عسكريون يؤيدون اتمام صفقة سلاح مع روسيا ويرونها ''ضرورة''
كتب - أشرف بيومي:
تستعد مصر خلال الشهر الحالي لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل استعادة العلاقات العسكرية المصرية المتوقفة منذ حرب أكتوبر 1973.
واستقبلت مصر وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرغي لافروف وشويغو سيزوروا، في محادثات مشتركة مع نظيريهما المصريين نبيل فهمي وعبد الفتاح السيسي.
وأعلن وزير الدفاع الروسي خلال لقائه بنظيره المصري الخميس، عن عزم روسيا تطوير العلاقات الروسية المصرية في المجال العسكري.
وأشارت تقارير صحفية إلى ان الزيارة ستشهد الإعلان عن صفقة أسلحة ضخمة للجيش المصر، بعد توتر العلاقات المصرية الأمريكية.
وأشارت الصحف إلى أن الأسلحة تتضمن صفقة طائرات حديثة، وصواريخ دفاع جوي، إضافة إلى تحديث الدبابات الروسية القديمة التي ما زال يستخدمها الجيش المصري.
مصراوي يرصد في هذا التقرير، آراء خبراء عسكريين حول أهمية إتمام الصفقة للجيش المصري، ومدي قدرة الجيش للعودة لاستخدام السلاح الروسي، وتأثير ذلك على التدريبات المعتادة للجندي المصري.
تنويع مصادر السلاح
في البداية يؤكد اللواء حمدي بخيت، الخبير الاستراتيجي، أن روسيا لم تكن بعيدة عن مصر حتي لو لم تكن هناك علاقات ملموسة علي أرض الواقع، مضيفا أن عدم وجود علاقات عسكرية في الفترة الماضية لا يُعني عدم وجود علاقات أخري.
ولكن من وجهة نظره فان نتج عن تلك الزيارة صفقة أسلحة، فسيعطي هذا انطباع وإشارة إلى أن العلاقات بين البلدين ستعود بقوة ولن تظل مجرد علاقات خارجية.
وأضاف في تصريحات لمصراوي أن العسكرية المصرية ما زالت ذاكرتها واعية للعلاقات العسكرية مع روسيا بمعني أنها لا تفقد الذاكرة لأي أسلحة تعاملت معها من قبل.
ويري بخيت أن العسكرية المصرية أثبتت قدرتها على استيعاب التنوع في مصادر التسليح أكثر من مرة، مشددا على ضرورة تنويع مصادر استيراد السلاح خاصة أن هذا مبدأ من مبادئ الاستراتيجية العسكرية المصرية.
قرار حر
وعن الولايات المتحدة الأمريكية، يوضح انها أخلت بتعهداتها في توريد صفقات التسليح في القوات الجوية سواء الطائرات الأف 16 أو الأباتشي، كما انها هددت بقطع المعونة العسكرية بل وتجميدها، مما جعل مصر أمام احتياج استراتيجي عسكري.
لكنه يعود ويؤكد ان التعاون العسكري مع روسيا لن يؤثر على طبيعة العلاقات مع الولايات المتحدة، فمثلها مثل غيرها، يربطنا بها العلاقات الاستراتيجية التي ليست حكر علي أحد بعينه.
ويشير بخيت إلى ان مصر تتمتع اليوم بالقرار الحر وبالإرادة الشعبية الحرة الداعمة للمؤسسة العسكرية وللدولة، وبالتالي من الممكن أن تنوع مصر مصادر التسليح والعلاقات بمنتهي السهولة.
ومن جانبه أكد اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، وجود صفقة سلاح روسي، وتأتي هذه الصفقة لسد حاجة مصرية للسلاح، مضيفا أن مصر بالفعل وجدت أن نوع السلاح المطلوب موجود في روسيا ومناسب لها.
وأضاف في حديثه لمصراوي أن سعر الصفقة يتناسب مع احتياجات البلاد، لذا فهي فرصة لم تُتح من قبل، معتبرا ان تحسين العلاقات مع الروس له تأثير إيجابي على مصر، خاصة بعد التعنت والتحكم من قبل الولايات المتحدة والذي دفع مصر أكثر للحصول على هذه المعدات عن طريق روسيا.
سلاحا مصريا
وأكد اللواء طلعت مسلم ان الجندي المصري ينظر للسلاح على أنه آله حرب فقط، ولا يهمه من أين جاء فالمهم كينونته وأن يلبي احتياجاته والوظائف المطلوبة، مشددا على عدم وجود ايه مشكلة على الإطلاق من الحصول عليه من روسيا أو غيرها فمجرد دخوله مصر أصبح سلاحا مصريا وليس روسيا أو أمريكيا.
قال اللواء يسري قنديل، رئيس استخبارات القوات البحرية سابقا، انه كلما كانت علاقتنا مع كل الدول سواء كانت روسيا أو الصين أو أمريكا جيدة كلما تعددت مصادر السلاح.
واعتبر قنديل ان عودة العلاقات العسكرية مع روسيا سيكون له تأثير إيجابي على الجيش المصري واستراتيجياته.
وأشار إلى ان مصر اعتمدت في حرب 73 على السلاح الروسي، ولكن الرئيس الأسبق أنور السادات بعد ذلك قام بتعدد مصادر السلاح، وحصلنا على السلاح من أسبانيا والصين وبريطانيا، وبالتالي تلك العلاقات قوت من موقفنا في تلك الفترة.
ومن فوائد تعدد مصادر السلاح وفقا لرئيس استخبارات القوات البحرية سابقا، التقليل من احتكار الدول التي تصدر الأسلحة، خصوصا من ناحية قطع الغيار إضافة إلى تحكمها وفقا للميول السياسية.
وطالب قنديل، بعدم التوقف والسعي بشكل حقيقي نحو إقامة صناعة عسكرية مصرية بالتعاون مع الدول العربية، وبأيد علماء مصريين لصناعة المواد الخام، مضيفا أن التصنيع المشترك لا بديل له لأن كل دولة لديها كفاءة عالية في نوع معين من السلاح كأجهزة الاستشعار والرادارات أو الكشف تحت الماء أو غيرها من الأسلحة.
واعتبر انه في حال تم تنفيذ هذا التعاون في التصنيع ''سيصبح القرار في أيدينا نحن وليس في ايد غيرنا''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: