القصة الكاملة لمقتل الحاجة رجاء على يد "من أحسنت إليهم" بالإسماعيلية
مصرع عجوز بالاسماعيلية
الإسماعيلية - أميرة يوسف:
لم تكن السيدة رجاء حسن السيد جبر، صاحبة الـ63 عامًا، تعلم أن صباح يومها الأخير سيحمل نهاية مأساوية بدأت بخطوة بسيطة نحو المستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية، وانتهت بجريمة بشعة داخل منزلها في حي السلام بمدينة الإسماعيلية.
خرجت “رجاء” تخبر أبناءها بأنها ستذهب إلى المجمع الطبي، ووعدتهم بأن تعود سريعًا. لكن الساعات مرّت دون أن يسمعوا منها شيئًا. توجه الأبناء إلى المستشفى، وهناك كانت أولى الصدمات: لم تأتِ والدتهم إلى الكشف. ارتفع القلق، وسارعوا إلى منزلها… وهناك كانت الفاجعة.
وُجدت الحاجة رجاء مسجاةً على الأرض داخل شقتها، جثة هامدة، آثار الكدمات واضحة على وجهها، ودماء جافة عند الأنف، في مشهد صادم يشير إلى تعرضها لاعتداء عنيف. الأثاث مبعثر، والمشغولات الذهبية التي كانت ترتديها — والتي تُقدَّر قيمتها بنحو 250 ألف جنيه — اختفت تمامًا.
البيت الذي طالما امتلأ بحكايات الأم وحنانها، أصبح ساحة جريمة بشعة. بعثرة في الأثاث، آثار مقاومة، وجدران صامتة كانت شاهدة على لحظاتها الأخيرة مع الغدر.
بلاغ من الأهالي لقسم شرطة ثانٍ الإسماعيلية كان بداية خيوط الجريمة. على الفور، انتقل فريق من رجال المباحث بقيادة المقدم أيمن المنشاوي والمقدم أنور القاضي، بإشراف العميد أحمد العليان مدير المباحث الجنائية، والعميد حمدي صبري رئيس مباحث الأمن العام، وتم العثور على الجثة ونقلها إلى المستشفى تحت تصرف النيابة.
تحريات المباحث كشفت عن مفاجأة صادمة: الجريمة يقف وراءها ثلاثة شباب معروفون لدى سكان المنطقة، بلقبي “حمادة روجة” و”عبده حشيشة” و”لوزة من منطقة الشهداء”. المفاجأة الأكبر كانت في أن “حمادة روجة” كان يعرف المجني عليها معرفة شخصية، وكانت تعطف عليه وتمنحه أموالًا من حين إلى آخر، نظرًا لظروفه المعيشية الصعبة. لكن ذلك لم يشفع لها عنده، بل استغل تلك الثقة، وكان هو العقل المدبر للجريمة.
تسلل الثلاثة إلى شقة السيدة العجوز بهدف سرقة الذهب الذي كانت ترتديه، معتقدين أنها تعيش بمفردها، ولا أحد قد يشعر بجريمتهم، ووسط مقاومة خافتة من جسد أنهكه العمر، انتزعوا منها آخر أنفاسها، لا لشيء سوى الطمع في حفنة ذهب!
رجال الشرطة قنّنوا الإجراءات، وتمكنوا بالتعاون مع ضباط مباحث قسم ثانٍ من تحديد مكان المتهمين وإلقاء القبض عليهم. وبالتحقيق، اعترف المتهمون بجريمتهم، مؤكدين أنهم استهدفوا السيدة بعد أن لاحظوا ارتداءها للذهب، وهو ما دفعهم لتخطيط الجريمة البشعة.
رحلت “أم الأولاد” التي عاشت سنوات عمرها بالكفاح والصبر، ضحية لطمع وغدر لا يعرف الرحمة. سيدة بسيطة، لم تكن تملك إلا قلبًا محبًا وذهبًا اقتنته من تعب عمرها، فكان هو السبب في موتها.
فيديو قد يعجبك: