إعلان

الغضب يتصاعد من ''فضيحة'' التجسس الأمريكي.. وأستاذ قانون: لا دليل

05:42 م الخميس 31 أكتوبر 2013

كتبت – هبه محسن:

أثارت الوثائق التي سُربت مؤخراً بشأن تجسس الولايات المتحدة الأمريكية على اتصالات أكثر من 35 دولة بالعالم ردود فعل دولية غاضبة في الفترة الأخيرة.

 

وقد استنكرت عدد من دول العالم قيام الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الفعل، خاصة بين الحلفاء والأصدقاء علي حد قول عدد من زعماء هذه الدول.

''التجسس بين الأصدقاء مرفوض''

''فقدان الثقة يصعب العمل المشترك.. والتجسس بين الأصدقاء مرفوض تماماً'' بهذه العبارة المقتضبة وجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رسالة غاضبة للولايات المتحدة الأمريكية خلال قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة، بعد قيام الولايات المتحدة بالتجسس على زعماء دول الاتحاد وعلى رأسهم ألمانيا وفرنسا.

بينما طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بضرورة وضع حد لهذه الأنشطة وتوضيحات من الإدارة الأمريكية، وقال ''القاعدة الأولى من قواعد حسن السلوك بين الحلفاء ألا يراقب بعضنا بعضا وألا نتجسس على الهاتف المحمول لأي كان في القمم الدولية''.

وكانت حالة من الغضب قد سيطرت على زعماء دول الاتحاد خلال القمة التي بدأت في بروكسل الخميس الماضي، والتي ركزت على قضية تجسس الولايات المتحدة على دول الاتحاد.

واتفقت دول الاتحاد على التواصل مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما قبل نهاية العام الجاري لإنهاء ما أسموه بـ''الحرب الباردة'' بين أوروبا وأمريكا، ودعا رؤساء دول الاتحاد، الولايات المتحدة للتوقف عن التجسس على أصدقائها ووضع حد لهذه الممارسات.

''أمريكا الجنوبية.. العين بالعين''

أما مواقف دول أمريكا الجنوبية فقد كانت أكثر حسماً في تعاملها مع قضية التجسس الأمريكية وقد قررت هذه الدول التعامل بمبدأ ''العين بالعين''، فقد اتهمت هذه الدول الولايات المتحدة بالتجسس عليها لمعرفة مخططاتها المالية والعلمية واستخدامها ضدها، وهددت بمنح العميل الأمريكي ادوارد سنودن حق اللجوء السياسي إليها.

ويشار إلى أن ادوارد سنودن هو مستشار وكالة الآمن القومي الأمريكي الذي سرب وثائق سرية قبل عدة أشهر تؤكد قيام الولايات المتحدة بعمليات تجسس على الاتصالات على نطاق واسع في العالم، وبعد كشفه لهذه الوثائق هرب إلى الصين ومنها إلى روسيا طالباً حق اللجوء السياسي إليها، ولكن الولايات المتحدة لم تتركه وحذرت جميع دول العالم بأنها لن تتساهل مع أي دولة تمنح سنودن حق اللجوء السياسي إليها.

وتصاعدت حدة اللهجة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول أمريكا اللاتينية بعدما ضغطت أمريكا على عدد من الدول الأوروبية بعدم السماح لطائرة رئيس بوليفيا بالمرور من مجالها الجوي ظناً منها أنها تحمل على متنها العميل الأمريكي سنودن.

وتقود البرازيل حالياً مشروع لمنع التجسس الأمريكي من خلال إنشاء وصلات جديدة للإنترنت لا تمر بالأراضي الأمريكية وستصل مباشرة من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا عن طريق الصين والهند وجنوب إفريقيا.

''حماية الآمن القومي الأمريكي''

حاولت الولايات المتحدة على مدار الأيام الماضية تبرير ما حدث وتوضيح الصورة لحلفائها في أوروبا على الأقل في محاولة لاستعادة ثقتهم في الولايات المتحدة الأمريكية مجدداً والتي باتت على المحك بسبب هذا الفعل الذي وصفه البعض بـ''الفضيحة''.

وقد قامت وزارة الخارجية الأمريكية بمحاولات عدة بالاتصال بزعماء الدول الغاضبة وتبرير هذا الفعل بأنه يهدف إلى ''حماية الأمن القومي الأمريكي''

وخرج المتحدث باسم البيت الأبيض ينفي جملة وتفصيلاً ما تردد في الأيام الأخيرة عن تجسس بلاده على الهاتف الشخصي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ولكنه اعترف ضمنياً بأن بلاده كانت تقوم بجمع المعلومات قائلاً ''إننا نعترف بأن الولايات المتحدة تقوم بجمع معلومات مثلما تفعل الدول الأخرى''.

ويبدو أن الإدارة الأمريكية تحاول الآن إصلاح صورتها أمام دول العالم التي طالتهم عمليات التجسس، حيث أكدت تقارير صحفية أن الرئيس الأمريكية باراك اوباما قد يستجيب لمبادرة أوروبا بتوقيع اتفاقية بعدم التجسس المتبادل بين هذه الدول.

''مصر والسعودية ضحايا التجسس''

تعتبر مصر والسعودية وأفغانستان وإيران من ضحايا عملية التجسس الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث خرجت وثائق وتقارير تؤكد أن أمريكا تجسست على مصر بواقع 1.9 مليار عملية تجسس على الاتصالات ونقاط على الإنترنت وعلى السعودية بواقع 7.8 مليار عملية تجسس.

 

وكان لأفغانستان نصيب الأسد من عمليات التجسس الأمريكية بواقع 21.9 مليار عملية تجسس، وفقاً للتقارير التي نشرتها الصحف الغربية بهذا الشأن.

وقد تردد أن الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء، طالب وزير الاتصالات مؤخراً بإعداد برنامج الحماية اللازمة لمنع علميات التجسس الأمريكية على الاتصالات والرسائل الإليكترونية، في حين أكد عدد من الخبراء الأمنيين أن الاتصالات المصرية الرسمية مؤمنة بشكل يصعب اختراقه.

كما تردد أن وزارة الخارجية رفضت التعليق رسمياً على ما نُشر بهذا الشأن إلا بعد صدور بيان من البيت الأبيض يوضح حقيقة الأمر، معللةً ذلك بأن المؤسسات الرسمية لا تعلق على ما نشر بالصحف دون اعتراف رسمي من المؤسسات المعنية.

''خلايا أمريكا النائمة''

ومن جانبه، أوضح الدكتور أبو العلا النمر رئيس قسم القانون الدولي بجامعة عين شمس، أن قيام دولة بالتجسس على دولة أخرى فعل من شأنه التأثير الدبلوماسي على العلاقات بين الدولتين.

وأضاف في تصريحات لـ''مصراوي'' أن الدولة الضحية يكون لها الحق باتخاذ رد مناسب يتوافق مع الضرر الذي لحق بها وهذا الرد يكون من خلال الاستنكار والاحتجاج الرسمي، وإذا كان الضرر شديد يمكن لهذه الدولة طلب تعويض من الدولة الأخرى عن الطريق رفع دعوى للمسئولية الدولية -وهي دعوي تعويض ترفع من دولة على أخرى نتيجة لوقوع خطأ ما-.

وأكد ''النمر'' أن ما يتردد عن قيام الولايات المتحدة بالتجسس على دول العالم لا يوجد عليه دليل حتى الآن وكل ما صدر بهذا الشأن مجرد مزاعم لم تنفيها أو تؤكدها جهات رسمية ولا يمكن للقانون الدولي الاعتراف بها.

ويرى أستاذ القانون الدولي أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تصبح أقوى دولة في العالم إلا من خلال أجهزتها الأمنية التي تتابع وترصد كل شيء يحدث في أي دولة بالعالم.

وأكمل ''الولايات المتحدة لديها خلايا نائمة في جميع دول العالم وهذه الخلايا تقوم بالدور المخطط لها من أجل خدمة المصالح الأمريكية''.

وشدد على ان تجنيد هذه ''الخلايا النائمة'' يتم وفقاً لآليات قانونية مصرح بها من خلال المنح ونظام الرحلات الاستكشافية والمكافئات التي تمنحها للمواطنين بدعوى التفوق العملي أو العلمي ومن خلال هذه الآليات تستطيع الولايات المتحدة تجنيد ''خلاياها النائمة'' في جميع دول العالم.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان