من حلم الهجرة إلى مأساة الفقد.. قصة جديدة لشاب مصري غرق في إيطاليا
الشاب محمد صابر
الشرقية – ياسمين عزت:
لم يكن محمد صابر، ابن السابعة عشرة، يدرك أن رحلته الطموحة لتحقيق أحلام أسرته ستكون نهايته المأساوية.
نشأ محمد في قرية السعديين التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية في أسرة بسيطة، حيث كان يسعى جاهدًا للخروج من دائرة الفقر لتأمين حياة أفضل لعائلته.
بسبب الأمل في تحسين وضعه المادي وتوفير حياة أفضل لوالديه وأخواته، قرر محمد خوض تجربة الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط، رغم المخاطر الجسيمة التي قد تحيق به.
وبعد رحلة مليئة بالتحديات، نجا من غرق محقق ووصل إلى الشاطئ الإيطالي، محمّلًا بأحلام كبيرة: أن يعلّم أخواته، ويوفر لهم حياة كريمة، ويسعد والديه.
استقر محمد في إيطاليا وبدأ يخطط لحياته الجديدة، لكنه لم يمكث طويلاً، ففي حادث مؤلم وقع بعد أربعة أشهر فقط من وصوله، خرج في رحلة ترفيهية مع أصدقائه للسباحة، لتفاجئه الأقدار ويموت غرقًا، تاركًا وراءه أحلامًا لم تكتمل.
بعد الحادث، قامت السلطات الإيطالية باستخراج جثمانه، وأقيمت صلاة الجنازة عليه من قبل الجالية العربية هناك.
وفي النهاية، تم نقل الجثمان إلى مسقط رأسه في قريته السعديين، حيث وُوري الثرى في مقابر أسرته، ليبقى ذكرى مؤلمة في قلوب أهالي قريته، الذين أشادوا بدماثة خلقه وخفة ظله.
رحل محمد، تاركًا خلفه حلمًا لم يتحقق، وأمنيات كانت تثقل قلبه، لتتحول قصته إلى حكاية مؤلمة ترويها الأجيال القادمة في قريته، حيث يتعجب الشباب الطامحين في السفر وتحقيق الثراء في أوروبا من تلك الحكاية الحزينة التي تُعيد لهم التفكر في مصيرهم.
فيديو قد يعجبك: