"ريان المنيا" ليس الأخير.. فصول جديدة من الموت في آبار الظهير الصحراوي (وقائع وتفاصيل)
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
المنيا- جمال محمد:
وقائع مؤلمة تشهدها محافظة المنيا من حين لآخر، يكون ضحيتها العديد من الشباب، خاصة صغار المزارعين، إثر سقوطهم داخل آبار المياه بالظهير الصحراوي الغربي أثناء العمل في زراعة أراضيهم، ليفارقوا الحياة سريعًا في عمق وظلمات تلك الآبار.
كارثة وفاة الكثيرين داخل الآبار بالمنيا لا تتوقف عند الموت فقط، بل تزداد الأمور سوءًا عند صعوبة انتشالهم من أعماق تصل إلى 30 متر تقريبًا، ومعها تقع العديد من المناوشات والمشادات بين الأهالي والمسئولين لتسريع عملية الانتشال، فيما تستغرق الأمور ساعات طويلة، وتصل أحيانًا إلى عدة أيام مثلما حدث العام الماضي مع الشاب " طه محمد "، والذي تم استخراجه بعد 7 أيام لصعوبة المنطقة التي سقط فيها.
مصراوي يرصد أبرز وقائع الوفيات داخل آبار المنيا خلال العام الأخير..
في مطلع شهر إبريل من العام الماضي شهد الظهير الصحراوي الغربي بالقرب من قرية عزاقة التابعة للوحدة المحلية لطوخ الخيل بمركز المنيا سقوط شاب يدعى "طه محمد" داخل بئر عمقها 27 مترًا، أثناء حديثه في الهاتف المحمول، وحاول الأهالي انتشاله دون جدوى.
وبعد محاولات دامت لـ 7 أيام تم خلالها الدفع بالعديد من اللوادر والحفارات بمعاونة الأهالي والأجهزة المختصة، تم استخراج الشاب بصعوبة، ولاقى تعاطفا كبيرًا من المواطنين، خاصة أن وفاته كانت في رمضان واستخراجه جاء يوم 27 رمضان، وتم دفنه بحضور آلاف المواطنين من أبناء القبائل العربية بعد أن شغل الرأي العام ولقبوه بـ "ريان المنيا".
كارثة الشيخ مسعود
وفي 14 أغسطس الماضي انتشلت قوات الحماية المدنية بمركز العدوة شمالي غرب محافظة المنيا جثة شاب، لقي مصرعه غرقاً إثر سقوطه في بئر مياه مخصصة لري الزراعات بالظهير الصحراوي الغربي يدعى"ع .ا " 20 سنة، عامل زراعي، مقيم بقرية الشيخ مسعود، إثر سقوطه في البئر أثناء محاولة سحب المياه.
كما شهدت المحافظة في يوم 1 يوليو الماضي استخراج جثمان أحد المواطنين بنجع العاقولة، بمركز ملوى، يدعى " عبدالله سالم" 45 سنة، بعد سقوطه أثناء قيامه بحفر بئر مياه بعمق 7 أمتار بمحيط منزله، وشهدت عملية انتشاله صعوبة بالغة كذلك، وتم الدفع بـ 4 لوادر و2 حفار و2 سلم كهربائي و2 سيارة للمياه )وتم استخراج جثمان المتوفى بمعرفة الدفاع المدنى، وتسليم الجثمان لمشرحة مستشفى ملوى العام، وتبين أنه أثناء قيامه بحفر بئر مياه بعمق 7 أمتار بمحيط منزله بمساعدة شقيقه ونجله، انهار عليه نتاج الحفر.
3 عمال يسقطون في بئر مياه عمقها 17 مترا
وفي 13 مارس الماضي تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا، إخطاراً بورود إشارة من غرفة عمليات النجدة بسقوط 3 عمال داخل بئر مياه بإحدى المزارع عمقها 17 مترا، بقرية 1 بالظهير الغربي لمركز بني مزار، وانتقلت قوات الإنقاذ والاسعاف والأجهزة الأمنية لموقع الحادث وتبين مصرع كل من: صبحي فايد إبراهيم ، 60 سنة، أمير طه فايد، 39 سنة، عمر طه فايد ، 18سنة ، جميعهم يقيمون قرية الشيخ مسعود، وجرى نقلهم إلى مشرحة مستشفى بني مزار .
لا تختلف الأمور كثيرا في قرية بلنصورة بمركز أبو قرقاص، إذ شهدت المحافظة يوم 6 إبريل الجاري سقوط شاب يدعى "إسلام إبراهيم" 31 سنة، داخل البئر، في ظروف غامضة، وتم إبلاغ قوات الإنقاذ المدني لانتشاله بعد فشل الأهالي في استخراجه بالطرق البدائية لضيق قطر البئر.
جمعة آخر الضحايا
كما شهدت المحافظة أمس 8 إبريل وفاة مزارع داخل بئر أرض زراعية على الطريق الصحراوي الغربي، وانتقلت فرق الإنقاذ والأجهزة الأمنية لموقع الحادث، وتبين سقوط "جمعة. م" 22 سنة، مزارع، داخل بئر عمقها 7 أمتار تقريباً، وتم انتشال الجثة.
من جانبه يرى جمال المحمدي، أحد أهالي قرية 7 بالظهير الصحراوي في المنيا، أن أهم الأسباب المؤدية لوفاة العديد من الأشخاص وسقوطهم داخل الآبار، هو عدم تنفيذ الآبار بشكلها الصحيح، مشيرًا إلى أن بئر المياه الارتوازي يجب أن تكون حافته عالية ولا تقل عن متر ونصف من سطح الأرض، فيما يحدث العكس من الكثيرين إذ تكون حافة البئر لا تتجاوز الـ 90 سنتيمتر، مما يسهل عمليه انزلاق الأشخاص بداخله إذا حاولوا سحب المياه يدويًا خاصة في فترات الليل.
عيوب فنية في الآبار تزيد الكوارث
ولفت المحمدي إلى أن بعض الأشخاص غير المتخصصين يقومون بتنفيذ الآبار في العديد من القرى، وبالتالي تحدث عيوب فنية في البئر من حين لآخر، مثل انهيارات التربة بداخله، أو هبوط بسيط بمحيطه، وكل ذلك يؤدي لبعض الحوادث المتكررة في مزارع وأراضي الظهير الصحراوي، ويروح ضحيتها المزارعين.
في السياق لفت حجازي محمود، أحد المزارعين على صحراوي المنيا، النظر إلى انتشار عملية حفر الآبار من أشخاص غير متخصصين في الآونة الأخيرة بمعاونة الأهالي، فضلًا عن كون عملية الحفر في أعماق كبيرة تتجاوز الـ 20 مترًا، وهنا تكون الأزمة الكبيرة عند حدوث انهيار للتربة على الحفارين، مما يتسبب في وفاة الأشخاص سريعًا ويصعب حينها عملية استخراجهم إلا بتدخل الأجهزة المعنية ومعها معدات حديثة.
يذكر أن محافظة المنيا شهدت العديد من حالات الوفاة في الفترات القليلة الماضية داخل آبار المياه، خاصة في الظهير الصحراوي الغربي، وسط مناشدات لإرشاد المزارعين بالطرق الصحيحة لحفر الآبار بالطرق الحديثة، وكيفية التعامل الصحيح معها.
فيديو قد يعجبك: