''الداخلية'' تواجه البلطجية في دراما رمضان
القاهرة – (المصري اليوم):
ضمن أكثر من 50 مسلسلا يعرض في رمضان هذا الموسم، راهن عدد من المؤلفين والمخرجين على الصراع التشويقي الذى يذكرنا بلعبة ''العسكر والحرامية'' في الموروث الثقافي، في ظاهرة ملموسة ينقلون من خلالها واقعاً عاشه الشارع سواء في حالة الانفلات الأمني الذى عاشته البلاد بعد جمعة الغضب 28 يناير 2011، وما أعقبها من قلق عاشه المواطنون ولايزال مستمرا حتى الآن، أو محاولات قمع رجال الشرطة للبلطجية لاسترداد الأمن وإعادة الاستقرار.
فحول مافيا البلطجة ومصالح رجال الشرطة يدور مسلسل ''البلطجي'' الذى يقدم من خلاله آسر ياسين شخصية ''يوسف'' البلطجي الذى يعيش فى ''عزبة القرود''، ويتم استغلاله من ذوى النفوذ فى تحقيق أطماعهم ورغباتهم الخاصة فى تزوير الانتخابات فى عهد الرئيس السابق، أيضا يقدم خالد النبوى شخصية ''جابر الخواجة'' البلطجى فى مسلسل ''ابن موت'' تأليف مجدى صابر، وفيه يستخدم العنف وأحيانا القتل فى مواجهة كل شىء، بصورة تبرز مساوئ وفساد جهاز الشرطة.
ويرتدى مجدى كامل العباءة الصعيدية فى شخصية ''حامد'' فى مسلسل ''ابن ليل''، والذى ينتقم من كل شخص وقف ضد طموحه وأحلامه ومستقبله، ومن خلال الدور يكشف ''كامل'' كيف كانت تٌحكم مصر خلال الأعوام الأخيرة عن طريق مجموعة من المنتفعين، كما يجسد الممثل مصطفى عباس شخصية ''موسى'' فى مسلسل ''البحر والعطشانة'' بطولة رولا سعد، وهو شقيق ممثلة يعيش على أموالها ويفرض إتاوات عليها، ويورطها فى مشكلات بسبب تجارته فى المخدرات.
كما يتم الآن تصوير ست كوم ''الهلالي سلالم'' للمخرجة منال الصيفي وبطولة نضال الشافعي ومدحت تيخة ويقدم الأخير دور بلطجي يتسم بالغباء ويتسبب في مشاكل لكل من حوله.
وعلى جانب آخر تتعرض بعض المسلسلات هذا العام للشرطة وتتناول شخصيات الضباط، وكيف كان النظام السابق يستعملهم كيفما يشاء لإرهاب الناس وكيف كان تأثير ثورة 25 يناير عليهم،
مثل مسلسل ''خطوط حمراء'' لأحمد السقا، والذى يجسد شخصية ضابط أمن دولة فاسد يحقق فى عدد من القضايا، ومسلسل ''الضابط والجلاد'' بطولة طارق لطفى الذى يقدم نموذجا مختلفا لضابط الشرطة ''محمود'' الذى يراعى الجميع وينفذ تعاليم وظيفته دون تكبر، كما يقدم محمد كريم شخصية ''ماجد'' الضابط السيئ.
ويتناول مسلسل ''الخفافيش'' بطولة بوسي مساوئ ضباط الشرطة وضلوعهم فى عمليات قتل دون محاسبة.
من جانبه أكد المؤلف أحمد النحاس، كاتب ومخرج مسلسل ''الخفافيش''، أنه من الطبيعي تناول شخصيتي البلطجي والضابط في الدراما التي هي مرآة للمجتمع وترصد أهم وأبرز الأحداث التي يعيشها الشارع، واعتبر تقديمهما شيئا إيجابيا لا علاقة له بثورة 25 يناير، وقال: ''أقدم في المسلسل شخصية ضابط الشرطة ما له وما عليه، والنموذجين السلبى والإيجابي في قصص حقيقية ووقائع حدثت بالفعل وليست مجرد نماذج للتسلية، يرصد بها فساد ضباط أمن الدولة، الأفراد وليس الإدارات، ومنها شخصية يجسدها سامى العدل لضابط يحقق فى قضية ''بنى مزار'' الشهيرة التى أخفوا فيها القاتل الحقيقى.
ويرى المؤلف مجدى صابر أنه قبل قيام الثورة بعامين بدا ملحوظا فاعلية وتأثير البلطجى والشرطى فى الحياة فى مصر، وشىء طبيعى أن تعكس الدراما عبر شاشاتها الواقع والمشاكل والقضايا التى يعيشها ويعانيها المجتمع، مؤكدا أنه ومن خلال مسلسله ''ويأتى النهار'' مع المخرج محمد فاضل سيتناول قطاع الشرطة بجبروته واستفحاله وكيفية تعامله مع المواطنين واعتقالهم دون وجه حق واستخدام قانون الطوارئ فى تعذيب الآخر، كما سيتناول فساد جهاز أمن الدولة الذى كان يعمل دون أى قيود أو قوانين.
أما فيما يتعلق بنموذج البلطجى فقال ''صابر'': كانوا من رموز الفترة الأخيرة سواء فى تزوير الانتخابات أو أحداث الشغب وتنفيذ أغراض أجهزة الشرطة دون أن تظهر فى الصورة، وفى ''ويأتى النهار'' أقدم شخصية البلطجى ''عنتر'' الذى يقوم بدوره حسين الإمام، ويمارس كل أنواع البلطجة، وفى مسلسل ''ابن موت'' أتناول شخصية البلطجى من منظور شعبى على طريقة ''روبن هود'' أو ''زورو'' من خلال شخصية ''جابر'' الذى يقدمها خالد النبوى ويحاول طول الأحداث أن يعيد الحقوق لأصحابها، حتى ولو بطرق غير قانونية أو شرعية.
من جانبه أكد الناقد أحمد رأفت بهجت أن ضابط الشرطة والبلطجى كان لهما دور مهم فى المرحلة الانتقالية قبل وأثناء وحتى بعد ثورة 25 يناير، فهما عنصران مؤثران للغاية وتناولهما مرتبط بالأحداث الأخيرة الذى شهدها قطاع الشرطة أو مافيا البلطجية، وحذر بهجت من أن تتم معالجة تيمة ''العسكر والحرامية'' بركاكة وموضوعية، مؤكدا ضرورة تقديمها برؤية اجتماعية وسياسية تتوافق وطبيعة المرحلة التى نمر بها ولم تتبين نتائجها حتى الآن، وألا يقدموا أعمالا سطحية تتعامل مع قشور دون التعمق فى أساس المشكلة. ويرى الناقد نادر عدلى أن تسليط الضوء على البلطجة شىء جيد لأنها أصبحت واقعا نعيشه، فالبلطجة فى عهد مبارك كانت مستترة وتعمل تحت سطوة وإشراف كبار رجال الأعمال والسياسة وأمن الدولة، مشيرا إلى أن تناولها دراميا ظاهرة إيجابية بشرط عدم التعامل معها بسطحية.
فيديو قد يعجبك: