ألغاز "مير الأثرية" بأسيوط.. هل ارتدت نساء الفراعنة "سالوبت"؟ ولماذا ظهر الزعيم بـ 13 زوجة؟
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
أسيوط ـ محمود عجمي:
تتميز محافظة أسيوط بموقع جغرافي استراتيجي على ضفاف نهر النيل، يجعلها بوابة رئيسية تربط شمال مصر بجنوبها، وتُعد محورًا حيويًا لمدن الصعيد الأخرى.
وتزخر المحافظة بإرث حضاري فريد، حيث تحتضن مواقع أثرية وشواهد تاريخية تعود إلى مختلف العصور، بدءًا من الحضارة الفرعونية، مرورًا بالعصر القبطي المسيحي، وصولًا إلى العصر الإسلامي، ما يجعلها واحدة من أبرز المحافظات المصرية الغنية بالتنوع الثقافي والتاريخي.
يكشف راغب عبد الحميد خلف الله، كبير أخصائيين بدرجة مدير عام بالمجلس الأعلى للآثار سابقًا، في تصريحات لـ مصراوي، عن أهمية مقابر "مير" الأثرية الواقعة غرب مركز القوصية بمحافظة أسيوط، والتي تبعد نحو 65 كيلومترًا عن شمال غرب مدينة أسيوط.
وتُعد هذه المقابر، المنحوتة في جسم الجبل، جزءًا من جبانة حكام ونبلاء المقاطعة الرابعة عشرة من أقاليم مصر العليا خلال عصري الدولتين القديمة والوسطى.
وأوضح راغب، أن قرية "مير" يعود تأسيسها إلى عام 220 قبل الميلاد، وكانت تُعرف في الدولة القديمة باسم "وعرت - نبت - ماعت" أي "مقاطعة سيدة العدالة"، قبل أن يتغير اسمها في العصر المتأخر إلى "إيات-نهت" وتعني "تل الجميزة".
وأشار إلى أن مقابر "مير" لم تكن مجرد مدافن، بل تُعد لوحات فنية، حيث توثق نقوشها تفاصيل الحياة اليومية، والطقوس الدينية، والعلاقات الاجتماعية في تلك الحقبة؛ ومن أبرز ما تكشفه هذه النقوش، مشاهد تُجسد المساواة بين الرجل والمرأة، حيث تظهر النساء وهن يقمن بأعمال شاقة كانت تُعد حكرًا على الرجال، بل وترتدين أزياء رجالية وتضعن التاتو والوشم على أجسادهن كنوع من الزينة والتعبير عن الذات.
وأضاف أن الأثريين حددوا موقعين رئيسيين لدفن حكام ونبلاء الإقليم الرابع عشر من أقاليم مصر العليا، يعودان إلى الفترة الممتدة من عصر الدولة السادسة حتى الدولة الثانية عشرة.
وأوضح أن الجبانة الشرقية تقع بمنطقة "قصير العمارنة" على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتضم مقبرتين صخريتين منحوتتين، بينما تقع الجبانة الغربية في منطقة "مير" على الضفة الغربية، وتضم 15 مقبرة صخرية، تُعد من أبرز الشواهد على تطور فنون العمارة والنقش في مصر القديمة.
ومن بين هذه المقابر، تبرز مقبرة تُعرف باسم "الأب والابن"، والتي تُجسد مشهدًا إنسانيًا نادرًا من البر والوفاء، ففي عصر الدولة القديمة، شرع الأب في نحت مقبرته، وهي من أكبر المقابر الصخرية في جبانة مير، لكنه توفي قبل إتمام نقوشها، فقام الابن بدفنه داخلها، ثم نحت لنفسه مقبرة مجاورة متصلة بممرين، لتكون الأولى حجرة دفن والثانية مزارًا لروح والده، تخليدًا لذكراه.
وتُثير إحدى المقابر الأخرى في الجبانة الغربية حيرة الباحثين، إذ تُظهر صاحبها محاطًا بأكثر من 13 زوجة ومحظية، ما يفتح باب التساؤلات حول دلالة هذا العدد الكبير، وهل كان بدافع إنجاب وريث أم لأسباب اجتماعية أو دينية لا تزال محل دراسة.
وتُدهش نقوش جبانة مير الباحثين بتفاصيلها الدقيقة، حيث تُصوّر أزياء تُشبه إلى حد كبير الملابس العصرية مثل "السالوبت" و"الأفرول"، ما يعكس تطور الذوق الجمالي واهتمام المصريين القدماء في مجال الموضة وبالمظهر.
كما توثق النقوش استخدام الوشم كوسيلة للتزيّن والتعبير عن الذات، حيث تظهر نساء مزينات برسومات على أجسادهن، في مشهد يعود إلى نحو 3700 عام قبل الميلاد، ما يُبرز جانبًا فنيًا وإنسانيًا متقدمًا في تلك الحضارة العريقة.
وفي ذات السياق، أجرى اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، جولة ميدانية تفقد خلالها منطقة آثار "مير" الأثرية، إحدى أبرز المعالم التاريخية في صعيد مصر، والتي تضم مجموعة من المقابر المنحوتة في الجبل تعود لعصري الدولة القديمة والدولة الوسطى، وتُعد شاهدًا فريدًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة.
ووجّه اللواء أبو النصر الجهات المعنية، بالتنسيق مع الوحدة المحلية، بسرعة إعداد خطة تطوير متكاملة للمنطقة، تشمل تحسين مداخل الموقع، وتجميل البيئة المحيطة، وتوفير لوحات إرشادية متعددة اللغات، إلى جانب تطوير استراحة الزوار والحديقة المجاورة، مع ضمان استمرار أعمال النظافة والإنارة بما يتناسب مع القيمة التاريخية للموقع.
وأشار إلى أن محافظة أسيوط، بما تمتلكه من كنوز أثرية وتراثية فريدة، مؤهلة لتكون محطة رئيسية على الخريطة السياحية لمصر، داعيًا إلى تكثيف الجهود لتطوير البنية التحتية والخدمات المحيطة بالمواقع الأثرية، بما يعزز من مكانة المحافظة كمقصد سياحي وثقافي متميز.
فيديو قد يعجبك: