إعلان

"زنجور جزجه".. لهجة المنيا تدخل عالم الكليبات وتكسب التريند: "تراثنا مش عيب"

03:16 م الثلاثاء 29 أبريل 2025

المنيا- جمال محمد:

أثارت أغنية المطرب الشاب محمد صلاح، "زنجور جزجه" والتي تم طرحها مؤخرًا، تفاعلًا كبيرًا بين أبناء محافظة المنيا، كونها أول أغنية من نوعها باللهجة المنياوية.

وتضم الأغنية عددًا كبيرًا من كلمات أهالي المحافظة والتي كانت منتشرة قديمًا بشكل كبير، ولازال البعض يستخدمها خاصة في القرى.

وشهدت الكثير من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في محافظة المنيا وخارجها مشاركة الأغنية، بين مؤيد ومعارض للفكرة، فالبعض يراها تتحدث عن هوية المحافظة وبعض المصطلحات المتداولة بين الكثيرين، والآخر يرى أنها تجسد أبناء عروس الصعيد بشكل رجعي وليس حقيقي.

"مصراوي" تواصل مع المطرب محمد صلاح صاحب فكرة الأغنية ومؤلفها، والذي قال: الفكرة كانت تراودني من زمان بحكم إنني مطرب من أبناء المنيا، وتربينا على تلك الكلمات ولطبيعة عملي ذهبت للعديد من القرى والعزب وتلك الكلمات دائمًا ما نسمعها ونرددها، ولكن بعد أن كبرنا أصبحنا نبتعد عن تلك الكلمات ومع الوقت بدأ البعض يتنصل من تلك اللهجة رغم أنها ليست عيبَا، فهي ثقافتنا وثقافة أهالينا، فبعد نجاح أغنيتي السابقة "إحنا المصراوية" والتي فازت بجائزة وزارة الثقافة كأفضل عمل فني وطني للشباب، بدأت أفكر كيف أنفذ تلك الأغنية التي تُوثق هوية محافظتي العريقة والحفاظ على هذا التراث، خاصة أن ذلك لم يحدث من قبل.

وأضاف صلاح: بالفعل بدأت أجهز كلمات الأغنية وجمعت الكلمات الأشهر والأغرب ومنها (زنجور – جزجه - وه - كه – يا به – جعمز – كدهيتي - يشندلك - يظربنك – يلوعك - زاط فيا وغيرها)، واستعنت بالسوشيال ميديا والاستماع لمقاطع كوميدية للبعض وهم يتحدثون لهجتنا، وبدأت أنفذ الأغنية، بينما كان هناك تخوف من فريق عملي خاصة أن الفكرة فيها مخاطرة وقد تؤدي لانتقاد الكثيرين لنا وهذا ما حدث من البعض، رغم أنه ليس من الصحيح أن نتنصل من لهجتنا وثقافتنا التي لا يوجد فيها عيبًا، فالسبب الذي جعل عندي دافع هو الانتقاد الحاد من البعض، لذلك دائمًا ما أصمم أن يخرج العمل الفني بشكل مختلف، كما أن فكرتي في الأساس جاءت انتقادا مني لمن يتخلى عن لهجتنا أو يستعر منها، وفي نفس الوقت لإظهار المنيا كعروس للصعيد في أفضل شكل بين الماضي والحاضر، ولذلك لم أظهر بالجلباب لأن أبناء المنيا غالبيتهم لا يرتدونها كما تظهر المحافظة ويُصورها البعض في الدراما أحيان كثيرة.

وأوضح أنه بعد تسجيل الأغنية كان يفكر في عدم تنفيذها في المنيا لأن طبع أهل المنيا ليس سهلًا في الرقص والضحك في الشارع وهو الأمر الذي يحتاجه في أغنيته، وكان يفكر في تسجيلها بالإسكندرية، ولكنه تراجع وأًصر على تنفيذها في وسط أهالي المحافظة، ولإظهار جمال المنيا ومعالمها الجميلة.

وعن تنفيذ الأغنية وتمويلها، أشار صاحب أغنية "زنجور – جزجه" إلى أنه لم يعتمد على شركات إنتاج كبيرة والأغنية كاملة من إنتاجه وبإمكانيات محدودة للغاية، وأنه كلما وجد صعوبة في تنفيذ شيء يعود ويُصر على الاستمرار، والرد بقوة على من يمتنع عن مساعدته في أحيان كثيرة، مضيفاً : كثيرًا ما توجهت لمنتجين وشركات كبيرة سابقًا، ولكن للأسف تلك الأماكن لا تتعامل معك إلا بعد أن تكون حققت نجاحًا، وبالفعل الحمد لله حققت ذلك في غالبية أعمالي، وخاصة في آخر أغنيتين، حيث فازت الأولى "إحنا المصراوية" بجائزة وزارة الثقافة كأفضل عمل وطني، والثانية هي حديث الشارع المنياوي الآن.

وأشار صلاح إلى أنه فكر في الأغنية منذ عام ونصف تقريبا، وقدم الأغنية في الرقابة على المصنفات الفنية، وأوضح لهم كلمات الأغنية وبالفعل استمعوا لجزء منها وطلبوا تفسير واضح لكل كلمة بعد أن تم ركن ملف الأغنية لفترة، وبالفعل الأمور تمت بالاستجابة.

وعند تصوير الأغنية لفت المطرب الشاب إلى أنه حرص أثناء تصوير مقاطع الفيديو كليب على أن يظهر أبناء المنيا في أفضل شكل، وهم يضحكون ويلعبون الرياضة، مع إظهار أفضل الأماكن التي تعبر عن ثقافتنا، إذ تم التصوير في إحدى الحواري بحي جنوب المنيا، وعلى كورنيش النيل، وكذلك في مركزي بني مزار وسمالوط، كما تم التواصل مع الفنان الشهير حسين أبو حجاج، والذي لم يتأخر وظهر في مطلع الفيديو وهو فنان محبوب ومشهور، ليضيف بهجة وقوة للأغنية، فضلًا عن بعض الشباب المعروفين عبر صفحات المنيا والمعروفين باسم "الحاج ريعو وعلي الصغير".

استطرد المطرب الشاب أنه مؤمن بأن الإنسان طوال وقوفه في طابور السعي والعمل فسوف يصل لمراده، ولكن في الوقت المناسب، مؤكدًا أن الهجوم الكبير من قبل البعض على الأغنية قد أدى إلى سرعة انتشار الأغنية على مدى واسع الأمر الذي يعتبره نجاحًا كبيرًا، خاصة بعد ظهور الكثيرين وهم يقومون بغنائها عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وقيام آخرين بتوضيح وتفسير كلماتها

كما يضيف صلاح: أثناء قيامي برفع الأغنية على السوشيال ميديا كنت أقوم بتعديل بعض الأشياء فيها، حتى نشرتها وفوجئت بهذا التفاعل الكبير معها، وأن الهجوم الكبير على الأغنية قبل نشرها كان أمرًا ليس غريبًا عليَ، وأنني تعمدت أن يكون اسم الأغنية بهذا الشكل، لتخلق حالة بين أوساط المواطنين والجميع يسمعها، وهذا ناتج عن دراستي للسوشيال ميديا ومعرفة كيفية تحقيق الإنتشار، فليس من الطبيعي أن أكون متخوف من ردود الأفعال وأنا مؤمن بفكرتي وثقافة أبناء محافظتي، فأنا أتعامل مع محافظة تعداد نسماتها 7 ملايين ومن الطبيعي أن يُعجب البعض بالأغنية والبعض الآخر يهاجمها ويتنصل من كلماتها.

وأشار إلى أن تلك الأغنية تعد هي الأكثر انتشارًا له في مشواره الفني طوال سنوات طويلة، وقريبًا جدًا سيُعيد تلك التجربة في أغنية أخرى ستعجب الجميع وأيضًا ستتضمن العديد من الكلمات المنياوية التي لم استخدمها في أغنيتي الأخيرة، وأتمنى أن تخرج للنور قبل عيد الأضحى ونستكمل فيها الهدف من إظهار لهجتنا وتراثنا الجميل بشكل مبسط ويحبه الجميع، ضاربًا المثل بإحدى المدن الاسبانية التي حققت طفرة سياحية كبيرة بسبب أغنية بسيطة تم تنفيذها فيها لإظهار ثقافتها.

وأختتم المطرب محمد صلاح حديثه بأن مثل تلك الأغاني ستكون مُثمرة للمحافظة، خاصة أن الهدف منها ثقافي وللحفاظ على الهوية ولإظهار معالم وتاريخ المحافظة، وهذا ما يتمنى أن يستكمله في أعماله المقبلة بمعاونة المحبين لذلك سواء كانوا تنفيذين أو مُنتجين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان