إعلان

بعد ''اختبارات النور''.. خبراء: تجربة فريدة من نوعها لتطوير الأداء الحزبي

02:20 م الأربعاء 12 سبتمبر 2012

تحقيق - أشرف بيومي:
 
فى بادرة تعد الأولى من نوعها فى الحياة السياسية ابتكر ''حزب النور'' السلفى نظام جديد فى ترشيح الناخبين عن طريق سلسلة اختبارات لابد أن يجتازها الناخبين ليتمكنوا من الفوز بالمناصب الهامة داخل الحزب، والتى تنقسم الى دورتين، الأولى تنقل العضو من منتسب إلى عامل وتمنحه حق التصويت فى الانتخابات الداخلية، والدورة الثانية تنمح العضو حق الترشح للمناصب القيادية بالحزب على مستوى المراكز.

ففى هذا السياق أكد الدكتور أحمد عبدالحميد - المتحدث باسم اللجنة المشرفة على الانتخابات الداخلية لحزب النور - أن نسبة نجاح امتحانات الحزب المؤهلة للمناصب القيادية بلغت 99.6 %  على الرغم من صعوبة الامتحانات، مشيراً إلى أن نتيجة جميع اللجان على مستوى المحافظات متقاربة .

وأوضح عبد الحميد أن عدد الأفراد الذين قد أدوا اختبارات التأهل للمراكز القيادية وصل لـ 2000 عضو بالحزب، مشيرا إلى أن أعضاء الحزب قد أدوا اختبارات المستوى الثاني فى 120 لجنة اختبار على مستوى الجمهورية .

كما صرح المتحدث باسم اللجنة المشرفة على الانتخابات الداخلية لحزب النور أن الأعضاء المجتازون لاختبارات المستوى الثاني يتنافسون على سبعة مناصب، وهي منصب أمين الدائرة وأربعة وكلاء وأمين الصندوق والسكرتير .

يُذكر أن أعضاء حزب النور السلفي، قد أدوا اختبارات المستوى الاول، الأسبوع الماضي، والتي يتحول من خلالها العضو من ''منتسب'' إلى ''عامل'' وبلغة نسبة النجاح فيها 98%، وأدى الاعضاء اختبارات المستوى الثاني المؤهلة للترشح للمناصب القيادية بالحزب الاربعاء الماضي، في وقت واحد في جميع المحافظات وبلغت نسبة نجاحها 99.6 % .
 
محتوي الاختبارات والهدف منها

ذكرت صفحة حزب النور على موقع التواصل "فيس بوك" أن الهدف من الاختبار هو زيادة الثقافة السياسية لدى أعضاء الحزب، مشيرة إلى أن الاختبار يشمل 36 سؤالا على جزئين يُجاب عليها بعلامتي (صح أو خطأ)، وأن الجزء الأول يشمل ملخص مبادئ وأهداف حزب النور، ورؤية الحزب للنظام السياسي والاقتصادي وإصلاح المنظومة الأمنية، ورؤية حزب النور لملف السياسة الخارجية، وملف الأمن الداخلى ومجال الأمن الخارجي .

كما يشمل الجزء الثانى "مصطلحات علم السياسة، النظام السياسى، النظام الدولى، الدولة، الشعب، الأمة، الإقليم، الحكومة، الدولة الموحدة البسيطة، دولة اتحادية مركبة، الاتحاد الكونفدرالي، الاتحاد الفيدرالى، المذهب الفردى، السلطة التشريعية". لمعرفة مدي إلمامهم بجميع المصطلحات والانظمة السياسية.
 
وتضمنت اختبارات المستوى الثاني موضوعات: عن القيادة " تعريف القيادة، خصائص القيادة، واجبات ومسئوليات القيادة الإدارية، آلية اتخاذ القرار"، وموضوعات عن الإدارة " التخطيط، التنظيم، التوجيه، الرقابة، التنسيق"، ومفاهيم قانونية " مجلس الدولة، محاكم القضاء العادي '' مدني - جنائي - النقض''،  محاكم القضاء الإداري، المحكمة الدستورية العليا " .
آراء خبراء السياسة فى التجربة

وقد أثارت تجربة الاختبارات ردود فعل واسعة من جانب القوى السياسية المختلفة؛ ففى البداية أشاد الدكتور عمرو حمزاوي - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - بتجربة الامتحانات الداخلية التي أجراها حزب النور قبيل بدء مرحلة انتخاب قياداته وكوادره.
 
وأضاف حمزاوي: " من المؤكد أنها تجربة جيدة للغاية وتعزز من تواصل الأعضاء مع الكيان الحزبي، فضلًا عن أنها تختبر مدي فهم واستيعاب الأعضاء لبرنامج آليات الحزب في التعامل مع الملفات السياسية المختلفة ".
 
وتابع حمزاوي: " أعتقد أن حزب النور يسعي للاستفادة من التجربة الانتخابية الماضية لتطوير الآداء الحزبي خلال البرلمان القادم، خاصة وأن الآداء البرلماني للإخوان شهد عدد كبير من النقاط السلبية نظرًا لضعف مستوي بعض النواب، الأمر الذي يسعي الحزب لتلافيه في الانتخابات المقبلة ".
 
وأكد استاذ العلوم السياسية ان تجربة الانتخابات الداخلية التي يستعد حزب النور لإجرائها ستعزز من العملية الديمقراطية للحزب، قائلًا: " الانتخابات الداخلية أمر هام، نظرًا لكونها تنقل قيادات الحزب من مرحلة التعيين الي مرحلة الانتخاب، الامر الذي يُضفي مزيدًا من الديمقراطية علي عمل الحزب ".
 
ومن جانبه، قال الدكتور جمال سلامة - رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس - حول تجربة حزب النور " بعيدا عن الانحياز والتزاما بالمصداقية لابد من القول أن خطوة اختبار الناخبين لمعرفه مدى صلاحيتهم لتبؤ مناصب قيادية داخل الحزب تُوصف بأنها خطوة جادة وايجابية تمكنه من اعتلاء مكانة سياسية مرموقة وسط التعددات الحزبية المتواجدة على الساحة".

وأضاف سلامة:" إن حزب النور يتبع نهج التثقيف السياسى الذى يساعد على اختيار كوادر تستحق خوض المعارك السياسية، لذا فهى خطوة تجعلنا نثق فى خطوات هذا الحزب فى المستقبل وتؤكد لنا أيضا أنه خرج عن عباءة جماعة الإخوان المسلمين وأصبح حزباً مستقلاً بذاته" .

فيما أكد الدكتور كمال الهلباوى - المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين فى الغرب - قائلاً:" إن الخطوة إيجابية فى حد ذاتها، ولكن لابد أن يكون محتوى الاختبارات معروف ومتفق ويتماشى مع العلم والشرع دون التشدد ودون تقيد بأشياء خارجية"، متمنياً أن تسير على خطاها باقي الأحزاب السياسية فى مصر .
 
وتابع الهلباوي :" إن الأمر غير مبتكر وليس جديد لأن جماعة الإخوان المسلمين اعتادت طيلة عمرها أن تخلق كوادرها فتعمل على تثقيفهم وتعليمهم كيف يكون الأداء السياسى" .
 
وعن أداء حزب النور فى الحياة السياسية قال الهلباوى أنه حزب وليد فالسياسة تجربة جديدة عليهم وكانت لها محاسنها ولها ملامحها الغير جيدة مثل الذى طالب فى البرلمان بإلغاء تعليم اللغة الانجليزية وتعليم البنات فإنهم يريدون الانتقال بمصر إلى الحكم بالشريعة فى قفزة واحدة دون خطوات.
 
الجدير بالذكر أن اختبارات التثقيف السياسى التى قام بها حزب النور لأعضائه تسببت فى ظهور انشقاقات داخل الحزب اعتراضا على هذه الاختبارات، وهدد ما يقرب من 60 قياديا بمحافظة الإسكندرية باستقالتهم فى حالة عدم وجود حل جذرى لهذه الازمة .
 
وفى نفس السياق، أصدرت الدعوة السلفية فى محافظة مطروح بيان تندد فيه بهذه الخطوة، وتؤكد على ضرورة استثناء محافظة مطروح وإلغاء الاختبارات بها وذلك لطبيعة محافظة مطروح القبلية .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان