إعلان

تحت ضوء القمر.. "الديحة" لون فريد من السمر البدوي في جنوب سيناء -صور

03:28 م الأحد 11 مايو 2025

جنوب سيناء – رضا السيد:

في قلب الوديان والتجمعات البدوية بجنوب سيناء، وتحت ضوء القمر الساحر، يحيي البدو تقليدًا أصيلًا يسمى "الديحة"، وهو مظهر فريد من مظاهر السمر يعكس ارتباطهم الوثيق بالصحراء وتراثهم العريق، فبالرغم من مظاهر التطور الحضاري التي تشهدها المحافظة، يفضل بدو سيناء الاستمتاع بسكون الصحراء وممارسة "الديحة" في أمسياتهم.

يكشف الشيخ فريج سالم الحويطي، شيخ قبيلة الحويطات بطور سيناء، أهمية الخلاء في حياة البدو، مؤكدًا أنهم يفضلون العيش في المناطق المفتوحة، ويشير إلى أن حتى أولئك الذين يقيمون في المدن غالبًا ما يمتلكون مساكن في الوديان لقضاء العطلات وممارسة طقوس "الديحة" المميزة.

ويوضح الشيخ الحويطي أن "الديحة" تعد أبرز مظاهر السمر لديهم، ويقام في المساء حيث يصطف الرجال جنبًا إلى جنب بينما تجلس النساء بعيدًا، يبدأ السمر بترديد عبارة "الديحة.. الديحة" عدة مرات، ثم يرتجل أحد الشعراء بيتًا أو بيتين من الشعر، لترد المجموعة في نهاية كل بيت بعبارة "داحية نقول الديده" مصحوبة بتصفيق منغم بالأيدي.

ويضيف الشيخ وصفًا حيًا لهذا التقليد، فخلال "الديحة" تتقدم إحدى النساء لترقص أمام الرجال برقص وقور لا يحمل أي إسفاف، ويتبع ذلك تقدم صف الرجال عدة خطوات للأمام، بينما تعود الراقصة إلى الخلف، ثم يميل الرجال في حركة تشبه إناخة الإبل، ويعودون بسرعة للخلف لتتبعهم الراقصة، وتتكرر هذه الحركة التي يطلق عليها اسم "الحاشي" عدة مرات.

ويؤكد الشيخ الحويطي، أن السمر يزداد بهجة في المناسبات السعيدة، حيث يتجمع الشباب لممارسة "الديحة"، بينما يجلس الكبار في "بيت الشعر" للاستماع إلى القصائد وتبادل الروايات القديمة التي تحمل تاريخ القبائل وحكمتها، وأحيانًا الحكايات الخرافية التي تتضمن العبر والمواعظ، ليظل المثل الشعبي بمثابة مستودع خبرتهم وحكمتهم التي يتناقلونها جيلًا بعد جيل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان