حاولوا ينقذوا بعض ماتوا.. كيف خطف الموت عمال الصرف الصحي في الإسكندرية؟| صور

الإسكندرية - محمد عامر ومحمد البدري:

المكان.. محطة المعالجة الصرف الصحي بالكيلو 21، بحي العجمي غرب الإسكندرية، وبينما تشير عقارب الساعة إلى الساعة العاشرة صباحا، ارتدى جورج روماني، العامل بالمحطة معدات السلامة المهنية وهبط إلى إحدى بيارات الصرف المعطلة بالمحطة لإجراء صيانة لها دورية لها.

وكعادة مواقع العمل تلك الواقعة على أطراف المدن، كان الهدوء هو سيد الموقف بالمحطة إلا من بعض أصوات المياه المتدفقة من عمل توربينات الضخ المعتادة، وبعض همهمات العاملين، هدوء لم يكسر حدته سوى صرخات استغاثة أطلقها الرجل الأربعيني الذي هبط قبل دقائق قليلة إلى بيارة الصرف: "ألحقوني.. أنا بموت".
صرخات التقطها زميله "متولي محمود"، الذي لم يتوانى عن تلبيتها، فقفز من موقعه وهبط للبيارة لإنقاذ زميله "جورج"، غير عابئا بما ينتظره من مصير مجهول، ولم تمر سوى دقائق معدودة حاول خلالها انقاذه ولكن كانت للقدر كلمته ليسقط هو الآخر في ظلام البيارة إلى جوار زميله.

حالة من الهلع المشوبة بالقلق انتابت جميع العاملين بالمحطة وسط محاولات لعدد منهم للنزول لإنقاذ زملائهم في البيارة، قبل أن يمنعهم المهندس إيهاب عبد الرحمن، مدير المحطة، الذي قرر سريعًا التصدي هو لإنقاذهما، لكنه لقى نفس المصير.
ورغم أنها بدت كثقب أسود يبتلع كل من يدخله، قرر كل من: "محمد خميس" و"أنور شفيق" العاملين بالمحطة، التدخل لإنقاذ زملائهم الثلاثة، لكن القدر كتب لهما النجاة، لينقلا إلى المستشفى، أحدهما، في حالة حرجة بين الحياة والموت.

وفي النهاية وصلت قوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث، لتتكشف الفاجعة، إذ لفظ "روماني" و"متولي" والمهندس إيهاب أنفاسهم الأخيرة، وخرجوا جميعًا من البيارة جثث هامدة.

كان مهندس وعاملين اثنين مصرعهم وأصيب 2 آخرين إثر سقوطهم، أثناء العمل داخل بيارة صرف صحي بمحطة معالجة الكيلو21 بحي العجمي غرب الإسكندرية.

والبداية عندما تلقى قسم شرطة العامرية أول إخطارًا من إدارة شرطة النجدة يفيد سقوط عمال داخل بيارة صرف صحي بمحطة معالجة الكيلو21 بمنطقة العجمي، ووجود متوفين ومصابين.

انتقل ضباط القسم رفقة الإسعاف إلى موقع الحادث، وكشفت المعاينة مصرع مهندس وعاملين اثنين وإصابة 2 آخرين إثر سقوطهم داخل بيارة صرف صحي أثناء العمل بالمحطة المشار إليها.

تم نقل الجثث الثلاث وهم كل من " إيهاب عبد الرحمن نجم، 43 سنة، وجورج روماني عبد الحكيم، 45 سنة، ومتولي محمود متولي، 40 سنة" إلى مشرحة مستشفى العامرية العام والمصابين لذات المستشفى، لتلقي العلاج اللازم.

تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وباشرت النيابة العامة التحقيق.