مريم عامر الأم المثالية بالسويس.. يتيمة تحدت الإعاقة ربّت ثلاثة أبناء أصغرهم مهندس (فيديو وصور)

السويس – حسام الدين أحمد:

لم تكن رحلة مريم عامر، الأم المثالية في السويس، سهلة، فقد نشأت يتيمة وعاشت طفولة صعبة مع إعاقة بدنية، لكن العزيمة والإصرار كانا وقود نجاحها في الحياة والعمل.

تروي مريم محمود عامر (53 عامًا) أنها تعرضت لحادث قطار في طفولتها أدى إلى بتر ذراعها من المفصل، بينما وُلدت يدها الأخرى بلا كف، ورغم ذلك، لم تستسلم. كانت والدتها داعمها الأول، علمتها أداء مهام المنزل، تحضير الطعام، والأهم من ذلك، الكتابة بأصبع واحد فقط. غرست فيها العزيمة والإصرار، وجعلتها تؤمن بأن النجاح ليس إنجازًا استثنائيًا، بل حق لمن يسعى إليه بجد.

كبرت مريم متجاوزة إعاقتها، وتزوجت من ناصر حمدان، الذي تصفه بأنه الزوج والأب المثالي، فقد كان داعمًا لها في كل خطواتها. التحقت بالعمل معلمة لغة إنجليزية في وزارة التربية والتعليم، ورُزقت بثلاثة أبناء: يارا، وإيهاب الذي يعمل محاسبًا، وصلاح مهندس الإلكترونيات. ومع تزايد المسؤوليات، تفرغت للأسرة والعمل، واهتمت أيضًا بإتقان المشغولات اليدوية، التي ساعدتها على تبسيط شرح الدروس لتلاميذها.

ورغم حصولها على مؤهل جامعي، لم تتوقف عن التعلم، إذ حصلت على عشرات الدورات التدريبية، وأنهت مؤخرًا اختبارات تمهيدي الماجستير. كما شغلت منصب مدير إدارة التعليم الابتدائي بإدارة شمال السويس التعليمية، وكانت أصغر من تولى المنصب بعمر 41 عامًا، لكن بعد تعرضها لتعسف إداري، قررت التفرغ لأسرتها وممارسة فن المشغولات اليدوية والرسم.

كرست مريم حياتها بعد الأربعين لأبنائها، حيث تعد لهم الطعام في المنزل، بما في ذلك الحلويات والمخبوزات، لتعبّر لهم عن حبها بطريقتها الخاصة.

وتؤكد الأم المثالية أن الإعاقة لم تكن عائقًا بل دافعًا للنجاح، موجهة رسالة للأمهات وأولياء الأمور من ذوي الهمم بضرورة الرضا بقضاء الله، والإيمان بأن الإرادة تصنع المعجزات، فغالبية أصحاب الإعاقة يتمتعون بعزيمة تتجاوز الأسوياء، ومع السعي والتوكل على الله، يصبح النجاح والتميز ممكنًا.

يُذكر أن مريم عامر تحدثت عن رحلتها في بث مباشر عبر صفحة "مصراوي"، حيث شاركت تفاصيل كفاحها وتحدياتها في الحياة.