رحلة أسرة تنتهي بفاجعة على طريق فايد.. 5 أطفال في المستشفى وأبوان في ذمة الله

الإسماعيلية - أميرة يوسف:

لم تكن أسرة الدكتور مصطفى كامل حمدان تعلم أن رحلتها القصيرة لقضاء إجازة صيفية ستكون الأخيرة، وأن الطريق الذي سلكوه بحثًا عن الراحة والسعادة سيتحول إلى مشهد مأساوي يخلّف وراءه فاجعة هزّت محافظة الإسماعيلية.

في صباح يوم الحادث، كانت الأسرة الصغيرة تستعد لقضاء بضعة أيام في أحد المنتجعات السياحية القريبة، هربًا من ضغوط الحياة اليومية.

الدكتور مصطفى، طبيب في الخامسة والخمسين من عمره يعمل في هيئة قناة السويس، وزوجته داليا، ربة منزل حنونة، اصطحبا أطفالهما الخمسة: محمد، وسليمان، وعمر، وأوزال، وليليان، على أمل أن تكون تلك الإجازة فرصة للراحة والتقاط الأنفاس.

انطلقت السيارة بهم على طريق مركز فايد، والضحكات تملأ الأجواء داخل المركبة، لكن لم يدر أحد أن القدر كان يخبئ شيئًا آخر، وفي لحظة مفاجئة، اختل توازن السيارة، فانقلبت بطريقة مروعة، لتتحول الرحلة إلى كابوس.

تلقى اللواء محمد عامر، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الإسماعيلية، بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بوقوع الحادث، وسرعان ما هرعت سيارات الإسعاف وقوات الشرطة إلى المكان، ليكتشفوا المشهد المفجع: الأب والأم لفظا أنفاسهما الأخيرة متأثرين بإصاباتهما، فيما تناثر الأطفال الخمسة حول السيارة بجروح وكسور، بعضهم لا يقوى على الحركة.

جرى نقل المصابين إلى مستشفى فايد التخصصي لتلقي الرعاية الطبية العاجلة، بينما نُقلت جثتا الزوجين إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، وبذل الأطباء أقصى جهدهم لإنقاذ الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و15 عامًا، في محاولة لتخفيف وقع الفاجعة على العائلة المفجوعة.

وفي جنازة مهيبة حضرها المئات من أهالي الإسماعيلية، ودّع الجميع الزوجين وسط دموع وانهيارات، غير مصدقين أن النهاية كانت بهذه السرعة والقسوة.

رحلت الأسرة في لحظة كان من المفترض أن تكون بداية لذكريات جميلة، لكنّ القدر رسم نهاية مختلفة، تاركًا خمسة أطفال على فراش المستشفى، يصارعون الألم، في انتظار معجزة.