمود الفقري، فمن البديهي أن يشتبه في إصابته بكسر في الظهر بعد ذلك السقوط.

الصعود أخطر

إذا كان النزول سهلًا بعد اتباع تعليمات الإنقاذ البري، فإن صعود المنحدر أخطر. الحصى والحجارة الصغيرة كفيلة بأن تُزلّ قدم أي فرد، لا سيما أنهم يصعدون بوزن إضافي يمسكونه بيد، وباليد الأخرى يقبضون على الحبال، مما قد يعرضهم لفقدان التوازن في أي وقت، بينما يسحبهم باقي فريق الإنقاذ البري إلى أعلى.

على أقدامهم، وعلى قوائمهم، صعدوا بهدوء وحذر، قضوا بعض الوقت لتجاوز زاوية الميل والحصى الصغير والكتل الصخرية. تحركوا كطفلٍ يحبو على ركبتيه. رغم اعتياد رجال الإنقاذ البري على تلك المهام، إلا أن القلق والخوف كانا يلاحقان من يتابعهم من الأعلى.

4 ساعات

مهمة كانت شاقة على الجميع، استغرقت أكثر من 4 ساعات حتى وصل المسعفون إلى بر الأمان. هناك، طريق "الجلالة - السخنة"، الذي يشهد كل أسبوع حادثًا مروريًا، كان مجرد الوصول إليه يعني زوال الخطر الذي غلف أجواء المهمة.

كسور وجروح وكدمات

وقال مصدر طبي إن قسم الطوارئ بمجمع طبي السويس استقبل المصاب لؤي جلال الدين عبدالحي، 19 عامًا، مقيم بزهراء المعادي بالقاهرة، طالب بالجامعة الألمانية بالقاهرة، يعاني كسرًا بالعمود الفقري، وجروحًا متفرقة بالرأس، وكدمات متفرقة بالجسم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان