"حضن الأب الأخير".. قطار الإسماعيلية ينهي حياة "أحمد" وابنه "ياسين" -القصة الكاملة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
الإسماعيلية – أميرة يوسف:
كان ياسين أحمد عوض (6 سنوات) يجلس بجوار والده في مقعده الأمامي داخل ميني باص حضانة “سيد المرسلين”، يلوّح لصديقه الجالس خلفه، ويضحك بسعادة وهو يخبر والده عن يومه الدراسي، لم يكن يعلم أن هذه ستكون آخر رحلة له، وأن القدر كتب له ولأبيه نهاية واحدة تحت عجلات القطار، في مشهد مأساوي أبكى الإسماعيلية بأكملها.
لم يكن ياسين يذهب يوميًا مع والده، لكنه في هذا اليوم تحديدًا أصر على الجلوس بجانبه، قائلاً: “خدني معاك يا بابا، عايز أقعد قدام”، استجاب الأب لرغبة طفله الوحيد، دون أن يدري أن هذه اللحظات ستكون الأخيرة التي سيجمعهما فيها القدر.
عندما اقترب الميني باص من المزلقان غير الشرعي، لم يدرك أحمد عوض، السائق، أن القطار كان يقترب بسرعة هائلة، وفي لحظة خاطفة، دوى صوت التصادم، وتحطم الميني باص وتناثرت أجساد الركاب على القضبان، وكان ياسين في أحضان والده، لكن حتى حضن الأب لم يستطع أن يحميه من المصير القاسي.
يقول أحد شهود العيان: “المنظر كان بشع.. لقينا الراجل ماسك ابنه في حضنه، لكن الابن لفظ أنفاسه الأخيرة في حضن أبيه ”،وقبل أن يصل السائق أحمد عوض إلى المستشفى فارق الحياة
عند أبواب المستشفى، كانت والدة ياسين تجري بين الممرات، تسأل عن زوجها وابنها، وقلبها يرتجف من الخوف. لم تستطع قدماها حملها عندما رأت الممرضات يخرجن جثمانين مغطين بالأكفان البيضاء. “ده جوزي؟ ده ياسين؟ لا لا.. مش ممكن!”، كانت تصرخ وهي تحاول إزاحة الغطاء، لكن الحقيقة كانت أقسى من أن تحتملها.
وكان الحادث أسفر عن وفاة 10 أشخاص وإصابة آخرين، بعدما اصطدم قطار رقم 293 ركاب، القادم من القنطرة شرق باتجاه بئر العبد، بميني باص أثناء عبوره من مزلقان غير شرعي بالقرب من قرية جلبانة، مما أدى إلى وقوع كارثة إنسانية.
في السياق ذاته، جرى تحويل 7 حالات من المصابين الذين كانوا يتلقون العلاج في مستشفى القنطرة شرق إلى مجمع الإسماعيلية الطبي، لضمان تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة، نظرًا لخطورة إصاباتهم وحاجتهم إلى تدخلات طبية متقدمة.
وفتحت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا في الحادث، واستجوبت المصابين الذين تسمح حالتهم الصحية بذلك، بينما أكدت هيئة السكك الحديدية أن الميني باص كان يعبر من مكان غير مخصص للعبور.
وفي الوقت ذاته، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي بسرعة تقديم الدعم لأسر الضحايا، وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي صرف 100 ألف جنيه لأسرة كل متوفى.
ياسين لن يعود إلى حضانته مجددًا، وحقيبته الصغيرة ستظل كما هي، في زاوية غرفته، تنتظر من لن يفتحها أبدًا.
اقرأ أيضًا:
تصادم مروع بين قطار وسيارة في الإسماعيلية.. وإصابات بين الركاب
فاجعة جلبانة.. أول صورة لحادث قطار الإسماعيلية ومصرع 8 وإصابة 12 آخرين
فيديو قد يعجبك: