إعلان

قتله خوفهم.. "كنز الموت" قاد ابن "كفر عسكر" إلى حتفه

06:47 م الأحد 11 مايو 2025

التنقيب عن الآثار - أرشيفية

الغربية - مروة شاهين:

في قرية كفر عسكر التابعة لمركز بسيون في محافظة الغربية، التي يعرف سكانها بعضهم البعض ويعيشون كعائلة واحدة، كان غياب محمد فضل (29 عامًا) لمدة أسبوع مريبًا يستدعي القلق والسؤال والبحث في كل مكان.

"آخر مرة شوهد فيها "محمد" كانت صحبة صديقه المقرب، يتسامران في أزقة القرية ذاك السبت المشؤوم"، هذا هو المتداول بين من شاهدوه للمرة الأخيرة.

بعد يومين، لم يعد الصمت مطاقًا، فهرعت أسرته إلى قسم الشرطة، تسجل بلاغًا باختفائه، وتبدأ شرارة البحث المحموم.

كان القدر ينسج فصولاً جديدة لهذه القصة، بعيدًا عن كفر عسكر، في قرية سلامون بمركز المحلة.

هناك، في جوف منزل شابين، تراقصت أحلام الثراء السريع. زعم الشابين أن كنوزًا فرعونية ترقد تحت أرض بيتهما، واستدرجا محمدًا وصديقه للمساعدة في استخراجها.

لم يكتمل المشهد إلا بحضور "شيخ" زعم أنه يمتلك مفاتيح أسرار الأرض وما تخفيه، أوهم الأربعة بقدرته على استخراج الآثار المدفونة.

وقف محمد على حافة الحفرة، وعيناه تلمعان ببريق الذهب المتخيل، يرسم حياةً جديدةً، لم يدرِ أنها كانت على وشك الانتهاء داخل هذه الحفرة.

بدأ الخمسة – محمد، وصديقه، والشقيقان، والشيخ – في تعميق الحفر، وعرقهم يمتزج بتراب الأرض، وآمالهم تتعاظم مع كل ضربة فأس.

وفجأة، في لحظة غادرة، انزلقت قدم محمد.

هوى الشاب إلى قاع الحفرة العميقة، التي بات الخروج منها مستحيلًا دون معدات متخصصة.

ارتبك رفاقه. حاولوا إنقاذه، وفشلوا.

تسلل الشك إلى قلوبهم... هل مات محمد؟

في تلك اللحظة، تحول الطمع إلى خوف، والرغبة في الثراء إلى رعب من الفضيحة. وبدلًا من مد يد العون، أو طلب النجدة، اتخذوا قرارهم.

بدأوا بردم الحفرة على رفيقهم!

دفنوا محمد والحلم بالكنز المتخيل معًا، ثم صبّوا فوق التراب طبقة أسمنتية، ليطمسوا معالم جريمتهم.

عاد صديق محمد إلى كفر عسكر وحيدًا، وعندما سُئل عن رفيقه، أكد أنه لا يعلم عنه شيئًا، وكأن شيئًا لم يكن.

ظن أنه نجا، فكان لتحريات وتحقيقات رجال أمن الغربية قولًا آخر.

تتبع التحريات مسار محمد ذلك اليوم، وقد قادتهم التحريات إلى فرضية تورطه في عملية تنقيب غير مشروعة عن الآثار. وبتكثيف البحث تم الكشف عن الأسماء المتورطة:

صديقه محمد. ر. ال، والشيخ حسن. ا. ح، والشقيقين أحمد وحماده. م.، بينما تم التأكد من مكان الجريمة في قرية سلامون.

لم يطل الأمر كثيرًا حتى انهار المتهمون أمام المحققين.

اعترفوا بكل شيء: بالحلم المزعوم، وبالحفر، وبالسقوط المأساوي، وبقرارهم ردم الحفر لإخفاء جريمتهم.

والآن، وبينما يجري العمل على استخراج جثمان محمد من قبره الذي أعده له حلم الثراء السريع، تقف قرية كفر عسكر مذهولة، وتُباشر النيابة العامة تحقيقاتها، لتُسدل الستار على فصل مأساوي من فصول حُمى البحث عن الآثار في ريف مصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان