هل تستطيع السعودية حرمان المصريين من تأشيرات الحج والعمرة؟
كتب - أحمد الشريف:
اثارات الأزمة الراهنة بين مصر والسعودية والتي أشعلها قرار المملكة بإغلاق مقاراتها الدبلوماسية وسحب سفيرها من مصر، حالة من القلق في الشارع المصري خاصة مع تخوف البعض من ان تقوم السلطات السعودية بالتعسف مع المصريين في مواسم الحج والعمرة.
بدورنا استطلعنا أراء عدد من الخبراء والمسئولين لنطرح عليهم السؤال الذي يقلق المصريين حول مدى تأثير الأزمة السياسية على شعائر الحج والعمرة، وهل يحق للسعودية التعسف مع المصريين فيها كرد فعل للأزمة السياسية؟
يؤكد عمرو صدقي - رئيس لجنة التشريعات والقوانين ولجنة التدريب بغرفة شركات السياحة - أن الوضع الحالى للعلاقات المصرية السعودية أصبح سيئا للغاية، حتى بعد الاعتذار الرسمي للحكومة المصرية وموقف المشير حسين طنطاوي الايجابي من قرار السعودية بسحب سفيرها، ولكن سحب السعودية لسفيرها حتى لو كان على أساس التشاور الا ان الوضع أثر بشكل سلبي على شركات السياحة، وبالأخص الشركات العاملة بالسياحة الدينية (الحج والعمرة).
واوضح صدقي أن أصحاب الشركات يمرون بظروف صعبة بعد إغلاق السفارة والقنصليتان السعودية، ورغم عدم قدرة السعودية على المساس بالحقوق الدينية للشعب المصري ومنع تأشيرات الحج والعمرة وذلك طبقا للقانون الدولى، إلا ان الغلق عطل إصدار تلك التأشيرات.
ويقول أنه إذا استمر الوضع هكذا سيكون على السعودية أن تقوم بتعيين قائم بأعمالها بمصر ويتخد من سفارة أي دولة شقيقة مقرا له ليتولي إنهاء التأشيرات وإجراءات المسافرين للعمل أو الحج، وهذا الامر من الطبيعى أن يكون له أضرار سلبية أيضا لأن السفارة السعودية لديها تجهيزات تمكنها من سرعة انجاز المهام والمصالح للمواطنين وبالتالي سيكون الامر معقدا.
واضاف: ''موقف السعودية سياسي ولن يؤثر بشكل كبير على رغبة المصريين في الحصول على تأشيرت الحج والعمرة، وطبقا للاتفاقيات بين الدول الاسلامية تحصل كل دولة على عدد من تأشيرات الحج والعمرة سنويا حسب التعداد السكاني لكل دولة فمصر نصيبها 80 ألف تأشيرة حج سنويا وكان من المنتظر أن يتم زيادتها هذا العام إلى 100 ألف تأشيرة، وقرابة 800 ألف تأشيرة عمرة سنويا، ولابد من التأكيد على أن السعودية لا تملك منع مصري من الحج والعمرة لان في ذلك طرح لفكرة تدويل مكة والمدينة فهي اماكن اسلامية واذا تعسفت السعودية يصبح من حق الدول العربية الاعتراض''.
ويلفت عادل هيكل - صاحب شركة سياحة - إلى أنه من الطبيعي أن تؤثر الخلافات السياسية بين مصر والسعودية على موسم الحج والعمرة، وبدايتها جاءت بإغلاق السفاراة وعدم تمكين المصريين من الحصول على تأشيرات العمرة من القنصلية السعودية والتي من المقرر تسليمها لشركات السياحة، ومن ثم لو استمر الوضع هكذا فستخسر شركات السياحة الدينية ملايين الجنيهات.
واعترض هيكل على ما حدث من مظاهرات أمام السفارة السعودية وإهانة خادم الحرمين، لأن مثل تلك الازمة قد تؤدي لتقليل عدد التأشيرات التي تحصل عليها مصر كذلك إلغاء التسهيلات التي يوفرها الجانب السعودي للمصريين ''بشكل خاص'' سواء في حجز الفنادق أو المخيمات أو الاستقبال أو وسائل النقل وغيرها.
ويؤكد عبد العزير حسن - رئيس قطاع السياحة الدينية بوزارة السياحة - على أن الازمة ستنهى بعد اعتذار المسؤلين خاصة سحب السفير من أجل التشاور فقط، وقال: ''لا أعتقد أن السعودية قد تتعسف مع المعتمرين أو الحجاج بعد تلك الازمة خاصة وان التسهيلات التي تقدمها السعودية للمصريين مثلها مثل أي تسهيلات تقدمها لأي دوله إسلامية، وما تقدمه للمعتمرين من حجز بالفنادق وغيرها خدمات مقابل أموال وليس هبات ممنوحة من الجانب السعودي وكل ذلك طبقا لاتفاقات مسبقة بين مسؤلي الحج والعمرة بالسعودية وقطاع السياحة الدينية بمصر''.
اقرأ أيضا :
فيديو قد يعجبك: