إعلان

"رمضان في مصر غير الدنيا".. شارع عين جالوت بالإسكندرية لوحة فنية بالزينة والفوانيس- صور

03:43 م السبت 01 مارس 2025

الإسكندرية - محمد البدري
تصوير: مصراوي

تتجسد مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في زينة شوارع المناطق الشعبية بالإسكندرية؛ في تقليد موروث يحول الشوارع البسيطة إلى لوحة فنية تعكس روح التعاون بين الأهالي الذين يسعون لإحياء أجواء الشهر الكريم.

وفي شارع عين جالوت بمنطقة القباري غرب الإسكندرية، أبدع سكان المنطقة في تزيين الشارع بجهود ذاتية، حيث وزعوا مهام العمل بينهم بعناية، ومن أبرز مظاهر الاحتفال: اللوحات الفنية للمساجد، والألوان المبهجة التي تزين الحوائط وتتوسطها عبارات رمضانية وأدعية بالخير لمصر وأهلها؛ وقصاصات الزينة المعلقة بين شرفات المباني محاطة بفوانيس الأركيت والمصابيح الملونة.


خلال ساعات تحول شارع عين جالوت في منطقة القباري غرب الإسكندرية إلى لوحة فنية في شهر رمضان، بفضل جهود سكان المنطقة؛ حيث يبذل الأهالي قصارى جهدهم لتزيين الشارع بأبهى الألوان والتصاميم المبتكرة، ويتعاون الجميع بشكل منظم ومخطط لتحقيق مشهد جمالي ينبض بالحياة والفرح.


محمد الكناني أبو عمر، فنان من أبناء المنطقة يشارك سنويا في تزيين الشارع، أوضح أن هذا التقليد ورثوه، ولكنهم قرروا تنظيمه بشكل مخطط ومنسق بين سكان الشارع لنشر البهجة بأشكال جمالية بمساعدة حرفيي المنطقة.

وأضاف أن سكان الشارع، المتخصصين في النجارة والكهرباء والحدادة وفنون الخط العربي، عملوا على إضفاء لمساتهم الفريدة على الزينة. هذا العام، تم تنفيذ نماذج مضيئة لمسجد مصنوع من خشب الأركيت وأخرى من الجبس والزجاج الملون.

وأشار إلى أن الشارع كان فاز بلقب أفضل شارع في مسابقة عربية بسبب جمال تزيينه، مما حفز المناطق المجاورة على تزيين شوارعها كل رمضان. كما تخصص في كتابة الأدعية على الحوائط، مثل: "رمضان كريم"، و"اللهم احفظ مصر وأهلها"، بجانب عبارات الاحتفاء بحلول الشهر الكريم.

القضية الفلسطينية أيضا لم تغب عن بال أهل المنطقة حيث خصص الفنانون رسوما جدارية لدعم القضية أبرزها لوحة لطفل فلسطيني يحمل فانوس رمضان.

وتحدث "وائل" ، من سكان المنطقة المشاركين، لمصراوي مشيرا إلى أن الأهالي يحرصون على ابتكار أشكال جديدة لزينة رمضان سنويًا، ويخوضون منافسات للحصول على لقب أجمل شارع؛ مشيرا تعاون الأهالي في التزيين بعد عودتهم من أعمالهم الأساسية وتبرعهم بمبالغ صغيرة لشراء الخامات.

السيدات أيضا لم يقل دورهن عن الرجال حيث خصصت بعضهن الوقت والجهد لتحضير وجبات ومشروبات تكفي المشاركين في الأعمال الحرفية لتزيين الشارع طوال فترة العمل في صورة تعكس روح التعاون بين أهالي المنطقة.

"محمد وائل" طالب، من أبناء المنطقة؛ تحدث عن مشاركته في تزيين الشارع سنويا منذ طفولته حتى باتت تقليدا موروثا لديه اعتاد أن يشارك به في رمضان، حيث بدأ بتعلم فنون الخط العربي وكان يشارك بأعمال بسيطة ومع تطور مهارته أصبح يساهم في تنفيذ لوحات أكثر مهارة من ذي قبل.


محمود من الحرفيين الذين يشاركون سنويا في تزيين الشارع بأعمال النجارة، حيث يقوم وزميله محمد بتنفيذ أشكال مجمسة لفانوس رمضان وغيرها من الأشكال التقليدية المرتبطة بالشهر الكريم.

وأشار إلى أن وجود حرفيين في المنطقة ساهم في تنظيم وتنفيذ الزينة بشكل مبتكر كل عام، وذكر أن الأطفال يشاركون في الدهانات، بينما يقوم الفنيون بأعمال الطباعة والإضاءة.

وأكد أهالي المنطقة أن نجاحهم يرتبط بالتعاون المستمر بينهم، وعبروا عن أملهك في تعميم التجربة في باقي المحافظات، وأن يستمر التعاون في التجميل والتنظيف طوال العام لعودة جمال المناطق الشعبية كما كان في السابق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان